انتهاء مفاوضات أستانا من دون التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار

29

قتل 34 مدنيا على الأقل بينهم 17 طفلا خلال الساعات الـ24 الاخيرة، في قصف قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات التركية نفذته على مدينة الباب السورية. في المقابل، أعلنت أنقرة ان عملياتها تسببت بمقتل «15 ارهابيا».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان «34 مدنياً على الأقل بينهم 17 طفلاً قتلوا جراء قصف مدفعي وغارات تركية على مدينة الباب في الساعات الـ24 الاخيرة».
واعلن الجيش التركي امس الاول الخميس وفق ما نقلت وكالة أنباء الاناضول الحكومية، مقتل «15 من ارهابيي تنظيم داعش» نتيجة «للعمليات العسكرية البرية والجوية» التي تنفذها قواته في المدينة.
ويؤكد المسؤولون الاتراك مرارا انهم يقومون بما في وسعهم لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، وينفون بشدة تقارير حول مقتل مدنيين جراء القصف التركي.
وتشكل مدينة الباب التي تعد آخر ابرز معقل للجهاديين في محافظة حلب (شمال)، منذ نحو شهرين هدفاً رئيسياً لعملية «درع الفرات» التي تنفذها القوات التركية وفصائل سورية معارضة قريبة منها.
وبدأت تركيا في 24 آب حملة عسكرية غير مسبوقة داخل سوريا ضد تنظيم داعش والفصائل الكردية المقاتلة. وحققت العملية تقدما سريعا في بدايتها، الا انها تباطأت مع اشتداد القتال للسيطرة على مدينة الباب منذ كانون الاول الماضي.
واوضح القيادي في عملية «درع الفرات» ابو جعفر لفرانس برس ان الجهاديين يظهرون مقاومة شرسة، لافتا الى ان مقاتليه قاموا الاربعاء بمناورة جديدة اتاحت لهم التقدم داخل الباب قرابة الاولى فجرا وتحديدا في غرب المدينة.
واضاف «لكننا فوجئنا خلال التقدم بكمين لداعش» اسفر عن اصابة العديد من المقاتلين.
وتابع ان قواته تعيد تجميع صفوفها لهجوم جديد مؤكدا ان غارات الطيران التركي وطيران التحالف الدولي لم تتوقف.
واعلن وزير الدفاع التركي امس الاول الخميس ان فصائل سورية معارضة تدعمها انقرة تقوم بـ»تطهير» مدينة الباب. وقال فكري ايشيك كما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول الحكومية «تبذل جهود كبيرة لتطهير وسط المدينة من عناصر داعش»، مضيفا ان «الجيش السوري الحر يقوم بذلك مع قواتنا المسلحة».
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الثلاثاء الماضي ان «مناطق واسعة» من المدينة باتت «تحت السيطرة».
لكن المرصد السوري يتحدث عن «تقدم بطيء» لقوات «درع الفرات» في المدينة منذ ان تمكنت من دخولها السبت الماضي.
والمدينة هدف أيضا لهجوم تنفذه قوات النظام السوري وحلفاؤها من ناحية الجنوب. وقد باتت مطوقة منذ حوالى اسبوعين من قوات النظام جنوبا، والقوات التركية والفصائل المعارضة من الجهات الثلاث الاخرى.
وفي غضون ذلك انتهت في عاصمة كازاخستان الجولة الثانية من اجتماع أستانا، من دون التوصل إلى اتفاق على تثبيت وقف النار في سورية. وأعلن رئيس وفد فصائل المعارضة، محمد علوش، في ختام الاجتماع، حصول المعارضة على تعهد روسي بوقف قصف القوات الحكومية، وفك الحصار عن الغوطة الشرقية.
ونفى علوش التوصل إلى اتفاق على تشكيل لجنة لوقف إطلاق النار، مطالبًا بدور عربي كبير في أي لجنة تشكل لهذا الغرض. وأشار إلى أن الاجتماع تركز على تشكيل لجان لزيارة معتقلات النظام، يتخللها إطلاق سراح 100 منهم، في مبادرة لإظهار حسن النوايا، إضافة إلى وضع آليات لمراقبة الهدنة.
وأكد أن المشاورات في يومها الأول ركزت على موضوع تثبيت وقف النار، مشيرًا إلى أن موضوع مسودة الدستور السوري الجديد سيكون بين المسائل المطروحة للنقاش.
فيما قال مسؤولون بالأمم المتحدة ودبلوماسيون امس الاول الخميس إن كيانا جديدا يتشكل داخل الأمم المتحدة في جنيف للتحضير لمحاكمات في جرائم حرب ارتكبت في سوريا.
وصوتت الجمعية العامة لصالح تأسيس هذه الآلية في كانون الأول ومن المقرر أن يعين الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش هذا الشهر قاضيا أو ممثلا للادعاء ليرأسها.
وقالت مسؤولة عن حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لرويترز «نتوقع أن نبدأ هذا الأمر قريبا جدا ببضعة أفراد.»
وأضافت أن الفريق سيقوم «بتحليل المعلومات وترتيب وإعداد الملفات بشأن أسوأ الانتهاكات التي تصل إلى حد جرائم دولية ، بالأساس جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة، وتحديد المسؤولين عنها.»
وعلى الرغم من أن هذه الجهة لن تتمكن من إجراء المحاكمات بنفسها إلا أنها ستعد الملفات التي يمكن أن تستخدمها دول أو المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في محاكمات في المستقبل.
والتركيز على المحاكمات يعني أن الأدلة التي جمعتها لجنة تحقيق تابعة لأمم المتحدة منذ 2011 يمكن أن تتحول إلى إجراء قانوني.
وقالت منظمة العفو الدولية الأسبوع الماضي إن الحكومة السورية أعدمت ما يصل إلى 13 ألف سجين شنقا ونفذت عمليات تعذيب ممنهج في سجن عسكري. ونفت سوريا التقرير قائلة إنه لا أساس له من الصحة.

 

المصدر: الصباح الجديد