المصالحة التركية- السورية: إنهاء لدور المعارضة
لاتزال التصريحات المتضاربة بخصوص التقارب السوري -التركي مستمرة، فبين الحديث عن استعداد تركي للتطبيع مع نظام بشار الأسد وعدم ممانعة دمشق مبدئيا متحدثة عن العلاقات “الودية” بين البلدين قبل الثورة، مما أثار الحديث عن تخطي الشروط المسبقة التي طرحها الأسد حين انطلق الحديث عن التطبيع منذ عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وكانت تقارير من صحف قريبة من النظام، تحدثت عن عقد اجتماع في العاصمة العراقية بغداد قريبا بين سوريا وتركيا.
وتعتبر المعارضة السورية أن “الحل في سوريا لا يكمن في التفاهمات بين الدول والنظام لحماية مصالحها وأمنها، بل يتجسد في إقناع السوريين في الداخل والخارج بأن لديهم دولة ذات دستور يُحترم ويُنفذ، وقوانين تضمن أمنهم الشخصي وأمن المجتمع”.
وأكد شمس الدين حمو، المعارض السوري، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تركيا دولة تمارس البراغماتية وفق مصالحها بشكل مبتذل. وفي ظل حكم أردوغان تجردت من كل الضوابط التي من شأنها الاحتفاظ بشيء من القيم، وهو يمارس الانتهازية السياسية بشكل فاقع.
وفيما يتعلق بعلاقته مع سوريا والسوريين، يرى أردوغان في المحنة السورية فرصة مؤاتية للاستثمار والابتزاز،وقد بدأت سياسات تركيا بسرقة الأصول السورية المنقولة من آلات ومعامل ورساميل لتشغيل الاقتصاد التركي المتعثر، ثم تلتها المتاجرة بكرت اللاجئين وابتزاز الغرب ثم تطورت تجارتها وانتقلت لمستوى الاتجار بالبشر باستخدام السوريين وقوداً في حروبها الاستعمارية التوسعية.
وتابع” يبدو أن هدفها في الاستيلاء على جزء من سورية اصطدم بمعارضة بقية الفاعلين في الملف السوري، فقرر أردوغان المتاجرة بمن تبقى لديه من السوريين والمعارضة وبيعهم للأسد استرضاءً لقاتل الشعب السوري. تركيا كانت ولا تزال هي الطرف المستفيد الوحيد من العلاقة مع السوريين”.
واضاف” بالنسبة للصفقة الأخيرة ربما لها نتيجة واحدة وهي انكشاف عورة أولئك الذين يدعون زوراً أنهم ثوار ولا يزالون يتحدثون باسم الثورة السورية رغم أن القاصي والداني يدرك أن ثورة السوريين قد انتهت منذ أن تعسكرت على يد عملاء تركيا. انكشاف النوايا الخبيثة لتركيا قد يشكل بدايةً ليقظة المغفلين المخدوعين بتركيا الأنصار التي استضافت المهاجرين”.
وقال حمدان العبد نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، للمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التقارب التركي- السوري الذي يعمل على تحقيقه الجانب الروسي، غير واضح المعالم، خاصة وأن الجانب السوري لا يبدي استعدادا للمصالحة مع أنقرة، معتبرا أن موسكو تريد أن تٌتمم التقارب عاجلا دفاعا عن مصالحها لإبعاد ايران عن المشهد السوري وتحويل قرار الأمم المتحدة رقم 2254 و إفراغه من مضمونه واستبداله باستانا، لافتا إلى أن التطبيع سيولد ميتا لأنه لا يمثل الشعب السوري وهو عبارة عن لقاء بين شخصين ومصافحة وليس مصالحة وقد يكون هذا التطبيع دافعا لإعادة الاقتتال والرجوع الى المربع الأول للأزمة السورية.
وأفاد بأن الحل يبدأ من تنفيذ قرار الأمم المتحدة لا غير ذلك.
وأكد العبد أن المصالحة لن تتحقق اذا لم يشارك الجانب الإيراني والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي في جلساتها، “كل هذه التدخلات تؤثر بشكل كامل على اللقاء التركي السوري، أما إن حدث التطبيع فهو انهاءً لدور المعارضة السورية المدعومة من تركيا ودليل واضح وصريح على تخلي أنقرة عن هذا الجسم الذي كونته ودعمته واستضافته فوق أراضيها، مقابل صفقة جديدة”.
وتطرق إلى مساعي للقضاء على مشروع الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا، مذكرا بصفقات أنقرة مع روسيا سابقا بإخلاء ريف الشام مقابل احتلال عفرين وخفض التصعيد وخط ,m4…m5 ,مقابل الانسحاب من حلب واحتلال تركيا لمناطق سورية وهي تل أبيض وراس العين،” التقارب التركي -السوري مشروط بالانسحاب التركي من كافة الاراضي السورية وإنهاء وتسليم المعارضة السورية المدعومة من تركيا والأخيرة تريد أن تتخلص من المعارضة وتغلق ملف اللاجئين الموجودين على أراضيها “.