المرصد السوري لحقوق الإنسان: هل ينهب النظام السوري المساعدات الدولية؟

 

ارتفعت أصوات المعارضة السورية تتهم نظام بشار الأسد بنهب وسرقة المساعدات الدولية التي تصل للمتضررين من الزلزال.وكشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، أن النظام اشترط مصادرة نصف المساعدات التي تصل إلى مناطق الإدارة الذاتية أو الهلال الأحمر الكردي والتي تذهب إلى حلب، وأضاف «إن هناك مساعدات وصلت من مختلف الدول العربية»، مطالبا بوجود آلية لتوزيعها إلى مستحقيها وعدم سرقتها.

وأكد المرصد السوري أنه لا يمكن إحصاء عدد المفقودين شمال غربي سوريا جراء الزلزال، مشيرا إلى أن عددهم كبير جدا وأكثر من الأرقام التي يجري الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام.

وأضاف في تصريحات لـ»العربية» أن محدودية الإمكانيات تسببت في فشل إنقاذ أحياء حوصروا تحت الأنقاض ولقوا حتفهم، ولفت إلى صعوبة دخول المساعدات للمناطق المنكوبة، حيث لم يسجل سوى دخول المساعدات السعودية.

وتشير الإحصاءات إلى أن الزلزال أودى بحياة ما يربو على 5200 شخص في سوريا التي خلفت الحرب المستمرة فيها منذ 12 عاما مئات الآلاف من القتلى بالفعل وشردت الملايين داخل البلاد وخارجها، وفق المرصد.

وناشدت حكومة النظام الخاضعة لعقوبات غربية الحصول على مساعدات من الأمم المتحدة وتقول في الوقت نفسه «إن جميع المساعدات ينبغي أن تكون بالتنسيق معها ويجري توصيلها من داخل سوريا لا عبر الحدود التركية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة»، في المقابل، يتهم بعض المراقبين دمشق بتوجيه المساعدات صوب المناطق الموالية لها.

من جهتها، أكدت المستشارة الخاصة برئاسة الجمهورية العربية السوية الدكتورة بثينة شعبان، أن الولايات المتحدة والغرب لا يقيمون أي اعتبار لحياة الشعوب.

وقالت في مقابلة خاصة أجرتها معها قناة «آر تي عربية» «إن وكل ادعاءات الولايات المتحدة والغرب حول الشأن الإنساني في سورية كاذبة، مشيرة إلى أنهم إذا كانوا يريدون إثبات صدق ما يدعون فعليهم رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية فورا ودون أي شروط أو استثناءات، وليس إصدار قرارات مضللة الهدف منها إعطاء انطباع إنساني كاذب بعد الكارثة الإنسانية التي أصابت البلاد جراء الزلزال المدمر».

وأضافت «الوضع في سورية صعب، جراء الزلزال الذي ضرب البلاد وتسبب بوقوع عدد كبير من الضحايا والمصابين وانهيار وتصدع مئات المباني، مشيرة إلى أن مجلس الوزراء قرر اعتبار المناطق المتضررة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وإدلب مناطق منكوبة، نتيجة الزلزال الذي أصابها وبما يترتب على ذلك من آثار».

وأشارت إلى أن ما يزيد الوضع سوءا هو الإجراءات الاقتصادية القسرية الأمريكية والأوروبية، التي تمنع سورية من تطوير وسائلها وطرقها لمساعدة الأهالي العالقين تحت الركام، بينما يدعي الأمريكيون أنهم سمحوا للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى سورية، وهذا غير صحيح، فالدول الغربية لا تضع أي اعتبار إنساني، وهي تنظر فقط إلى الوضع السياسي على عكس ما تدعي.

وأوضحت شعبان أن الولايات المتحدة ترتكب جريمة بحق الشعب السوري من خلال منع أي بلد من التعامل مع سورية، وعندما يكون لديك أناس عالقون تحت الأنقاض، فإن الرافعات والمعدات الثقيلة تصبح مساعدات إنسانية؛ لأن هذه المعدات هي التي تستطيع إزالة الأنقاض، وتاليا إنقاذ العالقين.

وقالت شعبان «سورية لا تثق بما يقوله الأمريكيون عن الوضع الإنساني فيها، لأن كل ادعاءاتهم بعيدة عن الحقيقة، والبيان الذي أعلنته المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية حول إصدار الإدارة الأمريكية قرارا جديدا ينص على تجميد جزئي ومؤقت لبعض الإجراءات القسرية الأحادية التي تفرضها على الشعب السوري، مضلل وكاذب وبعيد عن الواقع وجاء لإعطاء انطباع إنساني كاذب بعد المطالبات الدولية الواسعة برفع الحصار عن سورية، ولا سيما عقب الكارثة الإنسانية التي أصابت البلاد جراء الزلزال المدمر.

ولفتت شعبان إلى أن الدول الأوروبية لم تقدم مساعدات لسورية لمواجهة تداعيات الزلزال، بل إن الكثير من المغتربين السوريين في هذه الدول يحاولون تحويل الأموال إلى سورية لمساعدة المتضررين من الزلزال، لكن لم يتمكن أي منهم من ذلك بسبب الإجراءات الأمريكية والأوروبية، فكل ما قالته المتحدثة الأمريكية مجرد ادعاءات لا أساس لها.

وأوضحت شعبان أن واشنطن إضافة إلى فرضها إجراءات غير شرعية تواصل احتلال أجزاء في شمال وشرق سورية وتسرق النفط والغاز والقمح، والجميع يشاهد يوميا عشرات الصهاريج والشاحنات تخرج من الأراضي السورية متجهة إلى القواعد الأمريكية في شمال العراق.. والسؤال هنا كيف يمكن لبلد عضو في الأمم المتحدة ويدعي أنه يعطي دروسا في الإنسانية والأخلاق أن يسرق النفط السوري في وضح النهار.

وأشارت شعبان إلى أن الأمريكيين يدعون أن وجود قواتهم على أراض سورية هو لمحاربة التنظيمات الإرهابية بينما العكس هو الصحيح، حيث يدعمون تنظيم «داعش» الإرهابي كما يدعمون ميليشيات انفصالية في منطقة الجزيرة لتنفيذ أجنداتهم الهدامة في سورية والمنطقة.

 

 

 

المصدر:   الخليج365