المعتقلون في سجون لبنان يخوضون معركة البطون الخاوية داخل الزنزانة

250
مع تعطّل الحلول وتعثر حلحلة ملف المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية بعد قرابة شهرين من هروب بشار الأسد وسقوط نظامه، ومع عدم إيلاء هذا الملف الأهمية القصوى التي يستحقها، دخل هؤلاء في إضراب عن الطعام من داخل أسوار الاعتقال في خطوة احتجاجية جديدة للفت الانتباه لوضعهم. علماً أنهم اعتُقلوا بسبب دعمهم للثورة السورية ومعارضتهم للأسد، وزُج بهم حزب الله، الحليف الأول والأكبر للأسد، بتهم ملفقة تحوم كلها حول الإرهاب والتطرف.
وذكرت مصادر من داخل السجن للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الإضراب سيستمر ولن يتم فكه إلا حين تُولي حكومة أحمد الشرع الأهمية للملف المنسي، وعبّر المعتقلون عن غضبهم من سياسة الإقصاء خاصة وأنهم سُجنوا بسبب انتمائهم للثورة ومساندتهم لمطالبها.
كما أطلق مصدرنا نداءً عبر المرصد للجهات المعنية مفاده: “انقذوا المعتقلين وأعيدوهم إلى سوريا”، ودعا السلطتين السورية واللبنانية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء مأساتهم.
ويطالب المعتقلون بعدم دمج ملفهم مع السجناء الجنائيين المتهمين في قضايا سرقة ومخدرات وتزوير وغيرها، خاصة وأن قضيتهم تتعلق بالثورة ولم تكن جريمة.
المنسيون في سجون لبنان يخشون من أن لا تتحرك قضيتهم وتسير وفق المزاج السياسي، خاصة مع بورصة الأحكام التي ترتفع يومياً. ويخاف هؤلاء من أن تنساهم السلطة الجديدة بعد أن وضعوا فيها ثقتهم بعد تحرير سوريا، وحددوا المطالبة بإعادتهم إلى دمشق ومحاسبتهم هناك في بلدهم حتى لا يكونوا ضحايا لأهواء أي طرف، مع تذكيرهم بأن حزب الله ينتقم منهم بسبب معارضتهم لحليفه بشار الأسد الهارب.
ويذكر المرصد أن حوالي 200 معتقل رأي ينتظرون الحل ويأملون أن لا يتم التخلي عنهم، علماً أن هناك سجناء تجاوزت فترة اعتقالهم العشر سنوات، وفيهم من لم يلتقوا عائلاتهم منذ اعتقالهم. حيث لا يراعي حزب الله المتحكم سابقاً حالتهم الإنسانية، بل تعمد التنكيل بهم وحرمانهم من حق رؤية أسرهم والاطمئنان عليهم، كان بالسر وسط الزنزانة.
ويُجدد المرصد مطالبته للسلطة الحالية بأن العدالة لن تتحقق إلا بحفظ حقوق الإنسان السوري الذي ذاق الأمرين وعاش أحلك سنواته بسبب قمع الأسد وظلمه وغطرسته، ويدعو إلى إيلاء هذا الملف الأهمية والتدخل لإعادة المعتقلين في لبنان إلى دمشق ومحاسبتهم في بلدهم إن أخطأوا.
ويؤكد المرصد مساندته المطلقة لهؤلاء المقهورين الذين أضربوا عن الطعام ويخوضون معركة البطون الخاوية من أجل إطلاق سراحهم وإعادتهم لبلادهم.
تعليقًا على الإضراب، قال محامي المعتقلين، محمد صبلوح، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان:
إن أغلب هؤلاء سُجنوا بتهم تتعلق بمساندة الثورة وأخرى تتعلق بالتواصل مع الجولاني سابقاً. وأضاف: “أحمد الشرع الآن ولفق حزب الله لهم تهمًا خطيرة، هناك من سُجن لانتمائه لهيئة تحرير الشام التي تحكم الآن. ليس عادلاً أن تستمر عملية سجنهم، نحن أمام تركيبة معقدة”.
وأضاف: “يجب أن تُسقط تهم الإرهاب عن المساندين للثورة السورية”.
وتساءل: “هل حزب الله الذي شارك في القتال إلى جانب النظام السوري البائد، هل سيتم الادعاء عليه بتهم الإرهاب في لبنان بعد أن ثبت للعالم أن الأسد كان نظامًا إرهابيًا ومجرمًا؟”
وأكد أن القضاء اللبناني مطالب بتحقيق العدالة الانتقالية التي تعترف بالخطأ في المرحلة الماضية وتجبر الضرر بشكل عاجل لهؤلاء الضحايا.
وعبر عن مساندته لهؤلاء سابقاً واليوم وغداً، داعيًا لبنان لتنفيذ وعوده والعودة إلى أحمد الشرع خلال آخر لقاء.