النظام وأطراف تابعة له يسرقون قوت النازحين ويخفون 90 شاحنة من أصل 140 كانت متجهة نحو منطقة شرق الفرات لإغاثة عشرات الآلاف منهم

47

حتى خبز النازحين يسيل لعاب الأطراف المتصارعة، فكأنهم لم يكتفوا بتشريدهم، حتى دفعهم الأمر لأن يسرقوا قوتهم الذي لم يروا وصوله ولا قدومه، ولم يشتموا رائحته حتى، فبعد مناشدات طويلة وصرخات عالية متكررة، دفعت الأمم المتحدة للتحرك من أجل النازحين في شرق الفرات، كانت سرقة كبرى من نصيب الإغاثات، المخصصة للنازحين في شرق الفرات، حيث أبلغت عدد من المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عملية سرقة كبيرة طالت مخصصات الإغاثة المتجهة من مستودعات الأمم المتحدة في العاصمة دمشق نحو منطقة شرق الفرات، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن نحو 130 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية خرجت من مستودعات الأمم المتحدة محملة بالمواد الغذائية والمواد اللوجستية ومستلزمات أخرى لنقلها للنازحين نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والمخيمات التي تتواجد في شرق الفرات ومن المناطق هذه، حيث وصلت 40 شاحنة فقط فيما اختفت بقية الشاحنات بشكل كامل، وأكدت المصادر الموثوقة أن عملية الاختفاء نجمت عن سرقة الشاحنات خلال تنقلها ضمن مناطق سيطرة قوات النظام نحو منطقة منبج التي وصلت إليها 40 شاحنة فقط من أصل 130، وسط اتهامات للنظام والميليشيات التابعة لها بسرقة الشاحنات وتفريغها في مناطق أخرى منعاً لوصولها لمنطقة شرق الفرات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعمة من التحالف الدولي

عملية السرقة هذه تأتي بالتزامن مع وصول الشاحنات الـ 40 إلى منطقة شرق الفرات، إذ أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن عدداً كبيراً من الأطفال تعرضوا لحالات تسمم جراء تناولهم لمادة سم الفئران والقوارض، ظناً منها أنها حلوى موزعة عليهم، وعزا النازحون الأسباب لعدم توعية فريق الأمم المتحدة المكلف بتوزيع المساعدات، السكان والنازحين بطبيعة المادة وخطورتها، إذ أن مظهرها كان يشبه مظهر حلوى الأطفال، ما تسبب بحالات تسمم وجرى نقل المصابين إلى مشافي لتلقي العلاج اللازم

ونشر المرصد السوري في الـ 27 من فبراير الفائت من العام الجاري، أنه لا تزال الدفعات القادمة من مزارع شرق الفرات في الريف الشرقي لدير الزور بالقرب من منطقة الباغوز، تحمل معها مزيداً من الوفيات من الأطفال الذين لم يتمكنوا من تحمل الأحوال الجوية والأوضاع الصحية في مناطق تواجد التنظيم وخلال رحلة النزوح نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية مخيم الهول، حيث وصلت ضمن الدفعة الواصلة إلى مخيم الهول ليل أمس الثلاثاء الـ 26 من شباط / فبراير الجاري، طفلة متوفية نتيجة تفاقم سوء حالتها الصحية، لترتفع أعداد الوفيات في مخيم الهول إلى 51 حالة معظمهم من الأطفال، ممن فارقوا الحياة نتيجة أوضاع إنسانية ومعيشية سيئة، والقسم الأكبر منهم فارق الحياة نتيجة أمراض تزايدت مضاعفاتها خلال رحلة الوصول إلى مخيم الهول، آخرها حالتان فارقتا الحياة إحداها في المخيم وآخر في المشفى، فيما أشعل تصاعد الوفيات استياء النازحين الذين أكدوا للمرصد السوري أن الأمم المتحدة هي المسؤولة عن وفاة أطفالهم وذويهم، وهي من تتحمل المسؤولية الأولى عن كل هذا التقصير من خلال منظماتها المرتشية التي تعمد لإهانة النازحين، فيما تكتفي المنظمات الدولية بالبيانات الإعلامية التي تضفي لها نقاطاً على الساحة الإنسانية الدولية.

كما نشر المرصد السوري قبل أيام بأنه العالم لأنه يتظاهر بعدم الرؤية وضعفها، ويمتنع عن سماع الأصوات المستغيثة، ويتمنع عن تقديم المساعدة، تتصاعد المأساة وتزداد المعاناة مع كل موت جديد أو رحلة نحوه، فالمرصد السوري لحقوق الإنسان لا يزال يتابع الملف الإنسان للنازحين في مخيمات ريف الحسكة وشرق الفرات، حيث رصد المرصد السوري 4 مخيمات رئيسية في المنطقة هي مخيمات روج وعين عيسى ونيروز والهول، والتي تحمل الجوع والموت والمعاناة تجاه تأمين مستلزمات الحياة اليومية، فقد رصد المرصد السوري تواجد نحو 61 ألف نازح في هذه المخيمات الأربعة، موزعين على نحو 13000 عائلة، ورصد المرصد السوري تواجد 12900 شخص في مخيم عيسى، من ضمنهم 10273 طفلاً ومواطنة، فيما تواجد في مخيم روج 1696 شخصاً بينهم 1616 طفلاً ومواطنة، في حين تواجد في مخيم نوروز 319 طفلاً ومواطنة بينهم أكثر من 250 طفلاً ومواطنة، في حين تواجد في مخيم الهول نحو 45500 نازح بينهم 561 عائلة من جنسيات أجنبية، مؤلفين من 1470 شخصاً، ومن ضمن مجموع المتواجدين في مخيم الهول 5930 عائلة لاجئة إلى المخيم ويبلغ عددهم 22531، وسط أوضاع إنسانية متردية تشهدها هذه المخيمات من سوء تعامل من فرق الإغاثة التابعة للمنظمات الدولية، والأمم المتحدة، وتفشي الرشاوى والفساد مقابل الحصول على المعونات بالإضافة للمحسوبيات، كما رصد المرصد السوري نقصاً كبيراً في المواد المقدمة من قبل الجهات الإغاثية الدولية.

المصادر الموثوقة كانت أكدت للمرصد السوري مؤخراً أن اجتماعاً جرى بين لجنة من الأمم المتحدة، ولجنة من إدارة المخيمات ومن مخيم الهول، وتم إطلاع اللجنة على الأوضاع والمعلومات، حول إنشاء مخيم في منطقة الصور بالريف الشمالي لدير الزور، بمساحة نحو 50 دونماً، حيث تجري عمليات تواصل بين إدارة اليونيسيف ومفوضية اللاجئين وإدارة دير الزور، للمباشرة بإرسال المساعدات والمواد اللازمة والبدء بإنشاء موقع للمخيم، كما أن المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن النازحين لا يزالون يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية في داخل المخيم، نتيجة تمنع اللجان الموجودة داخل المخيم والمعينة من قبل الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين، عن تقديم المساعدات، وتعمدهم لتلقي الرشاوي، مقابل توزيع المعدات والخيم والمساعدات الموجودة والمكدسة في مخازن المفوضية والأمم المتحدة، في الوقت الذي تطلب فيه الأطراف الاخيرة، تأمين الطريق لإيصال المساعدات، كما أكدت المصادر الموثوقة أن أحد الإداريين القائمين على عملية التوزيع، والموظف من قبل المفوضية والأمم المتحدة، يعمد لإهانة النازحين وشتمهم واعتبارهم عناصر في تنظيم “الدولة الإسلامية”