انطلاق مؤتمر المانحين لسوريا ووعود بـ7.7 مليار دولار

6

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الخميس، أن التكثيف المفاجئ للقصف الجوي والنشاط العسكري في سوريا قوض محادثات السلام، داعياً الأطراف إلى العودة لطاولة التفاوض.

وذكر بان كي مون، في مؤتمر للمانحين في لندن، أنه “من المؤلم للغاية أن تتقوض الخطوات الأولى للمحادثات بسبب عدم وصول القدر الكافي من المساعدات الإنسانية، وبسبب تكثيف مفاجئ للقصف الجوي والأنشطة العسكرية داخل سوريا”.

كما أضاف أنه يجب استغلال الأيام القادمة في محاولة العودة لطاولة التفاوض وليس تحقيق مزيد من المكاسب بساحة المعركة في سوريا.

من جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إلى مواصلة العمل “رغم الصعوبات” للتوصل إلى حل سياسي في سوري.

وقال كاميرون غداة تعليق المحادثات بين أطراف النزاع السوري في جنيف: “لن نتمكن من بلوغ حل طويل المدى للأزمة في سوريا إلا مع انتقال سياسي. وعلينا مواصلة العمل في هذا الاتجاه رغم الصعوبات”.

وكانت كل من بريطانيا والنرويج قد تعهدتا بتقديم 2.9 مليار دولار إضافية، لمساعدة السوريين بحلول عام 2020 سعياً إلى إعطاء دفعة لمؤتمر للمانحين تأمل الأمم المتحدة أن يجمع أكثر من 7 مليارات دولار للعام الحالي وحده.

من ناحيتها، قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في بداية المؤتمر في لندن، إن بلادها تعهدت بتقديم 2.3 مليار يورو (2.56 مليار دولار) كمعونات لسوريا بحلول 2018 منها 1.1 مليار هذا العام.

وسيحاول مؤتمر لندن، الذي يستمر يوماً واحداً، تلبية الحاجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً.

وقتل حوالي 250 ألف شخص في الحرب في سوريا التي تسببت أيضاً في تشريد ملايين السوريين، منهم ستة ملايين داخل البلاد وأكثر من أربعة ملايين غادروها إلى الأردن ولبنان وتركيا ودول أخرى.

ووجهت وكالات تابعة للأمم المتحدة نداء لجمع 7.73 مليار دولار للتغلب على الكارثة هذا العام، إضافة إلى 1.2 مليار دولار أخرى مطلوبة لتمويل خطط قومية لاستيعاب اللاجئين في دول المنطقة.

وبالنسبة للدول الأوروبية فإن تحسين الوضع الإنساني في سوريا والدول المجاورة يعتبر حيوياً لتقليل الحوافز للسوريين للسفر إلى أوروبا، حيث توجد أزمة ضخمة للاجئين تضع ضغوطاً شديدة على دول كثيرة.

من ناحيتها، عبرت بعض جماعات المجتمع المدني السوري عن القلق من أن المجتمع الدولي يركز على محنة اللاجئين على حساب أولئك المحاصرين وسط ظروف قاسية داخل سوريا نفسها.

بدوره، قال رئيس الخوذ البيضاء، رائد صالح، وهي جماعة تضم حوالي 2800 متطوع سوري يقوم بعمليات بحث وإنقاذ بعد الهجمات: “بالطبع فإن أولئك اللاجئين يحتاجون المساعدة، لكن يوجد أكثر من ستة ملايين شخص مشردين داخل سوريا يعيشون محاصرين وتحت القصف”.

وسيركز مؤتمر لندن بشكل خاص على الحاجة إلى تقديم تعليم للأطفال السوريين المشردين وفرص عمل للبالغين، ما يعكس اعترافاً متنامياً بأن تداعيات الحرب في سوريا ستكون طويلة الأجل.

المصدر: العربية.نت