المعارضة تتقدم في القنيطرة لفتح طريق دمشق
حققت فصائل سورية معارضة تقدماً جديداً في هجوم تشنه منذ أيام في محافظة القنيطرة وسيطرت على سرية عسكرية في إطار عملية هدفها، كما تقول المعارضة، فتح الطريق إلى الغوطة الغربية لدمشق. وتزامن ذلك مع مذابح ارتكبتها قوات النظام في محافظتي دير الزور وحمص حيث قُتل عشرات المدنيين في ضربات جوية وقصف صاروخي.
وأصدرت «ألوية الفرقان» بياناً حمل الرقم «3» تحت عنوان «وما النصر إلا صبر ساعة»، أعلنت فيه نتائج معركة «وبشّر الصابرين» في ريف القنيطرة، مشيرة إلى تحرير حاجز «مزارع الأمل» وسرية طرنجة وتدمير مدرعات وعربات عسكرية ثقيلة، مضيفة أنها صدت محاولة لقوات النظام لاقتحام بلدة الحميدية. وتابع البيان أن هذه المنجزات تأتي ضمن «المرحلة الأولى» من الهجوم الهادف إلى «فتح الطريق» إلى الغوطة الغربية، مؤكداً استمرار المعارك لتحرير بقية السرايا التي تسيطر عليها قوات النظام.
وبحسب المعلومات المتوافرة فإن كتائب معارضة عدة تشارك في معركة «وبشّر الصابرين» وأبرزها: غرفة عمليات فتح الشام، وجيش الإسلام، وجبهة ثوار سورية، وجبهة أنصار الدين، وألوية قاسيون وألوية الفرقان.
من جهته، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى «استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في القطاع الشمالي بريف القنيطرة»، ما أدى إلى سقوط قتيلين أحدهما من النظام والثاني من المعارضة، مضيفاً أن «الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة أماكن في منطقة السرية الرابعة التي سيطرت عليها الفصائل الإسلامية (أول من) أمس»، كما قصفت المرحيات بالبراميل المتفجرة بلدة نبع الصخر بالقطاع الأوسط في ريف القنيطرة.
وفي محافظة درعا، قصفت قوات النظام بلدة علما بقذائف الهاون، كما دارت اشتباكات بين «لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم «داعش» وبين الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر في محيط سد سحم الجولان بريف درعا الغربي».
وفي دمشق، تحدث»المرصد» عن إطلاق قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي جوبر حيث قُتل طبيب، في حين قُتل عنصر من قوات النظام في اشتباكات مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في مخيم اليرموك. وأضاف أن اشتباكات دارت فجر أمس بين فصائل المعارضة وبين وعناصر تنظيم «داعش» في أطراف حي القدم جنوب العاصمة.
وفي الغوطة الغربية لدمشق، قصف الطيران المروحي بثمانية براميل متفجرة مدينة داريا ترافق مع سقوط صاروخ -يُعتقد أنه من نوع أرض أرض- على أطراف المدينة، وفق «المرصد» . أما في الغوطة الشرقية فقد نفّذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في مدينة دوما، فيما «استهدفت الفصائل الإسلامية بصاروخين موجهين دبابتين لقوات النظام في محيط مخيم الوافدين بأطراف مدينة دوما، ما أدى إلى إعطابهما»، على ما ذكر المرصد، الذي أشار أيضاً إلى «اشتباكات عنيفة» بين قوات النظام والفصائل الإسلامية «في محيط ضاحية الأسد والتلال المطلة عليها قرب مدينة حرستا بالغوطة الشرقية». وأضاف المصدر نفسه أن رجلاً من مخيم خان الشيخ مات تحت التعذيب عقب اعتقاله من قبل لواء إسلامي بريف دمشق الغربي بتهمة «العمالة للنظام»، مضيفاً أن ذويه تقدموا دعوى ضد قائد اللواء لدى «المحكمة الشرعية» في المنطقة. وقررت المحكمة إلزام اللواء الإسلامي بدفع دية لأهل القتيل لأنهم مسؤولون عن قتله، مضيفة أن أحد رفاقه اعترف عليه تحت الضغط والإكراه.
وفي وسط البلاد، ذكر «المرصد» أنه «ارتفع الى 25 غالبيتهم من الأطفال، بالإضافة إلى مقاتل من فصيل مقاتل، عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف صاروخي لقوات النظام والمسلحين الموالين لها على منطقة بحي الوعر في مدينة حمص» يوم الإثنين. في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وعناصر «داعش» في محيط حقل شاعر ومحيط قرية مكسر الحصان بريف حمص الشرقي، ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق الاشتباك ومناطق أخرى على طريق تدمر- السخنة بريف حمص الشرقي.
وفي محافظة حماة المجاورة، أغار الطيران الحربي على بلدة الزيارة وقريتي المنصورة والقاهرة بسهل الغاب، في ريف المحافظة الشمالي الغربي، لكن لم ترد أنباء عن خسائر بشرية.
وفي محافظة حلب، قصفت الكتائب المقاتلة تمركزات لقوات النظام في حي الخالدية شمال حلب، فيما نفّذ الطيران الحربي غارات على محيط مطار كويرس العسكري المحاصر من تنظيم «داعش».
وفي شرق البلاد، قال المرصد إنه «ارتفع إلى 31 بينهم ثمانية أطفال وست نساء وسبع جثث مجهولة الهوية عدد الشهداء الذين قضوا جراء مجزرة جديدة نفذتها طائرات نظام بشار الأسد الحربية، والتي استهدفت أطراف السوق المقبى في مدينة الميادين» بريف دير الزور الشرقي والتي يسيطر عليها «داعش». وذكر أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود مفقودين، وإصابة العشرات بجروح، بعضهم لا يزال بحالة خطرة».
إعدامات
في غضون ذلك، قال «المرصد» إنه وثّق إعدام تنظيم «داعش» 3 رجال في ريف حلب الشمالي الشرقي، مشيراً إلى إعدام رجلين مسنين في قرية الحية بريف منبج الشرقي وقرية العوسجلي بالريف الغربي لمدينة منبج، بينما أعدم الثالث في قلعة نجم بالريف الشرقي لمنبج، وأوضح أن عناصر التنظيم أطلقوا النار على رؤوسهم بتهمة «المشاركة في الحرب ضد إقامة شرع الله والدولة الإسلامية وتنفيذ حكم الله عز وجل فيهم».
وجاءت الإعدامات الجديدة في وقت أصدر «المرصد» تقريراً قال فيه إن «داعش» أعدم 65 شخصاً في مناطق سيطرته بسورية خلال الشهر الـ15 من إعلانه لـ «دولة الخلافة».
وفي محافظة إدلب، عقد اجتماع بين أهالي قرية خيارة بناحية سنجار من جهة، وبين جبهة النصرة من جهة أخرى، بحضور «شرعيين» من «حركة أحرار الشام الإسلامية»، علماً أن «النصرة» اقتحمت هذه القرية قبل أيام حيث قُتلت طفلة وجرحت أخرى في إطلاق نار. وأوضح «المرصد» أن الاجتماع انتهى باتفاق على «اعتراف جبهة النصرة بالخطأ ومداهمة القرية بدون حق أو مذكرة إحضار، ودفع دية لوالد الشهيدة ومبلغ مالي للطفلة الجريحة».
المصدر: الحياة