بالتزامن مع دخول وخروج آليات للنقاط التركية الضامنة…. مناطق هدنة “بوتين – أردوغان” تشهد خروقات متواصلة بشكل متصاعد
لا تزال الخروقات المتصاعدة تتسيد الموقف ضمن المنطقة منزوعة السلاح ومناطق هدنة “أردوغان-بوتين” في كل من حلب وحماة وإدلب واللاذقية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات قصف واستهدافات متبادلة واشتباكات مساء اليوم الأحد الـ 16 من شهر كانون الأول الجاري، حيث قصفت قوات النظام أماكن في محيط وأطراف بلدتي اللطامنة ومورك وقرية الصخر بريف حماة الشمالي، وأماكن أخرى في محور الزيارة بسهل الغاب، وفي محافظة حلب، دارت اشتباكات على محاور الراشدين والبحوث العلمية بضواحي حلب الغربية، ومحاور أخرى في ريف حلب الجنوبي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وفصائل عاملة في تلك المحاور من طرف آخر، ترافقت مع عمليات قصف واستهدافات متبادلة بين طرفي القتال، دون معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، كذلك سقطت قذائف أطلقتها الفصائل على أماكن في حي حلب الجديدة بالقسم الغربي من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام، على صعيد آخر وفي ظل الخروقات المتصاعدة، رصد المرصد السوري دخول رتل تركي مؤلف من نحو 20 آلية إلى الأراضي السورية حيث جرت عملية تبديل مع النقاط التركية المتواجدة في الصرمان وشير مغار ومورك، ليخرج عقبها رتل آخر نحو الأراضي التركية.
ونشر المرصد السوري منذ ساعات، أنه ما تزال الخروقات تتوالى بشكل متصاعد في مناطق الهدنة الروسية – التركية في المحافظات الأربع، حيث استهدفت طائرات مسيرة عن بعد بقنابل متفجرة، مناطق في محاور التماس في منطقتي الحاكورة وخربة الناقوس بريف حماة الشمالي الغربي، ترافق مع تجدد القصف من قبل قوات النظام على مناطق في الريف الشمالي لحماة، استهدف قرى الزكاة ومعركبة والبويضة بريف حماة الشمالي، إضافة لاستهداف طال مناطق في قريتي الزيارة وجزرايا بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، ولم ترد أنباء عن إصابات، بالتزامن مع استهداف الفصائل العاملة في المنطقة لتمركزات قوات النظام، في تل بزام شرقي بلدة صوران في الريف الشمالي لحماة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، على صعيد متصل قصفت الفصائل العاملة في ريف حلب أماكن في منطقة الراموسة، الخاضعة لسيطرة قوات النظام على أطراف مدينة حلب، ما أسفر عن أضرار مادية، كذلك استهدفت قوات النظام بالقذائف الصاروخية مناطق في بلدة جرجناز بريف إدلب الجنوبي الشرقي، ومناطق أخرى في محور الكتيبة المهجورة بريف إدلب الشرقي، كما كان رصد المرصد السوري خروقات تمثلت باستهداف قوات النظام بالقذائف الصاروخية مناطق في بلدتي سكيك والتمانعة وقرى أم جلال والفرجة والزرزور الواقعة في الريف الجنوبي الشرقي من إدلب بالتزامن مع قصف مدفعي من قبل قوات النظام استهدفت قرية مرعند بريف جسر الشغور، تأتي هذه الخروقات، وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل العاملة في ريف حماة الشمالي الشرقي من جهة أخرى، في محيط تل بزام الواقع في الريف الشمالي الشرقي من حماة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في محيط بلدات كفرزيتا ومورك واللطامنة وقريتي الزكاة وحصرايا، ضمن المنطقة منزوعة السلاح في الريف الشمالي لحماة، ومناطق أخرى في محيط بلدة عطشان الواقعة في الريف الشمالي الشرقي من ريف حماة، فيما رصد المرصد السوري إسقاط الفصائل لطائرة استطلاع لقوات النظام في أجواء منطقة