النظام السوري يقصف الأكراد في الحسكة
للمرة الاولى منذ بدء النزاع في سوريا، قصف طيران نظام الرئيس بشار الاسد مناطق تحت سيطرة المقاتلين الاكراد، مستهدفا ستة مواقع على الاقل في مدينة الحسكة شمال شرق البلاد.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن طائرات النظام استهدفت ثلاثة حواجز وثلاثة مقار لوحدات حماية الشعب الكردية والشرطة التابعة لها (الاسايش). وتمكن مراسل فرانس برس من رؤية الطائرات وهي تشن الضربات اثر معارك عنيفة بين قوات موالية للنظام وقوات الاسايش الكردية على خلفية اتهامات بتنفيذ حملة اعتقالات متبادلة، وتتركز الاشتباكات في حي مرشو في وسط المدينة، وحي النشوة في جنوبها، وتسببت منذ ليل الاربعاء بمقتل 11 شخصا على الاقل وفق مصادر طبية في المدينة.
ويسيطر الاكراد على ثلثي مساحة الحسكة فيما تسيطر قوات النظام على الجزء الآخر من المدينة، وتحتفظ بمقار حكومية وادارية تابعة لها.
واوضح مصدر في حكومة دمشق ان اجتماعات بين الطرفين لاحتواء التوتر باءت بالفشل، وان هذه «الضربات الجوية هي رسالة للاكراد للكف عن مطالبات من شأنها ان تمس بالسيادة الوطنية». وقال مصدر امني سوري لفرانس برس «يجب الا يحولوا (الاكراد) حلمهم بالحكم الذاتي الى واقع».
علماً ان قوات اميركية خاصة كانت وصلت في وقت سابق إلى الحسكة، وهي تتمركز في قاعدة رميلان الجوية التي عملت على توسيعها، بهدف المشاركة ميدانياً في قتال تنظيم داعش.
معارك حلب والغارات
وفي حلب، تمكن مقاتلو المعارضة السورية من صد محاولات قوات النظام والميليشيات الموالية لها لاستعادة الكلية الحربية جنوب مدينة حلب. وقصفت قوات النظام مناطق كلية المدفعية، في حين استهدفت فصائل المعارضة مناطق في مشروع الـ3 آلاف شقة في حي الحمدانية. مع استمرار الاشتباكات على عدة محاور جنوب وجنوب غربي المدينة بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي روسي وسوري لمناطق الاشتباك، حيث شن غارات عنيفة منذ ليل الاربعاء على احياء كرم الميسر وكرم الطراب والقاطرجي ما أسفر عن سقوط عدد من المدنيين قتلى وجرحى. وأوضحت لقطات فيديو انتشال أطفال من تحت الأنقاض في حي القاطرجي. ويظهر في الفيديو ثلاثة أطفال يجلسون في الجزء الخلفي من سيارة إسعاف وقد غطاهم التراب. ويجلس أول الأطفال مذهولا وصامتا في سيارة الإسعاف محاولا إزالة الدم من على وجهه الذي لحقت به إصابات شديدة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع أعداد القتلى جراء غارات يوم الاربعاء على مدينتي حلب وإدلب إلى 55 قتيلا و60 جريحا.
إلى ذلك، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تعليق مهمة بعثة المساعدات الإنسانية فى ظل استمرار القتال. وطالب دي ميستورا مجددا بفترة تهدئة لمدة 48 ساعة لإيصال المساعدات لمدينة حلب، مشددا على أن الأمم المتحدة مستعدة لتوصيل المساعدات فور بدء عملية التهدئة. وأعلن دي ميستورا أنه قام بتعليق اجتماع ممثلي مجموعة الدعم الدولية لسوريا والمخصص لبحث الشأن الإنساني هناك، والذي كان التأم في جنيف امس، مشيرا إلى أن تعليق الاجتماع الذي استمر لثماني دقائق فقط كان تعبيرا منه عن الاستياء وعدم الرضا من عدم وصول المساعدات إلى المناطق المختلفة فى سوريا، وإلى حلب المهددة بالحصار، واحتراما لأن اليوم هو اليوم الإنساني العالمي، بينما في سوريا لا نرى سوى القتال والهجمات والصواريخ والبراميل المتفجرة.
ومع تزايد القلق الدولي، ابدت وزارة الدفاع الروسية استعدادها لاعلان هدنة انسانية اسبوعية لمدة 48 ساعة «اعتبارا من الاسبوع المقبل» في حلب، فيما دعا الاتحاد الاوروبي الى وقف فوري للمعارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في المدينة.
المصدر: عيون الخليج