انطلاق مفاوضات «موسكو 2»
بدأت في موسكو، أمس، مفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة، في محاولة روسية جديدة للتقريب بين الطرفين.
وبحسب مصدر في الوفد الحكومي السوري، فان المعارضة اجتمعت وحدها أمس، ومن ثم تلتقي الروس اليوم قبل أن تجتمع بالوفد الحكومي غدا بإشراف موسكو، على أن يختتم المؤتمر الخميس. وقال إن «الفكرة الأساسية هذه المرة هي التوصل إلى اتفاق على برنامج محدد لمتابعة المفاوضات».
وسيركز لقاء «موسكو 2» على القضايا الإنسانية، بعد فشل إحراز تقدم على الجبهة السياسية منذ الجولة الأولى من اللقاءات التي عقدت في كانون الثاني الماضي وانتهت دون نتائج ملموسة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي، إن «موسكو لا تضع حدوداً زمنية لعملية تسوية الأزمة السورية»، مؤكداً «ضرورة الانطلاق من الواقع في سياق هذه الجهود السلمية».
وأشار إلى «توسع دائرة المشاركين في لقاءات موسكو الخاصة بالتسوية السورية، بالمقارنة مع الجولة السابقة من اللقاءات». وقال «يشارك في اللقاءات الراهنة عدد أكبر من ممثلي مجموعات المعارضة السورية بالمقارنة مع لقاءات كانون الثاني، ولا يسرنا أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفض من جديد إرسال ممثليه إلى موسكو، لكن ذلك لا يعني إشارة إلى رفض جهودنا، بل يبدو أن لدى (قيادة الائتلاف) اعتبارات خاصة».
وتابع لافروف «نحن لا نضع أية أطر زمنية صارمة، فبعد إراقة الدماء في سوريا على هذا النطاق الهائل، وكل المحاولات الفاشلة لإطلاق عمليات (التسوية)، علينا أن ننطلق، ليس من قرار طرف ما تعيين مجموعة واحدة من المعارضة (السورية) كمجموعة رئيسية، بل من الواقع، وعلينا أن نحقق ما اتفقنا عليه في حزيران العام 2012 وما سُجّل في بيان جنيف، أي ضرورة إشراك ممثلي كافة أطياف المجتمع السوري في الحوار السوري الشامل».
وطلبت المعارضة مساعدة موسكو لتمكين رئيس «حزب بناء الدولة السورية» لؤي حسين المشاركة في المؤتمر، لكن السلطات السورية منعته من السفر، حيث من المقرر أن يحاكم طليقاً بتهمة «إضعاف الشعور القومي».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن معارضين قولهم إن «لؤي حسين أبدى رغبة بالمشاركة في لقاء موسكو 2، إلا أن النظام منعه من السفر، وقد طلبنا مع عدد من مشاركي اللقاء، من الجانب الروسي التدخل للسماح له بالسفر إلى موسكو للمشاركة في اللقاء».
وقال نائب المنسق العام لـ «هيئة التنسيق الوطنية» عارف دليلة، في مقابلة مع وكالة «ايتار تاس»، إن «المعارضة الداخلية تطالب بالعودة إلى عملية جنيف التفاوضية، وذلك من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة». وأكد أن «هيئة التنسيق كانت دائما ضد الحرب والتدخل الأجنبي»، مشدداً على «ضرورة بذل كل الجهود لوقف الحرب والدمار في البلاد، إضافة إلى الإفراج عن جميع المسجونين وضمان حقوق الإنسان».
(«سبوتنيك»، «روسيا اليوم»،
ا ف ب، رويترز)