اللطامنة، كذلك شهد محيط الكتيبة المهجورة الواقعة في الريف الشرقي من إدلب فجر اليوم، تبادلاً للاستهدافات بالرشاشات الثقيلة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل العاملة في المنطقة من جهة أخرى، إضافة لاستهداف بالقذائف والرشاشات الثقيلة بعد منتصف ليل السبت – الأحد على أماكن في محيط بلدتي مورك واللطامنة بريف حماة الشمالي، كذلك سقطت 4 قذائف على الأقل، أطلقتها الفصائل على أماكن في منطقتي الصفافية وخربة دامس الخاضعتين لسيطرة قوات النظام في الريف الحموي، دون معلومات عن تسببها بخسائر بشرية حتى اللحظة، فيما سقطت قذائف بعد منتصف ليل أمس على مناطق في حي حلب الجديدة بالقسم الغربي من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أنه استكملت الهدنة الروسية – التركية، شهرها الرابع على التوالي، منذ المباشرة بتطبيقها في الـ 15 من آب / أغسطس من العام الجاري 2018، في محافظات حلب وحماة وإدلب واللاذقية، ضمن مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية والفصائل “الجهادية” ومناطق سيطرة النظام القريبة منها، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط خسائر بشرية كبيرة، جراء الخروقات الكبيرة التي شهدتها هذه المناطق للهدن التي تنصل ضامنوها من ضماناتهم، بوقف القصف والأعمال القتالية، فتحولت من هدنة، إلى حاجز لإيقاف العملية العسكرية ضد محافظة إدلب، ومناطق سيطرة الفصائل في المحافظات المتاخمة لها، وما عزز ذلك هو الاتفاق في الـ 17 من سبتمبر الفائت من العام الجاري 2018، بين الرئيس الروسي فلاديمير والتركي رجب طيب أردوغان، والذي أقيمت بموجبه منطقة منزوعة السلاح ممتدة من جبال اللاذقية الشمالية مروراً بسهل الغاب وريف إدلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي وريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي وريفي حماة الشمالي الشرقي وريف حلب الجنوبي وصولاً لشمال غرب مدينة حلب وضواحيها والقسم الغربي من المدينة، إلا أن الاتفاقين اللذين استكمل أحدهما 4 أشهر والآخر 3 أشهر، لم يشهدا الهدوء المأمول، بل حتى لجأ “الجهاديون” لفرض بقائهم في المنطقة منزوعة السلاح التي يسيطرون على أكثر من 70% منها، بل كذلك لجأوا إلى الالتفاف حول اتفاق سحب السلاح الثقيل، عبر دفنه في خنادق أقيمت لها ضمن المنطقة منزوعة السلاح.
الأشهر الأربعة لسريان الهدنة الروسية – التركية، في المحافظات الأربع، شهدت سقوط خسائر بشرية كبيرة حيث وثق المرصد السوري استشهاد 84 مواطناً بينهم 33 طفلاً و17 مواطناً، جراء القصف الجوي والبري، هم 17 مواطناً بينهم 7 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في قصف للطائرات الحربية الروسية، والشهداء جميعهم قضوا في محافظات إدلب وحماة وحلب، غالبيتهم الساحقة في إدلب وحماة، كما وثق 3 مواطنين بينهم طفلان استشهدوا في قصف للطائرات المروحية التابعة للنظام بالبراميل المتفجرة، و47 مواطناً بينهم 18 طفلاً و8 مواطنات استشهدوا في القصف من قبل قوات النظام بالقذائف الصاروخية والمدفعية، وعلى مناطق سريان الهدنة التركية – الروسية في إدلب وحماة وحلب، و17 مواطناً بينهم 6 أطفال و5 مواطنات، استشهد جراء سقوط قذائف أطلقها فصيل أنصار التوحيد على مدينة محردة التي تسيطر عليها قوات النظام في ريف حماة الشمالي الغربي، وسقوط قذائف على مدينة حلب، كما قضى 57 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية جراء القصف الجوي والقصف من قبل قوات النظام على ريفي إدلب وحماة، من ضمنهم 8 مقاتلين “جهاديين” و23 مقاتلاً من جيش العزة قضوا خلال الكمائن والاشتباكات، ونحو 60 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
