المفخخات تجتاح مناطق عدة في سوريا
بدت بعض المناطق السورية عرضة لسيارات مفخخة خلال الأيام الأخيرة دون معرفة خلفيات هذه التفجيرات المريبة، واللافت في هذه المفخخات أنها تقع في مناطق مختلفة تماماً من ناحية السيطرة العسكرية، في وقت أعلنت موسكو أن نشر شرطة عسكرية روسية في منطقة آمنة بين تركيا وسوريا أمر وارد.
ويبدو كما هو واضح أن المفخخات باتت تجتاح مناطق عديدة في سوريا ،فالمفخخة التي وقعت في مدينة عين العرب (كوباني) وقتلت عناصر من وحدات حماية الشعب تتزامن مع المفخخة التي وقعت في عفرين التي تسيطر عليها فصائل درع الفرات، إذ أصيب في هذا التفجير مدنيون، فيما أعلنت الفصائل التي تسيطر على عفرين الاستنفار.
أما المفخخة الثالثة فكانت في مدينة جرابلس التابعة للفصائل المدعومة من تركيا، حيث انفجرت سيارة مفخخة، في منطقة الغندورة، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى، بينهم عناصر من الفصائل المدعومة من تركيا. وفي اليوم ذاته من الانفجار الذي وقع في عفرين وجرابلس (الخميس)، استهدفت سيارة مفخخة العاملين في حقل العمر النفطي، ما أدى إلى مقتل العاملين جميعاً.
حالة غليان
وتتزامن هذه الانفجارات أيضا في الوقت الذي تعيش فيه إدلب حالة من الغليان والتوتر الأمني، خصوصا بعد تفجير السيارة المفخخة الثلاثاء الماضي في قلب المدينة.. وهنا يظهر التساؤل حول أبعاد هذه المفخخات في مناطق مختلفة من حيث شرطة القوة العسكرية.
وتشير المعطيات إلى أن هذا النوع من الحروب «المفخخات»، يهدف إلى تبديد الأمن والاستقرار في المناطق الخارجة عن سلطة الحكومة السورية بحسب ما يرى مراقبون ومحللون عسكريون، لافتين إلى أن المرحلة المقبلة في تلك المناطق ستكون مليئة بالتوتر، خصوصا بعد القضاء على تنظيم داعش في معاقله الأخيرة.
وأشار المراقبون إلى أن التناقضات في المصالح على الأراضي السورية، ستؤدي إلى حرب سرية بين الأطراف المتنازعة، في ظل توافق الجميع على عدم الحرب المفتوحة، مشيرين إلى أن الانسحاب الأمريكي سيعزز ما أسموه بـ«الحرب السرية» عبر المفخخات.
من جهة أخرى، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله لوسائل إعلام صينية وفيتنامية إن الشرطة العسكرية الروسية يمكن نشرها في «منطقة آمنة» مقترحة على طول الحدود الشمالية السورية مع تركيا.
ونُقل عن لافروف قوله إن القادة العسكريين في المرحلة النهائية من تحديد شكل المنطقة الآمنة وإن أي قرار سيأخذ مصالح دمشق وأنقرة في الاعتبار بأقصى حد ممكن.
ونُقل عنه قوله «لدينا خبرة في دمج اتفاقات وقف إطلاق النار وإجراءات السلامة وإقامة مناطق خفض التصعيد بنشر الشرطة العسكرية الروسية، هذا الاحتمال قائم بالنسبة لهذه المنطقة الآمنة».
موقف كردي
في غضون ذلك، قال مسؤول في «قسد» عبدالكريم عمر، إن القوات الكردية لن تفرج عن مسلحي تنظيم داعش «الأجانب» المحتجزين لديها ردا على تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإفراج عن مسلحي داعش الأجانب المحتجزين في الشمال السوري بينما أعلن الناطق باسم «قسد» مصطفى بالي أن المدنيين والأنفاق يؤخرون السيطرة على آخر جيب لداعش في سوريا.
إلى ذلك،كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، عن وجود خلايا نائمة شرقي الفرات، تستعد لتنفيذ عمليات اغتيال في صفوف «قسد» والقوات التابعة لها.
ونقل المرصد عن عدد من المصادر «الموثوقة» التي لم يسمها، أن بعض هذه الخلايا مرتبطة بتركيا، محذرة من عمليات قد تنفذها هذه الخلايا ضد مقاتلين وقادة في «قسد» والإدارة الذاتية الديمقراطية