انخفاض وتذبذب قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية يتسبب بارتفاع الأسعار مجددًا في إدلب

62

شهدت الليرة التركية خلال اليومين الماضيين انخفاضًا جديدًا من قيمتها مقابل العملات الأجنبية، حيث وصل سعر تصريفها لأكثر من 8 ليرات مقابل الدولار الواحد، ما تسبب بأزمة جديدة في أسعار المواد الاستهلاكية في الشمال السوري وخصوصًا المحروقات

وفي سياق ذلك، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاعًا طرأ على أسعار المحروقات بشكل عام، حيث رفعت شركة “وتد للبترول” التابعة “لتحرير الشام” والتي تحتكر سوق المحروقات في إدلب، أسعار المحروقات مجددًا بعد تراجع قيمة الليرة التركية، ليصل سعر اللتر الواحد من المازوت المستورد إلى 6.9 ليرات ونصف، بعد أن كان بسعر 5 ليرات فقط، كما حددت سعر لتر البنزين الواحد 6.30 ليرات تركية، والذي كان بسعر 5.50 ليرات، وبلغ سعر أسطوانة الغاز بسعر 88 ليرة في حين كانت بـ 78 ليرة قبل السعر الجديد، هذه الأسعار جاءت بعد يومين فقط من تخفيض الشركة لأسعار المحروقات

مصدر أهلي من مدينة إدلب أكد للمرصد السوري أنه لم يقتصر الأمر على ارتفاع أسعار المحروقات فقط بل طرأ ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار المواد الأساسية مثل المواد الغذائية والتموينية كالخضار والفواكه واللحوم وغيرها بسبب تراجع قيمة الليرة التركية ، ما تسبب بأزمة لدى سكان مناطق إدلب وريفها بشكل كامل، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان وإقبال المدنيين على تموين منازلهم بمستلزمات عديدة ضرورية للشهر، حيث يقوم التجار وأصحاب المحال التجارية بجميع أنواعها في الشمال السوري في كل مرة يحدث فيها تغير بسعر صرف الليرة التركية بتحديد أسعار البضائع وفقًا لسعر التصريف الجديد رغم أنهم حصلوا بضائعهم بأسعار قديمة قبل أن تنهار وتتراجع قيمة الليرة التركية، كما عمد بعض أصحاب محلات بيع المحروقات إلى إيقاف البيع في الكثير من الأوقات حتى صبيحة اليوم التالي لعلمهم من أجل رفع أسعار المحروقات، وهذا يعد احتكار وعدم مراعاة لأوضاع المدنيين

وهذا أيضاً ما أكده بدوره أحد النازحين في مخيم بلدة “أرمناز” شمال غربي إدلب في حديثه للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي ذهب مساء يوم الأحد لشراء مازوت لسيارته فرفض صاحب المحل بيعه بحجة عدم وجود مازوت وأخبره بالعودة في اليوم التالي، وبعد ارتفاع أسعار المحروقات لم يعد يفكر باستخدام سيارته للتنقل بسبب التكلفة الكبيرة لتزويدها بالوقود، وأضاف قائلًا: المواد الغذائية ارتفعت أيضاً بنسبة كبيرة، وخصوصاً الخضار والخبز واللحوم، فمثلاً سعر لتر الزيت النباتي وصل 12 ليرة تركية، وكيلو اللبن البقري وصل 6 ليرات تركية، وربطة الخبز 2.50 ليرات، وكيلو لحم الغنم 50 ليرة، وكيلو الرز المصري 9 ليرات، ما تسبب بحالة استياء كبيرة في أوساط الأهالي بإدلب وعلى وجه الخصوص قاطني المخيمات التي يعاني سكانها أساساً من أوضاع معيشية صعبة، وقلة الدعم المقدم لهم من قبل المنظمات الإنسانية.