النظامان السوري والإيراني يحاولان استفزاز المعارضة لإحداث خرق قرب الحدود مع إسرائيل جنوباً

37

 أصالة عن دولتيهما ونيابة عن إسرائيل، يشتغل الوفدان الأمريكي والروسي مع الوفد الأردني للحفاظ على أمن إسرائيل وتأمين مصالحها ومراعاة محاذيرها، إذ يدخل في هذا الاطار ما كشفه المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، عن محاورة موسكو لواشنطن وتل أبيب ولأطراف سورية «معارضة وموالية» حول المنطقة الجنوبية لخفض التوتر. كاشفاً وجود اتصالات مع الأردنيين والأمريكيين والإيرانيين، وممثلي النظام السوري، وممثلين عن المعارضة فضلاً عن الجانب الإسرائيلي نظراً لوجود أسباب معـينة للقـلق لـديها.
بيد ان كل الدلائل تشير إلى ان المناورات السياسية القائمة بين اللاعبين الدوليين المعنيين بالملف الجنوبي، لم تصل إلى النتائج المرجوة منها بعد حسب ما يرى خبراء ومراقبون للوضع، وعلى ضوء هذه المعطيات يصدر النظام السوري ضجيجاً إعلامياً وصخباً سياسياً على محاور عدة تتجه جميعها إلى الجنوب السوري، ابتداءً من نقل تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الاستراتيجية المعروفة بـ «مثلث الموت» نظراً لالتقاء ارياف «درعا والقنيطرة ودمشق الغربي»، مروراً بالتحشيدات العسكرية الضخمة في محيط درعا، وليس انتهاء بزيارات مسؤولين عسكريين ومسؤولي التفاوض لدى النظام السوري إلى المنطقة، حاملين رسائل مختلفة. 
ويوظف النظام السوري برأي مطلعين صخباً اعلامياً كبيراً محاولاً زرع الخوف والرعب لدى الحاضنة الشعبية للجيش الحر في المدينة والقرى المحيطة بدرعا، متجاهلاً التحذيرات الأمريكية المتكررة، فيما يبدو ذلك متناغماً مع تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي الذي اعلن خلّو المنطقة الجنوبية من الجنود الإيرانيين، إلا من بعض عشرات المستشارين، حيث نقل المركز الصحافي لوزارة الأمن الإسرائيلية عن ليبرمان قوله «في جنوب سوريا من الممكن أنه يوجد عشرات ممن يسمونهم بالمستشارين، لكن لا يوجد هناك أي عسكريين» مشيراً إلى أن «المطلب الإسرائيلي في المسألة السورية واضح تماماً، وهو إبعاد حزب الله وإيران بالكامل عن الأراضي السورية، إذ لا تثير منظومة الدفاع الجوي السورية أي قلق في إسرائيل». 
وهذا ما اعطى الضوء الأخضر في رأي خبراء ومحللين، لنظام بشار الأسد بموافقة إسرائيلية على العملية العسكرية ضد قوى فصائل المعارضة وحاضنتها جنوبي سوريا.
المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية محمد العطار تساءل عما إذا كان النظام السوري ومن خلفه موسكو يجلس على طاولة المفاوضات مع أمريكا جلوس الند للند، إذ يطالب النظام الولايات المتحدة الامريكية بالانسحاب من قاعدة التنف العسكرية «مقابل تراجعه عن حملة درعا العسكرية، وعن إمكانية حصول تراجع بالموقف الأمريكي المتصلب بمنعها النظام من القيام بحملة عسكرية في درعا، بناء على رغبة إسرائيل، فيما يبدو الأكثر أهمية موقف الفصائل العسكرية المعارضة وخياراتها المتاحة.
وأوضح لـ «القدس العربي» أن موقف المعارضة وخياراتها محصورة باحتمال قبولها بمبدأ المصالحة التي أصبحت نتائجها في مناطق خفض التصعيد الأخرى واضحة للجميع، بالرغم من إعلانها جاهزيتها للخيار العسكري، او إمكانية ابرامها تفاهمات تقبل بالحلول الوسط وتقاسم ريع معبر نصيب وتحديد آلية عمل موظفين حياديين في معبر نصيب، وإمكان تواجد نقاط مراقبة قوات النظام في المنطـقة.
عضو هيئة التفاوض السورية المعارضة، ورئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك بشار الزعبي قال لـ «القدس العربي» ان المفاوضات مع المعارضة السورية بشأن درعا والمنطقة الجنوبية لم تبدأ فعلياً، وأكد الزعبي «تواصلنا مع الجانب الأردني وأخبرونا انه لا توجد مفاوضات الآن، مؤكدين ان المباحثات تأجلت حتى الاسبوع المقبل، او نهاية الاسبوع الجاري» مشيراً إلى تأجيل الاجتماع الأردني – الروسي أيضاً إلى ما بعد أيام عيد الفطر، على ان تكون هناك دعوة للفصائل حيث سيتم التفاوض معها. وأضاف الزعبي، من الممكن ان تجري اجتماعات تحضرية بين الدول المعنية، وبعد الاتفاق على رؤية معينة سيتم التفاوض مع فصائل المعارضة.
واكد ان النظام يحاول استفزاز المعارضة بتحركاته العسكرية وتصعيده وقصف مناطق المدنيين، عازياً السبب إلى محاولة جر فصائل الثوار إلى الرد العسكري وإحداث خرق من قبل الطرفين، من أجل اختلاق الاعذار امام المجتمع الدولي. وقال الزعبي «النظام يكثف القصف ويجهز للمعركة فيما نحن سوف ننتظر حتى اكتمال بلورة العملية السياسية، وفي حال تطور التصعيد العسكري في ظل التفاهمات السرية فإننا في فصائل المعارضة جاهزون للرد على أي حماقة قد يرتكبها النظامان السوري والإيراني».
وهو ما يتماشى مع مزاعم وزارة الخارجية الروسية التي ذكرت سابقاً «أن محافظة درعا تشهد سعياً من المعارضة السورية وتنظيمي «جبهة النصرة» و»داعش» إلى إنشاء كيان ذاتي الحكم جنوب سوريا، بدعم من الولايات المتحدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقسيم البلاد». ونفى الزعبي أي انسحاب للميليشيات الإيرانية او التابعة لها من المنطقة الجنوبية، مشيراً إلى ان «الانسحاب الايراني هو عبارة عن تكتيكات حيث تقوم تلك الميليشيات بتغيير المواقع العسكرية مع تغير اللباس، إذ أنها تنسحب وتعود مع تعزيزات قوات النظام متماهية معها بذات الزي العسكري، ومن ثم تعود إلى معسكراتها على السياج الحدودي مع إسرائيل» حسب المتحدث.

هبة محمد

المصدر: القدس العربي