المعارضة السورية تحذر من عملية برية للنظام بدعم إيراني
غداة زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، حذر مصدر قيادي في «الجيش السوري الحر» من إقدام النظام بدعم إيراني على عملية برية في إدلب.
وجاء التحذير بعد شن طائرات النظام للمرة الاولى غارات جوية على مدينة خان شيخون جنوب المحافظة، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى وحركة نزوح واسعة من المدينة. وفي المقابل أرسلت تركيا تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الحدود مع إدلب. وفي موسكو يبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الأوضاع في سورية، للمرة الأولى وجهاً لوجه بعد حادثة اسقاط طائرة «إيل 20» الروسية ومقتل طاقمها في 17 أيلول (سبتمبر) الماضي.
وفي اتصال مع «الحياة» رجح القائد العام لحركة «تحرير الوطن» العقيد فاتح حسون أن «غارات النظام الجوية على خان شيخون تمت بعلم روسيا»، وقال إن «الهدف من الغارات زيادة الضغوط على تركيا لإشراك روسيا في تسوية موضوع شرق الفرات».
ومن جهة أخرى، أشار حسون إلى أن «طهران تصعد وتحرك النظام وتتصرف انطلاقاً من أنها غير معنية بالتفاهمات الروسية- التركية في ادلب». وزاد أن «روسيا تحاول أن تتراجع من الواجهة لتثير المشكلات بين تركيا وإيران في تكتيك جديد تكون فيه هي المستفيدة سواء حجمت دور اي من تركيا او ايران ولهذا فهي مستفيدة من التصعيد في إدلب».
وقال إن «تركيا ترد عبر تعزيز قواها ووسائطها في إدلب كرد فعل على هذا التصعيد».
وأكدت مواقع معارضة وصول تعزيزات عسكرية تركية ضخمة، تضم عدداً من السيارات والعربات وناقلات جند إلى الحدود السورية- التركية صباح أمس. وأشار إعلاميون في إدلب إلى أن رتلاً من 40 آلية مختلفة وصل إلى الحدود مع إدلب بهدف التقدم لاحقاً إلى داخل المحافظة، وأفاد «مركز إدلب الإعلامي» بأن الجيش التركي يعتزم نشر ست نقاط مراقبة في بلدتين في تل الطوقان وتل السلطان غرب أبو الظهور على الطريق الواصل بين مدينة سراقب وبلدة أبو الظهور، إلى جانب النقاط الـ12 الرئيسة التي نشرها بموجب اتفاق آستانة.
وفي أول خرق لطائرات النظام السوري لاتفاق الهدنة الروسية- التركية الموقع في سوتشي في أيلول (سبتمبر) الماضي، قتلت سيدتان وطفلة وجرح ثمانية مدنيين نتيجة القصف الصاروخي على الأحياء السكنية في خان شيخون. وقصفت طائرات للنظام مدينة سراقب بصواريخ فراغية لكن ناشطين أكدوا أن الأضرار اقتصرت على الدمار من دون ضحايا بشرية.
من جانبه، أكد المرصد «السوري لحقوق الإنسان» أن هناك تصعيداً ملحوظاً في الضربات الجوية في شمال غربي سورية الذي تسيطر عليه المعارضة، ما دفع آلاف المدنيين للفرار من بلدة خان شيخون.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «منذ الأحد، قُتل عشرون مقاتلاً من الجيش السوري ومسلحين موالين للنظام في هجمات نفّذتها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) ومجموعة حراس الدين في جنوب حلب وشمال حماة وشرق إدلب».
وأشار الى أن هجوماً وقع ليل الاثنين- الثلثاء أدى إلى مقتل خمسة عناصر من القوات الموالية للنظام في ريف حلب الجنوبي.
وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة الإقليمي للأزمة السورية ديفيد سوانسون إن «الأمم المتحدة لا تزال تشعر بقلق عميق حيال سلامة وحماية آلاف الأشخاص الذين نزحوا من خان شيخون عقب تصعيد الأعمال العدائية في المنطقة». وأفاد بأن 7033 شخص بينهم نساء وأطفال ورجال نزحوا من خان شيخون منذ بداية الشهر الجاري حتى الحادي والعشرين منه.
وفي باريس، رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقرار الأمم المتحدة الإبقاء على 200 جندي شرق الفرات، وقال في مؤتمر صحافي مساء الاثنين: «لا يسعني سوى الترحيب بهذا الخيار الذي يتفق مع ضرورة البقاء إلى جانب (…) قوات سورية الديمقراطية، وأولئك الذين عملوا في الميدان في قتال تنظيم داعش».
وأكد ماكرون أن بلاده ستواصل العمل في المنطقة في إطار التحالف الدولي لمحاربة «داعش».
وذكر موقع «فرات بوست» إن دفعة جديدة من المدنيين وعائلات تنظيم «داعش» وصلت في قافلة مؤلفة من 27 شاحنة كبيرة وصغيرة إلى مخيم الهول شرق الحسكة ليرتفع بذلك عدد من قدموا من بلدة الباغوز الى 6600 وافد الى المخيم في الاربعة الايام الماضية. وأوضح الموقع أن «أغلب الوافدين من بلدة الباغوز ومحافظات سورية مختلفة منها حماة، وادلب والرقة والطبقة ودير الزور، إضافة إلى عائلات مسلحي داعش من جنسيات مختلفة منها روسيا وأوزبكستان واندونيسيا».
وأفاد «المرصد السوري» بأن 45 شاحنة خرجت أمس من الباغوز آخر جيب للتنظيم الإرهابي شرق الفرات.
ومن المنتظر أن يهيمن ملف وجود إيران وميليشياتها في سورية، والغارات الإسرائيلية المتكررة على مواقع هذه الميليشات والنظام السوري على قمة بوتين مع نتانياهو اليوم في موسكو.
المصدر: الحياة