الهول…مخيم الموت الذي وصل إليه نحو 63500 نازح وفارق الحياة فيه وعلى الطريق الواصل إليه نحو 90 طفلاً وسط صمت الأمم المتحدة وفساد فرقها المشرفة

76

مخيم الموت، والنزوح إليه بالآلاف، فلا وجهة تقي من خرج من التواجد الأخير للتنظيم، في أنفاق وخنادق ومزارع عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، فيما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تصاعد سوء الأحوال المعيشية والإنسانية في مخيم الهول الذي يقع على مقربة من الحدود السورية – العراقية، في القطاع الجنوبي الشرقي من ريف الحسكة، ولعل أولى هذه الأسباب التي تسببت في تفاقم سوء الحالة الإنسانية ضمن مخيم الهول، هو استمرار عملية الخروج لآلاف المدنيين وأفراد عوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من مزارع الباغوز وخنادق التنظيم، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع أعداد المتواجدين في مخيم الهول إلى نحو 63500 نازح، ليرتفع بذلك إلى نحو 79 ألف نازح في مخيمات روج وعين عيسى ونيروز والهول، موزعين على نحو 15000 عائلة، ورصد المرصد السوري تواجد 12900 شخص في مخيم عيسى، من ضمنهم 10273 طفلاً ومواطنة، فيما تواجد في مخيم روج 1696 شخصاً بينهم 1616 طفلاً ومواطنة، في حين تواجد في مخيم نوروز 319 طفلاً ومواطنة بينهم أكثر من 250 طفلاً ومواطنة، في حين تواجد في مخيم الهول نحو 63500 نازح، وسط أوضاع إنسانية متردية تشهدها هذه المخيمات من سوء تعامل من فرق الإغاثة التابعة للمنظمات الدولية، والأمم المتحدة، وتفشي الرشاوى والفساد مقابل الحصول على المعونات بالإضافة للمحسوبيات، كما رصد المرصد السوري نقصاً كبيراً في المواد المقدمة من قبل الجهات الإغاثية الدولية.

بالإضافة لتزايد أعداد الواصلين إلى المخيم من الخارجين من مناطق عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، فقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار فرق الأمم المتحدة بالامتناع عن توزيع الأعداد الكافية من المواد الغذائية والطبية ومستلزمات الحياة والمخيمات، حيث رصد المرصد السوري تعمد اللجان العاملة في المخيم والمشرقة على عملية التوزيع، لتلقي الرشاوي، مقابل توزيع المعدات والخيم والمساعدات الموجودة والمكدسة في مخازن المفوضية والأمم المتحدة، في الوقت الذي تطلب فيه الأطراف الاخيرة، تأمين الطريق لإيصال المساعدات، كما أكدت المصادر الموثوقة أن أحد الإداريين القائمين على عملية التوزيع، والموظف من قبل المفوضية والأمم المتحدة، يعمد لإهانة النازحين وشتمهم واعتبارهم عناصر في تنظيم “الدولة الإسلامية”، فضلاً عن عملية سرقة كبيرة طالت مخصصات الإغاثة المتجهة من مستودعات الأمم المتحدة في العاصمة دمشق نحو منطقة شرق الفرات، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن نحو 130 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية خرجت من مستودعات الأمم المتحدة محملة بالمواد الغذائية والمواد اللوجستية ومستلزمات أخرى لنقلها للنازحين نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والمخيمات التي تتواجد في شرق الفرات ومن المناطق هذه، حيث وصلت 40 شاحنة فقط فيما اختفت بقية الشاحنات بشكل كامل، وأكدت المصادر الموثوقة أن عملية الاختفاء نجمت عن سرقة الشاحنات خلال تنقلها ضمن مناطق سيطرة قوات النظام نحو منطقة منبج التي وصلت إليها 40 شاحنة فقط من أصل 130، وسط اتهامات للنظام والميليشيات التابعة لها بسرقة الشاحنات وتفريغها في مناطق أخرى منعاً لوصولها لمنطقة شرق الفرات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعمة من التحالف الدولي، كما أن عملية السرقة هذه تأتي بالتزامن مع وصول الشاحنات الـ 40 إلى منطقة شرق الفرات، إذ أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن عدداً كبيراً من الأطفال تعرضوا لحالات تسمم جراء تناولهم لمادة سم الفئران والقوارض، ظناً منها أنها حلوى موزعة عليهم، وعزا النازحون الأسباب لعدم توعية فريق الأمم المتحدة المكلف بتوزيع المساعدات، السكان والنازحين بطبيعة المادة وخطورتها، إذ أن مظهرها كان يشبه مظهر حلوى الأطفال، ما تسبب بحالات تسمم وجرى نقل المصابين إلى مشافي لتلقي العلاج اللازم

