المرصد السوري ينفي زعم ترامب بشأن استعادة الأراضي الخاضعة لسيطرة “الدولة الاسلامية” في سورية.. و”قوات سوريا الديموقراطية” تترقب إجلاء مزيد من المحاصرين وتستعدّ لإعلان “الانتصار” على الجهاديين

24

حقل العمر النفطي (سوريا) – بيروت- (أ ف ب) – مع اقتراب إعلان “الانتصار الكامل” على تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن، يُتوقع الجمعة خروج دفعة جديدة من المحاصرين من آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، لينضموا الى الآلاف الذين نقلوا خلال الأسابيع الماضية الى معتقلات أو الى مخيمات.

ومنذ 20 شباط/فبراير، خرج آلاف الأشخاص في إطار ستّ دفعات من آخر بقعة محاصرة في بلدة الباغوز والتي تقدّر مساحتها بنصف كيلومتر مربع، وغالبيتهم نساء وأطفال من عائلات مقاتلي التنظيم المتطرف.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، أوقفت قوات سوريا الديموقراطية أكثر من خمسة آلاف عنصر من التنظيم كانوا في عداد نحو 52 ألف شخص فروا منذ كانون الأول/ديسمبر من مناطق سيطرة التنظيم في شرق سوريا.

وقال القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم كوباني في فيديو نُشر على موقع “فيسبوك” الخميس، “بعد أسبوع، سنعلن الانتصار الكامل على داعش”. وقال متوجهاً لأسرى من قواته تمّ تحريرهم من أيدي مقاتلي التنظيم، إن العمليات العسكرية متوقفة حتى تحرير باقي الأسرى.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية الخميس في بيان أنها حرّرت 24 مقاتلاً كان قد خطفهم التنظيم المتطرف منذ أكثر من شهر.

وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديموقراطية في دير الزور عدنان عفرين إن تحرير الأسرى جرى على مراحل في عمليات خاصة، لم يفصح عن تفاصيلها. وأشار إلى أن آخرين لا يزالون في يد التنظيم المتطرف، من دون أن يحدد عددهم.

وتمّ إجلاء دفعة سادسة من مئات النساء والأطفال والرجال الخميس من الجيب الأخير وكان بينهم “أجانب من جنسيات متنوعة”، بحسب مدير المكتب الاعلامي لقوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي. وتوقّع بالي في تصريح لفرانس برس خروج المزيد من الأشخاص.

وأوضح عفرين في هذا الإطار “حقيقة نحن لا نعلم عدد المدنيين في الداخل، كل يوم هناك مفاجأة، لم نتوقع وجود هذا العدد الكبير”.

وتراوحت تقديرات قوات سوريا الديموقراطية لأعداد المحاصرين في الباغوز بين المئات والآلاف مع تحديث قاعدة بياناتها تباعاً استناداً إلى شهادات الخارجين.

– ترامب يستبق –

وتقع بلدة الباغوز على الضفاف الشرقية لنهر الفرات بمحاذاة الحدود العراقية، ويُحاصر الجهاديون في بقعة عند أطرافها الشرقية. وتطوق قوات سوريا الديموقراطية البلدة من جهتي الشمال والغرب، فيما تتواجد قوات النظام السوري جنوباً على الضفة الغربية للفرات والقوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي شرقا على الجهة المقابلة من الحدود.

وأعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتّحدة الخميس أنّه شنّ غارة على الباغوز أدّت إلى مقتل الفرنسي فابيان كلان الذي تبنّى باسم التنظيم الجهادي اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس، التي أسفرت عن 130 قتيلاً ومئات الجرحى. وأكّد بذلك معلومات حصلت عليها وكالة فرانس برس الأسبوع الماضي من مصادر متطابقة.

واستبق الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان قوات سوريا الديموقراطية انتهاء المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

فقال متوجها إلى قوات أميركية في ألاسكا أثناء رحلة عودته من فيتنام الخميس، “استعدنا السيطرة، كنتم تسمعون أنه (تمت استعادة السيطرة على) 90 في المئة، 92 في المئة من (أراضي) الخلافة في سوريا. أما الآن فباتت 100%. استعدنا السيطرة”، بحسب تصريحات نشرها موقع البيت الأبيض الرسمي.

وفي 19 كانون الأول/ديسمبر، أعلن الرئيس الأميركي بشكل مفاجئ قراره سحب الجنود الأميركيين المتمركزين في سوريا (عددهم ألفا جندي)، في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أن تنظيم الدولة الإسلامية هُزم. وأعلن البيت الأبيض في وقت لاحق أن الجيش الأميركي سيُبقي نحو مئتي جندي في سوريا.

– “لم يسمحوا لأحد بالخروج” –

وبعد أسابيع من تضييق قوات سوريا الديموقراطية خناقها على جيب التنظيم، يصل الخارجون من الباغوز متضوّرين جوعاً ولا يحملون إلا أغراض بسيطة من ثياب وأغطية، إلى نقطة الفرز التي استحدثتها قوات سوريا الديموقراطية، التحالف الكردي العربي، على بعد أكثر من عشرين كيلومتراً شمال بلدة الباغوز.

وروت نساء خرجن أخيرا أنهن حاولن الفرار في فترات سابقة ولم يوفقن. وقالت إحداهن رافضة الكشف عن اسمها لفرانس برس، “في الدولة لم يسمحوا لأحد بالخروج، كانت الطريق مغلقة ويقولون لنا إن هذا الأمر حرام ولا يجوز”.

لكن الوضع تبدّل قبل أسبوع حين دعا التنظيم الراغبين بالخروج، وخصوصاً النساء والجرحى، إلى مغادرة الجيب الأخير.

وسط الصحراء، يخضع الرجال والنساء والأطفال إلى عمليات تفتيش وتدقيق في هوياتهم، لتمييز من يشتبه بأنهم مقاتلون في التنظيم المتطرف، قبل أن يحصلوا على خبز وماء، والأطفال على حليب وحفاضات.

ويتمّ نقل النساء والأطفال من عائلات الجهاديين إلى مخيم الهول شمالاً، بينما يُرسل الرجال المشتبه بانتمائهم للتنظيم المتطرف إلى مراكز اعتقال للتوسع في التحقيق معهم.

 

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة، أن تنظيم الدولة لا يزال يتواجد بالمئات” داخل جيب صغير بشرق سورية، بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أن قوات سورية الديمقراطية سيطرت على جميع الأراضي، التي كانت تخضع سابقا لسيطرة “الدولة الاسلامية”.

وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) “ما قاله ترامب غير صحيح. لا يزال مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية داخل مزارع الباغوز بالريف الشرقي لدير الزور ونعتقد أن مدنيين هناك أيضا”.

وتحاول “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) وهي ميليشيا منحازة للولايات المتحدة، بقيادة كردية، منذ أسابيع السيطرة على مزارع “الباغوز″، وهو آخر معقل ل”الدولة الاسلامية” شرق سورية بالقرب من الحدود العراقية.

وذكر ترامب، في حديثه من قاعدة عسكرية في ألاسكا أمس الخميس أنه تم القضاء تماما على الخلافة الإسلامية لـ”الدولة الاسلامية”. وكان في السابق قد أعلن انتصاره على تلك الجماعة المتطرفة.

وأضاف ترامب، في إشارة إلى الأراضي التي كان يسيطر عليها “الدولة الاسلامية” سابقا “نسيطر على المنطقة بنسبة مئة بالمئة”.

المصدر: رأي اليوم