«بان كي مون» يؤكّد مقتل 500 شخص خلال شهر واحد في حلب
تجدد امس الجمعة سريان هدنة في مدينة حلب السورية لليوم الثاني على التوالي التي اعلنتها روسيا بهدف اجلاء مقاتلين ومدنيين راغبين بمغادرة الاحياء الشرقية، في وقت لم يسجل المرصد السوري لحقوق الانسان اي حركة على المعابر.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «لا حركة على المعابر من الاحياء الشرقية ولم يسجل خروج اي من السكان او المقاتلين حتى الان».
وفي الجهة الغربية تحت سيطرة قوات النظام من معبر سوق الهال، المخصص لخروج المقاتلين ومن يرغب من المدنيين، قال مصور لفرانس برس موجود في المكان إنه لم تسجل اي حركة خروج عبر المعبر منذ امس الجمعة ، موعد بدء سريان الهدنة، لافتا الى ان عناصر من الجيش السوري والامن كانوا متواجدين في المكان.
وتسري هدنة انسانية امس الاول الخميس التي اعلنت عنها روسيا من جانب واحد من دون ان تحقق حتى الآن هدفها بإجلاء مقاتلين ومدنيين راغبين بمغادرة الاحياء الشرقية، بعد تحديدها ثماني ممرات انسانية لذلك.
واقتصرت حركة المغادرة امس الاول الخميس على خروج ثمانية اشخاص عبر معبر سوق الهال الواقع بين حي بستان القصر من الجهة الشرقية (تحت سيطرة المعارضة) وحي المشارقة من الجهة الغربية (تحت سيطرة النظام).
هذا وشهد المعبر اشتباكات متقطعة وتبادل للقصف المدفعي بعد وقت قصير من بدء الهدنة امس الاول الخميس، وفق ما افاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية والاعلام الرسمي.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس الاول الخميس مقاتلي المعارضة بإعاقة مغادرة المدنيين.
ونقلت وزارة الخارجية انه ابلغ نظيره الاميركي جون كيري خلال اتصال هاتفي ان مقاتلي المعارضة «يخرقون وقف اطلاق النار ويعوقون اجلاء السكان».
وعبرت الامم المتحدة عن املها باجلاء الدفعة الاولى من الجرحى من الاحياء الشرقية بدءا منامس الجمعة .
وقال رئيس مجموعة العمل حول المساعدة الانسانية في سوريا يان ايغلاند في ندوة صحافية امس الاول الخميس في جنيف «نأمل في ان تحصل اولى عمليات الاجلاء الطبية اليوم»، موضحا ان الامم المتحدة حصلت على موافقة روسيا والنظام السوري و»مجموعات مسلحة في المعارضة».
وامل ان تستمر الهدنة لفترة اطول ليتم نقل المساعدة الانسانية الى شرق حلب.
ووصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والفصائل المعارضة في حلب، مبادرة الامم المتحدة بـ»القاصرة».
وقال الطرفان في بيان مشترك امس الاول الخميس انهما يشددان على أن «المبادرة المطروحة من الأمم المتحدة لم تتضمن دخول أي مساعدات إنسانية، واقتصرت على إخراج حالات حرجة مع مرافقين، وسط ضغوط أمنية وعسكرية وإعلامية» من روسيا والنظام السوري.
وقالت ان ذلك «يجعل المبادرة قاصرة، وتساهم في إخلاء المدينة بدلا من تثبيت أهلها في مناطقهم»، منتقدة تحول الامم المتحدة الى «أداة في يد روسيا».
وفي الشأن ذاته دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة امس الاول الخميس النتائج «الرهيبة» للقصف الذي شنته روسيا والنظام السوري على الاحياء الشرقية في حلب وأدى بحسب قوله الى مقتل نحو 500 شخص واصابة ألفين آخرين منذ 23 أيلول.
وقال بان كي مون في جلسة غير رسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة مخصصة لحلب إن ربع القتلى هم من الأطفال، وإن الطعام يندر في المنطقة المحاصرة من المدينة.
ولم تدخل أي قافلة للأمم المتحدة الى هذا الجزء من المدينة منذ 7 تموز ، «وفي هذه الظروف التي ترقى الى العصور الوسطى، بات الأكثر عرضة للخطر هم أولئك الذين يعانون أشد المعاناة» بحسب ما شرح بان.
وأردف أن «الجوع استخدم كسلاح» في ذلك الهجوم، مشيرا الى ان «الحصص الغذائية (هناك) ستنفد في نهاية هذا الشهر».
ورحب بان كي مون بالهدنة التي أعلنتها روسيا ويفترض أن تسمح بإجلاء الجرحى والمرضى ابتداء من امس الجمعة، معتبرا أن هذا «أقل شيء» يمكن فعله.
وطالب بتأمين «وصول المساعدات الإنسانية بالكامل إلى الجزء الشرقي من حلب».
وقال للسفراء المجتمعين «ألم نتعلم شيئا من سربرينيتسا ورواندا؟»، مضيفا «متى سيتحد المجتمع الدولي لوضع حد لهذه المجزرة؟».
وعقد هذا الاجتماع بمبادرة من كندا وبدعم من 71 دولة، بعد أن فشل مجلس الأمن في استصدار قرار لوقف قصف روسيا والنظام السوري على حلب.
وقد وقعت هذه البلدان الـ72 من بين الدول الـ193 الاعضاء في الامم المتحدة رسالة وجهتها إلى بان، وطلبت منه بأن تبحث الجمعية العامة في الأزمة الإنسانية في سوريا.
أما روسيا والصين، فضلا عن العديد من البلدان الأفريقية وأربعة آخرين من أعضاء المجلس (أنغولا والسنغال واليابان وفنزويلا) فلم توقع على الرسالة.
وقال وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون امام الجمعية العامة «إن معاناة السوريين لا تنتظر. يجب علينا التصرف الآن».
وأضاف أن «نظام (الرئيس بشار الأسد) والقوى التي تدعمه، وبخاصة روسيا، ملزمون بوقف الضربات ضد المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية في ظروف جيدة».
واعتبر أن هدنة إنسانية قصيرة «تم إعلانها أحاديا، من دون سابق إنذار وبلا معايير واضحة، لا تسمح (بإجراء) عمليات الانقاذ اللازمة».
واستنكر ديون «عدم قدرة مجلس الأمن على الاضطلاع بمسؤولياته»، مطالبا إياه بـ»قرار قوي لوضع حد للعنف وحمام الدم».
أما السفير الروسي فيتالي تشوركين فعبر عن «حيرته»، وقال إن بان كي مون «لم يقل كلمة واحدة حول المنظمات الإرهابية، كما لو أن الكارثة التي حلت بسوريا سببها الإعصار الذي ضرب هايتي».
وردت السفيرة الأميركية سامانثا باور قائلة إن «الإرهابيين ليسوا هم من يسقطون قنابل على المستشفيات ومنازل المدنيين في شرق حلب ،، إنه نظام الأسد وروسيا». ويعيش 250 ألف شخص في شرق حلب في ظروف إنسانية صعبة، في ظل تعذر إدخال المواد الغذائية والادوية والمساعدات منذ ثلاثة أشهر.
المصدر : الصباح الجديد