المعارضة السورية تشن ثاني هجوم على دمشق في ثلاثة أيام

14

قالت مصادر من الحكومة السورية والمعارضة، إن مقاتلي المعارضة اجتاحوا منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة في شمال شرق دمشق اليوم الثلاثاء للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام في أول هجوم من نوعه تشنه المعارضة على نطاق واسع داخل العاصمة منذ عدة سنوات.

وبالنسبة للمعارضة يظهر الهجوم أنها ما زالت قادرة على القيام بعمل هجومي رغم أن وضعها ما زال في غاية الصعوبة قرب دمشق وفي مختلف أرجاء البلاد.

ورجحت كفة الرئيس السوري بشار الأسد، والجيش السوري والقوات الروسية والإيرانية والفصائل الشيعية المتحالفة معه في القتال في غرب سوريا في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة توجت بالسيطرة الكاملة على مدينة حلب في ديسمبر/ كانون الأول.

وقال شهود، إن قوات المعارضة أطلقت عدة صواريخ على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بوسط دمشق. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية، أن الجيش شن عدة غارات جوية وهجمات بالمدفعية على قوات المعارضة. وقال متحدث باسم الجماعة الرئيسية لمقاتلي المعارضة المشاركة في الهجوم لـ«رويترز»، إن هجوما جديدا بدأ في الساعة الخامسة صباحا مستهدفا منطقة انتزع مقاتلو المعارضة السيطرة عليها من الحكومة يوم الأحد قبل اضطرارهم للانسحاب منها.

وذكر مصدر عسكري سوري لـ«رويترز»، أن مقاتلي المعارضة دخلوا المنطقة وفجروا سيارة ملغومة في بداية الهجوم. وذكر المصدر، أن مجموعة من مسلحي المعارضة التي دخلت المنطقة حوصرت، «والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة».

وشنت جماعات المعارضة الهجوم من معقلها في الغوطة الشرقية التي تقع إلى الشرق من العاصمة. وصعدت قوات الحكومة عملياتها ضد الغوطة في الأسابيع القليلة الماضية، وتسعى إلى إحكام حصار على المنطقة. ويهدف هجوم المعارضة جزئيا إلى تخفيف هذا الضغط.

ويتركز القتال حول منطقة العباسيين في حي جوبر بشمال شرق دمشق، والذي يقع على بعد نحو كيلومترين شرقي أسوار البلدة القديمة على تقاطع طرق رئيسي يؤدي للعاصمة.

وقال شاهد في منطقة التجارة السكنية قرب موقع القتال، إن عشرات الدبابات نشرت في مشهد غير معتاد لسكان قلب دمشق الذين نجت أحياؤهم من القتال المنتشر على أطراف المدينة.

وقال علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن لـ«رويترز»، «أطلقنا هجوما جديدا واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا منها أمس. سيطرنا ناريا على كراج العباسيين وبدأنا باقتحامه». وكراج العباسيين محطة رئيسية للحافلات.

وقال، إن الهجوم يعزز موقف التيار الرئيسي المعارض قبيل محادثات سلام جديدة في جنيف من المقرر أن تبدأ يوم الخميس.

  • رسالة لروسيا ..

وقال مسؤول معارض آخر سيحضر محادثات جنيف، إن الهجوم يظهر أن الدعم العسكري الروسي الواسع له حدود.

وقال عصام الريس المتحدث باسم الجيش السوري الحر، الجبهة الجنوبية، وهو تحالف من جماعات معارضة مدعومة من دول غربية وعربية، إن هذه رسالة عسكرية وسياسية لروسيا بأن النظام ضعيف ولا يتمتع بالسيطرة الكاملة وغير قادر على أن يميل ميزان القوى بحسم لصالحه عسكريا.

وقال المصدر العسكري السوري، «هم دخلوا ضمن جيب ضيق بنفس منطقة الخرق أول امبارح (أمس)، والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة».

وقالت وسائل الإعلام الحكومية، إن المعارضين الذين تسللوا إلى المدينة وحي جوبر فروا وألقي القبض على عشرات منهم أو قتلوا، ولم تورد مزيدا من التفاصيل.

وبث التلفزيون الحكومي ما قال، إنها لقطات صورت صباح اليوم في شارع فارس الخوري الذي يصل إلى كراج العباسيين، وظهر فيها دخان داكن كثيف يتصاعد على مسافة.

وتقول الحكومة، إن الهجوم يشنه مقاتلو جبهة النصرة، وهي جماعة إرهابية كانت ذراع تنظيم القاعدة في الحرب السورية قبل أن تعلن أنها قطعت صلتها بالتنظيم العام الماضي. وحاليا جبهة النصرة جزء من تحالف إسلامي يسمى تحرير الشام.

وخفف الهجوم الضغوط على المعارضين الذين خسروا أراضي في منطقتي القابون وبرزة المجاورتين، حيث يقول الجيش، إن المعارضين حفروا شبكة من الأنفاق تمدهم بالمؤن الأساسية التي ساعدت الغوطة الشرقية على مدى سنوات على تحمل الحصار.

وقال قيادي في المعارضة، إن الجيش يكثف قصفه على مناطق تقدمت فيها المعارضة في حي جوبر وبلدات في أنحاء الغوطة الشرقية.

وقال أبو عبده وهو قيادي ميداني من فيلق الرحمن، إن القصف على جميع الجبهات، وإنه لا يوجد مكان لم يتعرض للقصف. وتابع، أن «النظام حرق» المنطقة بالطائرات والصواريخ.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الجيش السوري شن ما لا يقل عن 143 ضربة جوية على مناطق خاضعة للمعارضة بشرق دمشق مستهدفا في الأساس حي جوبر منذ أن بدأ المقاتلون هجومهم.

المصدر:الغد