بعد أقل من 24 ساعة على حصارهم… عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” ينسحبون من دابق الاستراتيجية

34

تمكنت الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعومة بطائرات ودبابات تركية من السيطرة على بلدة دابق، التي تعد الأهم دينياً لتنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد أقل من 24 ساعة على بدء هجوم عنيف نفذته الفصائل هذه على بلدة دابق وبلدات وقرى بمحيطها، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن السيطرة جرت على البلدة بعد انسحاب عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” منها، عقب انسحابهم من بلدتي احتيملات وصوران اعزاز وتوجههم إلى مناطق أخرى يسيطرون عليها في ريف حلب الشمالي الشرقي، في حين تجري عمليات تمشيط للبلدة من قبل الفصائل، التي كانت تشكل رمزية دينية لتنظيم “الدولة الإسلامية” وسعى بكل الوسائل للمحافظة على سيطرته عليها، عبر إرسال مئات المقاتلين مؤخراً إليها من “جيش العسرة”، وكانت الفصائل أمس تمكنت من التقدم في المنطقة الواقعة بين أخترين ومارع متمكنة بذلك من محاصرة التنظيم وقطع خطوط الإمداد بين دابق وصوران اعزاز، وبين بقية المناطق التي يسيطر عليها التنظيم بريف حلب الشمالي الشرقي.

 

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس الأول الجمعة، أن نشطاءه رصدوا خلال الأيام الفائتة إرسال تنظيم “الدولة الإسلامية” لأكثر من 1200 من عناصره، بعضهم قام التنظيم بسحبهم من جبهات حمص وجبهات مع قوات سوريا الديمقراطية، وأرسلهم إلى جبهة دابق ذات الأهمية الدينية، ومن ضمنهم نحو 1000 مقاتل استقدمهم التنظيم من خارج سوريا، وقدموا إلى الرقة ومن ثم توجهوا إلى دابق، التي تشهد القرى القريبة منها عمليات كر وفر بين الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعمة بالدبابات والطائرات التركية من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، سيطرت فيها الفصائل على قرى قريبة من داعش وباتت في أقرب نقطة على بعد نحو كيلومترين ونصف من دابق، في تحضير لبدء الهجوم على البلدة من أكثر من محور بعد تأمينها محوري تركمان بارح ودويبق، ومحاولة استعادة السيطرة على احتيملات التي خسرتها بعد هجوم معاكس للتنظيم، حيث قضى وقتل عشرات المقاتلين والعناصر من الجانبين، فيما أصيب عشرات آخرون بجراح، خلال الاشتباكات المستمرة في المنطقة.

 

كما يشار إلى أن تنظيم “الدولة الإسلامية” سيطر على دابق في الـ 13 من شهر آب / أغسطس من العام 2014، عقب اشتباكات مع مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، في معركة أطلق عليها التنظيم حينها تسمية “الثأر للعفيفات”، حيث شحذ تنظيم “الدولة الإسلامية” حينها همم مقاتليه وجيَّش عواطفهم، مدعياً أن هذه المعركة هي ثأر ” للأخوات”، اللواتي اعتدي عليهن و”اغتصبن” من  قبل مقاتلي الكتائب في مدينة حلب وبلدة تل رفعت، واللواتي لا يزلن معتقلات لدى هذه الكتائب، وشحذ التنظيم همم مقاتليه وعناصره” لـ “معركة دينية فاصلة” في دابق، وطلب منهم ” الثبات والإقدام” في الاشتباكات.