انفجار على طريق حقل العمر النفطي بريف دير الزور، يودي بحياة 3 موظفين في الحقل
علم “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن عبوة ناسفة انفجرت صباح اليوم الثلاثاء على طريق حقل العمر النفطي بريف دير الزور، وذلك أثناء مرور سيارة تقل موظفين ضمن الحقل، الأمر الذي أدى إلى استشهاد 3 موظفين، وأبلغت مصادر “المرصد السوري” أن العبوة انفجرت بعد مرور رتل تابع لقوات سوريا الديمقراطية من المنطقة، فيما يبدو أن المستهدف كان رتل “قسد”، ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، فإنه يرتفع إلى 371 شخص من المقاتلين والمدنيين والعاملين في المجال النفطي والمسؤولين في جهات خدمية، ممن اغتيلوا ضمن 4 محافظات هي حلب ودير الزور والرقة والحسكة بالإضافة لمنطقة منبج في شمال شرق محافظة حلب، والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية حيث رصد المرصد السوري اغتيال هذه الخلايا لـ 109 مدني من ضمنهم 6أطفال و5 مواطنات في ريف دير الزور الشرقي وريف الحسكة ومدينة الرقة وريفها ومنطقة منبج، إضافة لاغتيال 258 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية بينهم قادة محليين في المناطق ذاتها، فيما قضى 4 من عناصر التحالف الدولي، كما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط عشرات الجرحى جراء عمليات الاغتيال هذه.
فيما كان المرصد السوري نشر في الـ 29 من شهر أيلول الفائت،أن ملثمين يتبعون لتنظيم “الدولة الإسلامية” استهدفوا بقنبلة يدوية، منزل المهندس “أحمد العلي” (رئيس قسم الصيانة بدائرة المياه في المجلس المدني لديرالزور) في مدينة البصيرة، دون إلحاق خسائر بشرية حيث يعد هذ الاستهداف الثاني من نوعه خلال شهر أيلول/سبتمبر الجاري، وأبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري أن الاستهدافات لم تكن هدفها قتل “العلي”، بل للضغط عليه بغية الخضوع لمطالب التنظيم المتمثلة بدفع مبلغ 15 ألف دولار أمريكي “كزكاة”، وتم إبلاغه بذلك عبر رسائل نصية على هاتفه المحمول تضمنت ضرورة تسليم المبلغ على أن يتم تحديد طريقة التسليم لاحقاً، وجرى تهديده عبر الرسالة النصية بقتله في حال امتناعه عن دفع المبلغ المذكور أعلاه، إلا أن الأخير رفض دفع المبلغ ليتم استهدافه مرتين اثنتين خلال الشهر الجاري.
وأضافت مصادر المرصد السوري الموثوقة أن عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” ألقوا كفن كُتِب عليه “أبو إسماعيل” في إشارة إلى أحد مالكي مشفى الشحيل بريف دير الزور، كرسالة تهديد له بالقتل في حال عدم دفع “الزكاة المقررة عليه” من قبل التنظيم، إذ يعمد التنظيم على تمويل نفسه من خلال جباية الزكاة من التجار والمتعهدين وخصوصاً العاملين بمجال النفط والتوريد وذلك إما عبر الحديث مع الشخص المطلوب وجهاً لوجه بطرق باب منزله تحت جنح الظلام وتهديده بشكل مباشر، أو عبر رسائل نصية على الهواتف المحمولة تتضمن المبلغ المراد، وفي حال موافقة متلقي الرسالة وهي الأرجح في غالبية الأمر، يتم إرسال رسالة أخرى تتضمن طريقة التسليم ويتم بعد التسليم إعطاء الشخص وصل لضمان عدم التعرض له من قبل خلايا التنظيم.
المرصد السوري كان قد نشر في الرابع من شهر أيلول المنصرم، أن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ضمن شرق الفرات تشهد نشاط متصاعد بشكل كبير لتنظيم “الدولة الإسلامية” وخلاياه بشكل سري وعلني، فعلى الرغم من الحملات الأمنية الكبيرة للتحالف وقسد المتمثلة بعمليات إنزال جوي ومداهمات واعتقالات بشكل يومي والقبض على عناصر من خلايا التنظيم، إلا أن الأخير يواصل نشاطه بشكل متصاعد في الرقة وريفها وريف دير الزور ومدينة الحسكة وريفها وأماكن أخرى في منطقة شرق الفرات، سواء عبر اغتيالات ينفذها بزرع عبوات وألغام أو تفجير آليات مفخخة بالإضافة لهجمات مسلحة بالأسلحة الرشاشة تستهدف بالدرجة الأولى عناصر قسد والمتعاونين معها بالإضافة لمدنيين على صلة بقسد بشكل أو بآخر، ولم يكتفي التنظيم بنشاطه السري في المنطقة، بل بات يهدد على العلن كل من يتعامل مع قسد باستهدافه إذا لم “يتوب” كالمنشورات التي جرى تعليقها يوم أمس على مساجد بلدة أبو حردوب بريف دير الزور، بالإضافة لفرضه إتاوات مالية على التجار وأصحاب الأموال في ريف دير الزور مقابل عدم التعرض لتجارتهم ومهاجمة آبار نفط وصهاريج تابعة لهم.
كما كان المرصد السوري نشر في الثالث من شهر أيلول الفائت، أن خلايا من تنظيم “الدولة الإسلامية” عمدوا إلى تعليق منشورات على أبواب المساجد في بلدة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي، حيث تحوي هذه المنشورات أسماء لأشخاص “وقعوا بالردة” وفقاً للتنظيم وذلك بعد التحاقهم بصفوف قسد وعليه طالبهم عناصر خلايا التنظيم “بالتوبة” وإلا سوف تتم محاسبتهم، تأتي هذه الحادثة كدليل بارز يثبت جرأة خلايا التنظيم الناتجة عن تواجدهم بشكل كبير جداً ضمن مناطق سيطرة قسد شرق الفرات على الرغم من الحملات الأمنية اليومية من قبل قسد والتحالف الدولي، إلا أن التنظيم لا يزال له قوة كبيرة عبر خلايا المنتشرة في عموم المناطق، حيث يفرضون إتاوات على أصحاب الأموال مقابل عدم التعرض والهجوم على أماكن تواجد عملهم، كالمستثمر الذي جرى اعتقاله يوم أمس من قبل قسد والتحالف الدولي في بلدة الشحيل شرق دير الزور، حيث كان مستثمر النفط من قسد من حقل التنك يدفع أموال للتنظيم مقابل عدم الهجوم على الآبار والصهاريج التابعة له.