النظام يكثّف غاراته على حلب ويقطع طريق الكاستيلو بالطيران الأمم المتحدة أعدّت خطة لاسقاط المساعدات للمحاصرين جواً
شهدت مدينة حلب ومحيطها جولة جديدة من الغارات الكثيفة تسببت بمقتل 38 مدنياً على الاقل، بينما أعدت الأمم المتحدة خطة لإسقاط المساعدات جواً على 19 منطقة محاصرة داخل سوريا، لكن ثمة حاجة إلى تمويل وإلى موافقة الحكومة السورية قبل التنفيذ.
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل في مدينة حلب وطريق الكاستيلو الذي يعد المنفذ الوحيد منها في اتجاه غرب المدينة، تعرّضت لغارات جوية كثيفة.
وقال مصدر في الدفاع المدني في الاحياء الشرقية ان 28 مدنياً على الاقل قتلوا جراء غارات كثيفة على أحياء عدة في المدينة، بينما قتل عشرة آخرون في غارة استهدفت حافلة للركاب على طريق الكاستيلو.
وأوضح المرصد أن امرأة وثلاثة اطفال هم في عداد القتلى في الكاستيلو.
وتحدث مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” عن قصف “جنوني” بالبراميل المتفجرة للمدينة، ولا سيما منها أحياء الكلاسة والسكري وباب النيرب حيث سقط معظم القتلى، وقت الغت المساجد صلوات الجمعة خشية الغارات. ولاحظ أن وتيرة الغارت على الاحياء الشرقية هذه المرة أعنف بكثير من جولة القصف الاخيرة قبل أقل من شهرين.
وكان اتفاق هدنة أمكن التوصل اليه في مناطق عدة من سوريا بينها حلب في نهاية شباط انهار بعد نحو شهرين من دخوله حيز التنفيذ في المدينة فسقط 300 قتيل، مما دفع راعيي الاتفاق، الولايات المتحدة وروسيا، الى الضغط من اجل فرض اتفاقات تهدئة، ما لبثت ان سقطت بدورها.
وتتعرض طريق الكاستيلو لغارات جويّة متكرّرة. وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأن هذه الطريق “باتت بحكم المقطوعة مع تكرار استهداف حركة المارة والحافلات”، مشيراًالى ان “الاحياء الشرقية باتت عمليا محاصرة”. وشدد على ان “حركة الطائرات لا تتوقف وهدفها زرع الرعب في قلوب الناس كي لا يتنقلوا”.
وأعلن الدفاع المدني مقتل 23 مدنياً، بينهم ستة أطفال، في قصف جوي وصاروخي لقوات النظام الخميس للاحياء الشرقية في حلب. كما قتل سبعة مدنيين الاربعاء في غارة استهدفت حافلة لنقل الركاب على طريق الكاستيلو.
وفي غرب حلب، افاد المرصد السوري عن سقوط عشرات القذائف منذ ليل الخميس على احياء خاضعة لسيطرة قوات النظام، مصدرها مواقع الفصائل المعارضة، وعن اصابة مدنيين بجروح.
وفي ريف حلب الشمالي، صدت الفصائل المقاتلة في مدينة مارع فجر الجمعة هجوماً عنيفاً لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) من الجهتين الشمالية والشرقية بعد ساعات من تسلمها ذخائر القتها طائرات أميركية تابعة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال المرصد ان مقاتلي التنظيم لم يتمكنوا من إحراز أي تقدم، وقد دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أوقعت ثمانية قتلى بين مقاتلي الفصائل فضلاً عن مقتل 12 جهادياً من التنظيم.
وأفاد الناشط ومدير تحرير وكالة “شهبا برس” القريبة من المعارضة مأمون الخطيب ان مقاتلي الفصائل “تصدوا لهجوم نفذه نحو 500 عنصر من تنظيم داعش حاولوا اقتحام المدينة فجراً”.
وحصلت هذه الاشتباكات بعد ساعات من تأكيد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إلقاء ذخائر للفصائل المقاتلة بالقرب من مارع.
وقال الخطيب إن الذخائر التي تسلمها “لواء المعتصم” المقاتل هي عبارة عن “ذخائر للرشاشات الثقيلة من عيار 23 وعيار 14 ونصف وذخائر للبنادق الروسية لكنها بأعداد قليلة”.
ويحاول الجهاديون منذ السبت اقتحام مارع، ثاني أبرز معقل للفصائل في حلب، اثر تمكنهم من قطع طريق الامداد الوحيد الذي كان يصلها بمدينة اعزاز الحدودية مع تركيا، مما جعل عشرات الآلاف من المدنيين عالقين بين جبهات القتال والحدود.
وفي شمال شرق حلب، تواصل “قوات سوريا الديموقراطية” التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً هجوماً بدأته مطلع الشهر بدعم من الائتلاف الدولي لطرد “داعش” من مدينة منبج، أحد أبرز معاقله في شمال سوريا.
وسجل المرصد حركة نزوح لعائلات المقاتلين الاجانب في التنظيم من منبج ومدينة جرابلس المجاورة في اتجاه الرقة، معقله الابرز في سوريا.
وفي سنغافورة، صرح وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الجمعة على هامش مشاركته في قمة اقليمية عن الأمن: “ثمة اشخاص هناك (منبج)… يطمحون الى اعطاء افكار أو الى التخطيط لتنفيذ اعمال ارهابية خارج سوريا… لهذا السبب ولكون المدينة نقطة دخول وخروج مقاتلين أجانب فهي تعد هدفاً مهماً ونحن مرتاحون الى العمل مع القوات المحلية”.
المصدر: النهار