الهدنة الروسية – التركية تشهد أولى الخروقات في اليوم الأول من شهرها الثاني ومزيد من الخسائر البشرية يرفع إلى 55 تعداد من قضوا في الشهر الأول منها
لا يلبث الهدوء أن يعم مناطق الهدنة الروسية – التركية في المحافظات الأربع حلب وإدلب وحماة واللاذقية ، حتى تعكر صفوه الخروقات الواحدة تلو الأخرى لتؤكد بشكل متجدد على هشاشة الهدنة وفشل الضامنين في ضبطها، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف قوات النظام بعدة قذائف مدفعية، مناطق في بلدات وقرى الخوين وأم جلال والزرزور والفرجة، الواقعة في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، ما أسفر عن أضرار مادية، كما قضى مقاتل من جيش عامل في ريف حماة، جراء إصابته في قصف قبل أيام على مناطق في القطاع الشمالي من ريف حماة، ليرتفع إلى 55 شخصاً عدد من قضوا واستشهدوا منذ الـ 15 من آب / أغسطس الفائت وإلى اليوم الـ 15 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، هم 3 مواطنين بينهم طفلان استشهدوا في قصف للطائرات المروحية التابعة للنظام بالبراميل المتفجرة، و15 مواطناً بينهم 5 أطفال ومواطنتان استشهدوا في القصف من قبل قوات النظام بالقذائف الصاروخية والمدفعية، وعلى مناطق سريان الهدنة التركية – الروسية في إدلب وحماة وحلب، و17 مواطناً بينهم 7 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في قصف للطائرات الحربية الروسية، والشهداء جميعهم قضوا في محافظات إدلب وحماة وحلب، غالبيتهم الساحقة في إدلب وحماة، كما قضى 8 مقاتلين من الفصائل المقاتلة والإسلامية جراء القصف الجوي والقصف من قبل قوات النظام على ريفي إدلب وحماة، أيضاً استشهد 12 مواطناً بينهم 6 أطفال و5 مواطنات، جراء سقوط قذائف أطلقها فصيل أنصار التوحيد على مدينة محردة التي تسيطر عليها قوات النظام في ريف حماة الشمالي الغربي، وسقوط قذيفة على مدينة حلب، كما أصيب عشرات آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر صباح اليوم أنه تشهد مناطق الهدنة الروسية – التركية المتضمنة حلب وحماة واللاذقية وإدلب، هدوءاً حذراً من حيث عمليات القصف والاستهدافات، وذلك مع استكمال الهدنة الشهر الأول من سريانها، منذ بدء تطبيقها في الـ 15 من آب / أغسطس الفائت من العام 2018، حيث يخيم الهدوء الحذر منذ ساعات الليلة الفائتة، على مناطق تطبيق الهدنة، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الأخير، قيام قوات النظام بعمليات قصف مدفعي وصاروخي وجوي، بالتزامن مع قصف من الطائرات الحربية من قبل القوات الروسية، وتسبب القصف الذي وثقه ورصده المرصد السوري بسقوط خسائر بشرية من مدنيين ومقاتلين، وبتدمير ممتلكات مواطنين والبنى التحتية ومقار عسكرية، وفي نزوح عشرات آلاف المدنيين من قرى وبلدات ومدن في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي ومن منطقة جسر الشغور، نحو ريف إدلب الشمالي والحدود السورية – التركية ومنطقة عفرين وريف حلب الغربي، فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات قصف بنحو 350 غارة وبرميل متفجر، نفذتها الطائرات الحربية الروسية والطائرات المروحية التابعة للنظام، حيث نفذت الطائرات الحربية نحو 140 غارة على الأقل استهدفت كما ألقت مروحيات النظام نحو 210 براميل متفجرة، وسط قصف بنحو 2500 قذيفة صاروخية ومدفعية، على المناطق الحالية لسريان الهدنة التركية – الروسية.
كذلك كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان نزوح عشرات آلاف المواطنين من ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، ومن سهل الغاب ومنطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، ومناطق أخرى من شمال حماة، نحو ريف إدلب الشمالي ومنطقة عفرين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من ريف حماة، وريف حلب الغربي، وإلى مناطق قريبة من الحدود السورية – التركية، للابتعاد عن القصف المتصاعد في الأسبوع الأخير بخاصة، في حين كان المرصد السوري رصد في الأسابيع الأخيرة تصاعد وتيرة تحضيرات النظام بشكل أكبر، لبدء معركة إدلب الكبرى، إذ علم المرصد السوري من مصادر متقاطعة، أن قوات النظام حشدت غالبية قواتها التي خاضت معارك سابقة ضد الفصائل وتنظيم “الدولة الإسلامية”، ونقلتها إلى خطوط التماس وجبهات القتال في أرياف إدلب وحماة واللاذقية وحلب، بغية كسب ورقة رابحة في المعركة، التي حشدت لها أكثر من 2000 مدرعة لحد الآن، واستدعت لذلك عشرات آلاف العناصر من قواتها والمسلحين الموالين لها، مع استدعاء ضباطها وقادة عملياتها وعلى رأسهم العميد في قواتها سهيل الحسن والمعروف بلقب “النمر”، فيما اتبعت قوات النظام تكتيك القصف المتبعثر، عبر نقل محور القصف بين اليوم والآخر، وتركيز القصف في كل مرة على منطقة دون الأخرى، لتشتيت المقاتلين في الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني والفصائل العاملة في مناطق سيطرة الفصائل، شمال وشرق وغرب خط التماس بين قوات النظام والفصائل الممتد من جبال اللاذقية الشمالية وصولاً لريف حلب الجنوبي مروراً بسهل الغاب وريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، فيما شهدت مناطق سيطرة الفصائل من الفصائل المقاتلة والإسلامية والجبهة الوطنية للتحرير والحزب الإسلامي التركستاني وهيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين، تحضراً هي الأخرى لمواجهة هذه الحشود الكبيرة في حال انطلقت المعركة، فعمدت لحفر الأنفاق والخنادق وتقوية نقاط تمركزها، وزيادة محارسها وأعداد مقاتليها على الجبهات.