ومن ضمن الشهداء والقتلى منذ تطبيق سريان الهدنة، وثق المرصد السوري تعداد من استشهد وقضى وقتل في فترة تطبيق اتفاق بوتين – أردوغان للمنطقة منزوعة السلاح وهم 35 مدنياً بينهم 13 طفلاً و6 مواطنات استشهدوا في قصف من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها واستهدافات نارية ومن ضمنهم 3 استشهدوا بسقوط قذائف أطلقتها الفصائل، و50 مقاتلاً قضوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح منذ اتفاق بوتين – أردوغان، من ضمنهم 8 مقاتلين “جهاديين” و23 مقاتلاً من جيش العزة قضوا خلال الكمائن والاشتباكات بينهم قيادي على الأقل، قضوا في كمائن وهجمات لقوات النظام بريف حماة الشمالي، و54 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات قصف بنحو 350 غارة وبرميل متفجر، نفذتها الطائرات الحربية الروسية والطائرات المروحية التابعة للنظام، حيث نفذت الطائرات الحربية نحو 140 غارة على الأقل استهدفت كما ألقت مروحيات النظام نحو 210 براميل متفجرة، وسط قصف بآلاف القذائف الصاروخية والمدفعية وقذائف الدبابات والهاون، على المناطق الحالية لسريان الهدنة التركية – الروسية، الأمر الذي تسبب في مزيد من الدمار في ممتلكات المواطنين والبنى التحتية، فضلاً عن إصابة عشرات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، ونزوح عشرات آلاف المواطنين من ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، ومن سهل الغاب ومنطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، ومناطق أخرى من شمال حماة، نحو ريف إدلب الشمالي ومنطقة عفرين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من ريف حماة، وريف حلب الغربي، وإلى مناطق قريبة من الحدود السورية – التركية،
كذلك كان المرصد السوري رصد في الأسابيع الأولى من تطبيق الهدنة الروسية – التركية، تصاعداً في وتيرة تحضيرات النظام بشكل أكبر، لبدء معركة إدلب الكبرى، إذ علم المرصد السوري من مصادر متقاطعة، أن قوات النظام حشدت غالبية قواتها التي خاضت معارك سابقة ضد الفصائل وتنظيم “الدولة الإسلامية”، ونقلتها إلى خطوط التماس وجبهات القتال في أرياف إدلب وحماة واللاذقية وحلب، بغية كسب ورقة رابحة في المعركة، التي حشدت لها أكثر من 2000 مدرعة، واستدعت لذلك عشرات آلاف العناصر من قواتها والمسلحين الموالين لها، مع استدعاء ضباطها وقادة عملياتها وعلى رأسهم العميد في قواتها سهيل الحسن والمعروف بلقب “النمر”، فيما اتبعت قوات النظام تكتيك القصف المتبعثر، عبر نقل محور القصف بين اليوم والآخر، وتركيز القصف في كل مرة على منطقة دون الأخرى، لتشتيت المقاتلين في الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني والفصائل العاملة في مناطق سيطرة الفصائل، شمال وشرق وغرب خط التماس بين قوات النظام والفصائل الممتد من جبال اللاذقية الشمالية وصولاً لريف حلب الجنوبي مروراً بسهل الغاب وريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، فيما شهدت مناطق سيطرة الفصائل من الفصائل المقاتلة والإسلامية والجبهة الوطنية للتحرير والحزب الإسلامي التركستاني وهيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين، تحضراً هي الأخرى لمواجهة هذه الحشود الكبيرة في حال انطلقت المعركة، فعمدت لحفر الأنفاق والخنادق وتقوية نقاط تمركزها، وزيادة محارسها وأعداد مقاتليها على الجبهات.