المعارضة تسيطر على مواقع استراتيجية في دمشق

9

سيطرت قوات المعارضة السورية، أمس الأحد، على مواقع استراتيجية، شرقي العاصمة دمشق بعد اشتباكات مع قوات النظام أدّت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
وقال وائل علوان، المتحدث باسم فصيل «فيلق الرحمن» المتواجد في مدينة دمشق وريفها للأناضول إن «مقاتلي فيلق الرحمن إلى جانب فصائل عسكرية أخرى، شنّوا هجوماً على قوات النظام المتمركزة شرقي مدينة دمشق، انطلاقاً من الجهة الشمالية لحي جوبر، الذي تسيطر عليه المعارضة».
ولفت إلى أن هدف الهجوم «فتح طريقا إلى حي القابون داخل العاصمة، الذي يحاصره النظام، منذ نحو 3 أعوام». وأضاف أن «مقاتلي المعارضة سيطروا على معامل الغزل والنسيج وشركة سادكوب (شركة حكومية لتوزيع المواد البترولية) ومحطة كهرباء، في المنطقة الصناعية، الواقعة بين حيي جوبر والقابون، وقطعوا طريق حمص – دمشق الاستراتيجي». وأشار إلى أن «المقاتلين قتلوا وجرحوا العشرات (لم يحدّد عددهم) من قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها».
وأوضح أن «المعارضة باتت تسيطر نارياً على كراجات العباسيين (محطة حافلات) وشارع «فارس الخوري» (يربط ساحة العباسيين بطريق حمص – دمشق)، لافتاً إلى أن «العديد من المقاتلين تمكنوا من الوصول إلى حي القابون من خلال ثغرة تم فتحها بين الحيين».
ولفت إلى أن «قوات النظام ردّت، بقصف جوي ومدفعي وصاروخي غير مسبوق، واستقدمت عناصر من الحرس الجمهوري، والفرقة الرابعة، بهدف تعزيز دفاعاتها في المنطقة».
وفيما تحدثت أوساط المعارضة عن مقتل وأسر العشرات من جنود النظام، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرين عنصراً على الأقل قتلوا من قوات النظام والفصائل المقاتلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وشنت فصائل إسلامية ومقاتلة متمركزة في حي جوبر المجاور في شرق دمشق، صباح أمس الأحد، هجوما عنيفا على مواقع لقوات النظام على أطراف الحي، تزامناً مع إطلاقها قذائف عدة على أحياء في وسط دمشق.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل تسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما قضى 12 مقاتلاً من الفصائل الإسلامية، في الاشتباكات التي دارت خلال الـ 24 ساعة الماضية على أطراف دمشق الشرقية».
وبدأت قوات النظام منذ شهر هجوماً على أحياء برزة وتشرين والقابون، يهدف الى فصل حي برزة، وهو منطقة مصالحة، عن الحيين الآخرين ومنع انتقال مقاتلي الفصائل بينها.
وردا على تقدم قوات النظام، شنت فصائل إسلامية ومقاتلة هجوما عنيفاً على مواقع قوات النظام في أطراف حي جوبر المجاور، بحسب المرصد.
وتخلل هجوم الفصائل تفجير عربتين مفخختين وانغماسيين، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين. كما نفذت طائرات حربية غارات على محاور القتال، وفق المرصد.
كما أطلقت الفصائل من جوبر قذائف صاروخية الأحد على أحياء عدة في وسط العاصمة، أبرزها المهاجرين والعباسيين وباب توما.
وسمع دوي الانفجارات والقصف، وأعلن عدد من المدارس تعليق الدروس حفاظاً على سلامة الطلاب. كما أبلغت كلية الزراعة طلابها بتعليق الدروس أيضاً.
ووفق عبد الرحمن، يعد حي جوبر «خط المواجهة الأول» بين الفصائل وقوات النظام في دمشق، باعتباره أقرب نقطة إلى وسط العاصمة توجد فيها الفصائل.
هذا وقد أغارت الطائرات الإسرائيلية، مساء أمس الأحد على موقع في ريف القنيطرة مستهدفة مسؤولا سوريا بقصف سيارته.
وقالت صحيفة «يديعوت احرنوت» العبرية إن طائرة بدون طيار إسرائيلية اغتالت ياسر حسين السيد بعد قصف سيارته على الطريق الواصل بين بلدة خان أرنبة ودمشق في ريف القنيطرة.
بدورها، أكدت وسائل إعلام سورية نبأ اغتيال السيد، وقالت إنه مسؤول في جهاز الدفاع الجوي السوري، ما يشير إلى علاقة عملية الاغتيال بتصدي المضادات السورية للطائرات الإسرائيلي المغيرة على سوريا يوم الجمعة الماضية.
وقالت مصادر سورية إن طائرات إسرائيلية شنت غارة على الأراضي السورية استهدفت فيها سيارة على الطريق الواصل بين القنيطرة ودمشق وقتلت سائقها، فيما التزمت الجهات الرسمية الإسرائيلية الصمت.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأحد، إن الغارة الإسرائيلية استهدفت سيارة كان يقودها ياسر السيد، وهو مواطن سوري، فيما قالت صفحات مقربة من النظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي إن ياسر السيد هو قائد إحدى الميليشيات التابعة للنظام.
وفي وقت سابق من اليوم، قالت وسائل إعلام مقربة من النظام السورية إن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من دفع طائرات حربية إسرائيلية إلى التراجع وطردها من المجال السوري الجوي.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، هدد أمس الأحد، بتدمير أنظمة الدفاع الجوية السورية في حال أطلق الجيش السوري مرة أخرى صواريخ باتجاه طائرات إسرائيلية.
وقال ليبرمان في حديث للإذاعة العامة «المرة المقبلة التي يستخدم فيها السوريون أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم ضد طائراتنا، سندمرها بدون تردد».

المصدر: القدس العربي