الولايات المتحدة تدرج “جبهة النصرة” في قائمة “المعارضة المعتدلة”
تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى قرار “جبهة النصرة” فك ارتباطها بـ”القاعدة”، مشيرة إلى أنها بهذا تسعى لأن تنزع عن نفسها صفة الإرهاب.
جاء في مقال الصحيفة:
أشار مصدر مقرب من الدوائر الدبلوماسية الروسية إلى أن صاحبة فكرة تغيير اسم مجموعة “جبهة النصرة” إلى “جبهة فتح الشام” والتنصل من تنظيم “القاعدة” هي الولايات المتحدة، التي تريد بذلك إدراجها في قائمة “المعارضة المعتدلة” في سوريا.
ويؤيد هذا الرأي اللواء السوري المتقاعد ثابت محمد، الذي قال إنه ليس سرا أن الولايات المتحدة أنشأت تنظيم “القاعدة”. و”جبهة النصرة” هي جناحه في سوريا، فلذلك هي تتبع الأجهزة الأمنية الأمريكية. وحيث أن روسيا تطالب منذ عدة أشهر واشنطن بفصل ما يسمى “المعارضة المعتدلة” عن “جبهة النصرة”، فإن واشنطن بدلا من هذا، قررت تغيير اسمها وفصلها عن “القاعدة”، حيث سيكون بالإمكان مستقبلا استثناؤها من المنظمات الإرهابية.
بيد أن الجرائم الدموية التي اقترفها مسلحو “النصرة” لن تسمح أبدا باعتبارها تنظيما غير إرهابي.
وقد نشرت وزارة الخارجية الروسية على موقعها الإلكتروني بهذا الشأن ما يلي: “ليس هناك من حاجة لإثبات أن الإرهابيين يحاولون عبثا تغيير صورتهم؛ لأن “جبهة النصرة مهما غيرت اسمها، كانت وستبقى منظمة إرهابية خارجة عن القانون، وليس لها هدف سوى إنشاء ما يسمى “دولة الخلافة” باستخدام وسائل وطرق وحشية وبربرية. لذلك سوف تستمر محاربتها بدعم من المجتمع الدولي إلى حين القضاء عليها تماما”.
من جانبه، أشار المستشرق ليونيد إيسايف في حديث أدلى به إلى “إيزفيستيا” إلى أن “جبهة النصرة” لن تكتفي بتغيير اسمها والانفصال عن “القاعدة”. فقد أعلن ممثلو “جبهة النصرة” قبل فترة عن استعدادهم لإنشاء تحالف مع “أحرار الشام” و”جيش الإسلام”. وهذه خطوة منطقية للاختباء خلفهما. أي أنه عندما تبدأ روسيا بقصف “النصرة” التي غيرت صورتها، وتحالفت مع مجموعات أخرى، فإن الغرب وغيره من “المدافعين عن حقوق الإنسان” سيتهمون موسكو بمهاجمة “المعارضة المعتدلة”.
ويذكر أن “جبهة النصرة” أعلنت عن انفصالها عن تنظيم “القاعدة” وتغيير اسمها إلى “جبهة فتح الشام” يوم 28 يوليو/تموز 2016. وقد شكر زعيم التنظيم أبو محمد الجولاني قادة “القاعدة” “على تفهمهم ضرورة قطع ارتباطنا بهم”.
ولم تظهر من جانب “القاعدة” أي اعتراضات على انفصال “النصرة”. فقد قال زعيم التنظيم أيمن الظواهري لوكالة “رويتر”: “يمكنكم أن تضحوا بالعلاقات التنظيمية والحزبية، إذا كانت تهدد وحدتكم وتكاتفكم”.
هذا، وتجدر الاشارة إلى أن “جبهة النصرة” أُسست في سوريا عام 2011، وأعلنت عن نفسها رسميا في فبراير/شباط 2012، عندما نشرت شريط فيديو حول معارضتها للنظام ومحاربتها إياه. وقد حددت هدفها الرئيس بإطاحة نظام الأسد، وتأسيس إمارة إسلامية في سوريا. وتدعم هذه المنظمة العديد من المجموعات المسلحة التي تعدُّها الولايات المتحدة وحلفاؤها “معتدلة”. لذلك تبقى مسألة الفصل بين “المعارضة المعتدلة” والمنظمات الارهابية مطلبا رئيسا لموسكو من واشنطن.
المصدر: روسيا اليوم