النظام دخل الرقة و”سوريا الديموقراطية” قرب منبج “الحشد الشعبي” يلوح بالمشاركة في اقتحام الفلوجة
دخلت قوات النظام السوري السبت بدعم جوي روسي للمرة الاولى منذ نحو سنتين محافظة الرقة، المعقل الابرز لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الذي يتصدى في الوقت عينه لهجومين آخرين تشنهما “قوات سوريا الديموقراطية” بغطاء أميركي في شمال البلاد. وفي العراق هدد “الحشد الشعبي” بالمشاركة في اقتحام وسط الفلوجة في حال تباطؤ عملية استعادة السيطرة على المدينة التي تعتبر أحد أبرز معاقل التنظيم المتطرف.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له إن “قوات النظام بالتعاون مع مقاتلين موالين لها دربتهم موسكو يعرفون باسم + صقور الصحراء + وبغطاء جوي روسي تمكنوا السبت من دخول الحدود الادارية لمحافظة الرقة” في شمال البلاد. وأضاف ان الهجوم يهدف في الدرجة الاولى الى استعادة السيطرة على مدينة الطبقة الواقعة على بحيرة الفرات غرب مدينة الرقة، والتي يجاورها مطار عسكري وسجن تحت سيطرة “داعش”.
وشنّ هجوم قوات النظام بدعم جوي روسي في الرقة بعد بدء “قوات سوريا الديموقراطية” التي تضم مقاتلين أكراداً وعربا وبدعم جوي من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة هجوماً مماثلاً في 24 أيار لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة، انطلاقا من محاور عدة احدها في اتجاه الطبقة ولكن من ناحية الشمال.
وتعليقاً على تزامن الهجومين في اتجاه الطبقة، قال عبد الرحمن :”يبدو ان هناك تنسيقاً غير معلن بين واشنطن وموسكو”.
وفي شمال البلاد أيضاً، يتصدى “داعش” لهجوم ثالث في محافظة حلب، حيث باتت “قوات سوريا الديموقراطية” على مسافة عشرة كيلومترات من مدينة منبج، أبرز معاقله شمال مدينة حلب.
وتمكنت هذه القوات منذ بدء هجومها الاربعاء من التقدم والسيطرة على 34 قرية ومزرعة، كما سيطرت السبت على تلة استراتيجية جنوب شرق منبج.
وأوضح عبد الرحمن ان السيطرة على هذه التلة تتيح “السيطرة نارياً على طريق منبج الرقة” وهي طريق امداد رئيسية للتنظيم.
تكثيف قصف حلب
في غضون ذلك، أفاد المرصد وسكان في مدينة حلب أن مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة داخل المدينة وصولها تعرضت لما يقرب من 50 غارة جوية ضمن سلسلة من أعنف الغارات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية والسورية أخيراً.
وقال إن طائرة حربية مجهولة الهوية تحطمت في ريف حلب الجنوبي في منطقة يخوض فيها مقاتلون إسلاميون معارك ضد الجيش السوري وقوات مدعومة من إيران. ولم تتوافر أي معلومات عن سبب تحطم الطائرة.
وأعلن أحد العاملين في الدفاع المدني أن 32 شخصاً على الأقل قتلوا في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وأن عمال الإنقاذ انتشلوا 18 جثة من تحت الأنقاض في حي القاطرجي وحده وهو الأكثر تضرراً جراء القصف.
واعلن المرصد إن طائرات هليكوبتر أسقطت عشرات البراميل المتفجرة على مناطق مكتظة بالسكان.
في المقابل، قصف مقاتلو المعارضة مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة بالمدينة في ما وصفته وسائل الإعلام السورية بأنه تصعيد للهجمات بقذائف الهاون على المناطق الغربية في المدينة.
واوردت وسائل إعلام حكومية أن هجمات شنتها مقاتلو المعارضة على الحمدانية والميدان وأحياء أخرى أوقعت 20 قتيلاً على الأقل في اليوم الثاني من القصف المكثف للمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. وبلغ العدد الإجمالي للقتلى خلال مطلع الأسبوع 44 على الأقل.
وأشار المرصد الى أن الغارات السورية استهدفت أيضا طريق الكاستيلو الرئيسي المؤدي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، في إطار حملة لتطويق المناطق التي يهيمن عليها المسلحون في المدينة تماماً.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية في بيان جماعات إسلامية متشددة في سوريا بإطلاق قذائف هاون على حي الشيخ مقصود الذي تقطنه غالبية كردية في حلب ويطل على طريق الكاستيلو.
وقادت “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” هجوماً على خان طومان الشهر الماضي لتلحق واحدة من كبرى الانتكاسات في ساحة القتال لتحالف من المقاتلين الشيعة الأجانب يدعم قوات الحكومة السورية.
وتقول المعارضة المسلحة إن مقاتلات روسية قصفت أمس مواقع لمقاتلي المعارضة في المنطقة لمنعهم من التقدم نحو بلدة الحاضر التي يقول مقاتلو المعارضة إنها معقل لميليشيات تدعمها إيران.
وفي العراق، حذّر مسؤول رفيع المستوى في “الحشد الشعبي” من أن هذه القوات المدعومة من طهران ستشارك في اقتحام وسط الفلوجة في حال تباطؤ عملية استعادة السيطرة على المدينة .
وحددت مهمة قوات “الحشد الشعبي” منذ بدء العملية قبل اسبوعين بتحرير ضواحي الفلوجة التي تبعد 50 كيلومتراً غرب بغداد، فيما تركت مهمة اقتحام المدينة لوحدات النخبة في الجيش.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد في وقت سابق ان قوات الحشد لن تدخل المدينة تجنباً لاحتمال حصول انتهاكات قد تغذي التوتر الطائفي، عازياً البطء في اقتحام الفلوجة الى وجود عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخلها.
وقال ابو مهدي المهندس معاون قائد قوات “الحشد الشعبي”، الذي يتألف من فصائل شيعية: “نحن شركاء في التحرير لم تنته مهمتنا… انجزنا الواجبات التي نيطت بنا ضمن خطة التطويق، وخطة التحرير نيطت بقوات اخرى”.
وصرّح ناطق باسم الحكومة العراقية بأن الأخيرة ستحقق في شبهات بحصول انتهاكات ترتكبها القوات الأمنية في سياق عملية استعادة الفلوجة.
المصدر:النهار