الأوضاع المتفاقمة في سوءها، في مخيم الهول وفي الأنفاق والخنادق الواقعة في مزارع الباغوز، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وفي طريق الوصول إلى مخيم الهول وفي المخيم ذاته، تسببت بمفارقة مزيد من الأطفال للحياة خلال رحلة الوصول إلى مخيم الموت، فقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع أعداد الوفيات جراء سوء الأحوال الصحية والأحوال الجوية السيئة المرافقة لرحلة الخروج من مزارع الباغوز، في ارتفاع أعداد الوفيات إلى نحو 90 طفلاً لترتفع بشكل كبير منذ بداية ديسمبر الفائت من العام 2018، فيما لا تزال هناك عشرات الحالات الأخرى تحتاج لمعالجة ولمتابعة طبية، فيما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اقتلاع وتخريب عاصفة ضربت منطقة مخيم الهول في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، والقريب من الحدود السورية – العراقية، أكثر من 100 خيمة في مخيم الهول، لتشرد من بداخلها وتبقيهم في العراء، ليعودا للانضمام مرة أخرى لمئات العوائل التي تعيش بدون خيم

المرصد السوري نشر في الـ 6 من شباط / فبراير الجاري من العام 2019 أن مخيم الهول لا يزال في وضع مأساوي ويتردى بشكل أكبر مع تأخر المنظمات والأطراف الدولية في تنفيذ وعودها بتأمين النازحين الذين بلغ تعدادهم عشرات الآلاف في مخيم الهول للنازحين، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري جرى مؤخراً اجتماع بين لجنة من الأمم المتحدة ولجنة من إدارة المخيمات ومن مخيم الهول، وتم إطلاع اللجنة على الأوضاع والمعلومات، حول إنشاء مخيم في منطقة الصور بالريف الشمالي لدير الزور، بمساحة نحو 50 دونماً، حيث تجري عمليات تواصل بين إدارة اليونيسيف ومفوضية اللاجئين وإدارة دير الزور، للمباشرة بإرسال المساعدات والمواد اللازمة والبدء بإنشاء موقع للمخيم، فيما كان رصد المرصد السوري التقصير الكبير الذي ألقى به القائمون على المخيم والنازحون فيه على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات الإغاثية والطبية، كما أكد النازحون للمرصد السوري أنه بعد اتصالات مع الأمم المتحدة لإرسال مساعدات إنسانية إلى مخيم الهول، لم يجرِ تنفيذ أي من الوعود، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان سجل شهادات لنازحين سوريين ولاجئين عراقيين تمكنوا من الخروج من جيب التنظيم والوصول إلى مخيم الهول، أكدوا أن المحسوبيات والرشاوى هي من تمكن النازحين من الحصول على كل ما يحتاجونه، فالفساد يستفحل أكثر فأكثر مع زيادة أعداد النازحين، الذين يضطرون لدفع المال المتبقي معهم مقابل الحصول على المساعدات التي تؤمن لهم شكلاً مناسباً للحياة داخل المخيم، الذي يعاني أطفاله من انعدام للحليب ونقص في الغذاء والأدوية، فيما يعاني آخرون من عدم تواجد معيلين لهم، فيما تعمد بعض الأطراف لتصوير النازحين والتحايل عليهم أنه سيجري منح مساعدات إنسانية لهم، وما تلبث هذه الأطراف أن تنسحب تاركة خيبة الأمل مزروعة في نفوس النازحين الذين أكدوا أن الوعود التي قدمت لهم مقابل خروجهم من جيب التنظيم من رعاية واعتناء وتقديم المساعدات، لم يروا أي شيء منها، وناشد النازحون عبر المرصد السوري تقديم المستلزمات الضرورية لهم لبدء حياة النزوح المفروضة عليهم بعد مغادرة المناطق التي كانوا يقطنونها، حيث طالبوا بتقديم الخيم والغ\أغذية وأغذية الأطفال والحليب والمدافئ والأغطية والفراش وأدوات للمطابخ، وأكد النازحون في المخيم أنهم فروا من جيب التنظيم لتلقي مساعدة وحياة أفضل، ليفاجأوا بالرشاوى والمحسوبيات والفساد، وسط غياب لأدنى مقومات الحياة، فيما كان المرصد السوري علم من مصادر موثوقة أنه في منتصف نيسان / أبريل من العام 2018، جرى اجتماع جمع ممثلين عن قيادة قوات سوريا الديمقراطية ومسؤولين عن إدارة مخيم الهول ومخيمات في ريف الحسكة، مع مدير مكتب مفوضية اللاجئين في القامشلي، وأكدت المصادر الموثوقة، أنه جرى إطلاع مفوضية اللاجئين على أنه ستجري عملية عسكرية في شرق الفرات، على محورين رئيسيين أولهما في الريف الجنوبي للحسكة، وثانيهما عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، واطلع ممثلو قسد مفوضية اللاجئين أن المرحلة الأولى هي مرحلة ستشهد عملية نزوح ضعيفة نتيجة نقص الكثافة السكانية في منطقة الدشيشة ومحيطها، فيما المرحلة الثانية ستشهد نزوحاً واسعاً بسبب الكثافة السكانية العالية، كما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن قسد وممثلي المخيمات في شرق الفرات، اقترحوا إنشاء مخيماً في منطقة الطيانة بريف دير الزور الشرقي، إلا أنه نتيجة الضغط الكبير والخدمات السيئة على الطريق الواصل إلى مخيمات الهول وريف الحسكة، وعدم تدخل المنظمات بحجة صعوبة الوصول إلى المنطقة، تحولت قسد وإدارة المخيمات في شرق الفرات، للتباحث مع ممثلي الجهات الدولية من الأمم المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والبرنامج العالمي للغذاء ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، وغيرها من الأطراف، حول مسألة النازحين خلال العمليات العسكرية، كما أن المصادر ذاتها للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قسد وإدارة المخيمات اقترحت على هذه المنظمات، إنشاء منطقتي استقبال، للنازحين من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية”، نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لاستقبال النازحين بشكل أولي، وتقديم المساعدات الأولية لهم، لنقلها بعدها بوسائل نقل مناسبة كالحافلات، إلى مخيمات الهول، التي تعاني هي الأخرى من واقع مأساوي، مع تواجد عشرات آلاف المدنيين وعوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” في المخيم، المتواجد في القطاع الجنوبي الشرقي من ريف الحسكة، على مقربة من الحدود السورية – العراقية.

إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان وفي ظل هذه الظروف المأساوية التي يعانيها عشرات آلاف الأشخاص في مخيم عند الحدود السورية – العراقية، يفتقر للمستلزمات الكافية، نحمل الأمم المتحدة المسؤولية عن حياة هؤلاء النازحين بغض النظر عن طبيعتهم أو جنسياتهم أو أحوالهم الشخصية، وبخاصة بعد رفض الأمم المتحدة إقامة مخيم للنازحين بالقرب من منطقة هجين، عقب عرض الأمر عليها من قبل أطراف مهتمة ومسؤولة، كما نحملها ونحمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وكافة المنظمات الدولية والإقليمية الإغاثية والطبية والإنسانية، المسؤولية عن وفاة نحو 90 طفلاً بسبب التقصير الكبير تجاه اللاجئين والنازحين في مخيم الهول وفي كافة المخيمات الموجودة في محافظة محافظة الحسكة، حيث يحتاج الأطفال والمواطنون واللاجئون لمساعدة عاجلة، فلا عدسات الكاميرا التي تنقل المأساة ستقيهم سوء الأحوال الجوية، ولا ستقيتهم بماء أو زاد، وإننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان ننقل نداءات من السكان وممن يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية، إلى الأطراف الدولية الفاعلة والجهات الدولية، للتحرك العاجل لمساعدتهم بشكل فعلي وليس عبر بيانات وتصريحات لا يأبه لها النازحون والهائمون على وجوههم في ظل أوضاع إنسانية كارثية

صور للمرصد السوري لحقوق الإنسان ترصد الخارجين من أنفاق وخنادق مزارع الباغوز، نحو مناطق تواجد قوات سوريا الديمقراطية من مدنيين وعوائل التنظيم وعناصره، من جنسيات مختلفة، ضمن عملية الخروج التي لم يجري الانتهاء منها