بعد أن ضاقوا ذرعاً من وجودهم.. انتفاضة شعبية محتملة لأهالي وسكان دير الزور بوجه الميليشيات التابعة لإيران
بالصوت والصورة.. مواطنون سوريون يتحدثون عبر المرصد السوري عن استياءهم الكبير من وجود الميليشيات التابعة لإيران بدير الزور
لم يكن دخول الميليشيات التابعة لإيران إلى مدن وبلدات وقرى بمحافظة دير الزور السورية في أواخر العام 2017، لمصلحة المدنيين هناك إطلاقاً، بل جاء لتحقيق مكاسب ومطامع شخصية أبرزها طريق طريق طهران-بيروت الذي قاتل لأجله قاسم سليماني قبل اغتياله، ومنذ السيطرة وإلى يومنا هذا، اتضحت معالم هذه المطامع، من السيطرة على المعابر الغير شرعية والتغلغل بالنسيج السوري، وعاثت الميليشيات فساداً في منطقة غرب الفرات بدير الزور، فاستباحات أملاك المواطنين وهجرتهم وسرقة أراضيهم واستولت على منازلهم وأقامت فيها وحولت الكثير منها لمقرات عسكرية ومستودعات للسلاح.
كل ما سبق خلق تدريجياً استياءًا كبيراً لدى سكان وأهالي تلك المناطق، ومن متابعات المرصد السوري لحقوق الإنسان، المستمرة بهذا الصدد، فإن الأحداث الأخيرة التي شهدتها دير الزور خلال الأسابيع الفائتة، أشعلت استياء شعبي كبير غير مسبوق للمدنيين من وجود الميليشيات التابعة لإيران بالمحافظة، أي كما يقول المثل “بلغ السيل الزبى”، وضاق الأهالي ذرعاً بوجود الميليشيات.
ومن الممكن أن يكسر حاجز الخوف بأي لحظة وقد نشهد انتفاضة شعبية بوجه الميليشيات، فالحركات السرية الرافضة لها كُثرت بالآونة الأخيرة، ففي 6 نيسان/أبريل الجاري على سبيل المثال أشار المرصد السوري إلى أن مجموعة تطلق على نفسها “ثوار البوكمال، ألصقت مناشير ورقية، على عواميد الكهرباء، تهدد خلالها الميليشيات الإيرانية وقادات الصف الأول فيها، وتدعوهم لمغادرة مدينة البوكمال، منوهين إلى أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني دمرت العراق وهي تتغلغل في سوريا ولن يقفوا مكتوفين.
ومن متابعات نشطاء المرصد السوري على الأرض، فقد رصدنا الاستياء الغير مسبوق لدى الأهالي من الميليشيات، وفيما يلي يستعرض المرصد السوري مقابلات مصورة وأخرى مكتوبة لمدنيين سوريين رافضين لوجود الميليشيات التابعة لإيران وعبروا عن استيائهم مطالبين بخروجهم من مناطقهم ومن عموم الأراضي السورية.
حيث يقول “ج.س” وهو أستاذ جامعي متقاعد من أهالي وسكان مدينة دير الزور، تحفظ عن ذكر معلومات أخرى عنه خشية على حياته وملاحقته من قبل الميليشيات، يقول في حديثه لنشطاء المرصد السوري: “منذ سنوات ونحن نعاني من سطوة الميليشيات الإيرانية على حياتنا، دائماً ما يتملكنا الخوف من وجودهم وكأنما قدرنا محكوم بالدواعش وبهم، أقطن بمكان ليس ببعيد عن مكان الانفجار الذي ضرب مستودع سلاح للميليشيات في حي الحميدية السكني بمدينة دير الزور، كلنا كنا نعلم أن هذا المستودع هو مستودع يضم مواد غذائية وتفاجئنا عند الانفجار، سئمنا من وجودهم بيننا، تحملنا الكثير وأرى أن وقت الانتفاضة الشعبية في وجههم قد حان لأن هذا ما يتم تداوله بالمحيط لدينا وإن كان بالخفية الآن، لكن الانتفاضة الشعبية باتت قريبة، لذا يجب عليهم الخروج من مناطقنا بأسرع وقت قبل أن يثور عليهم الشعب”.
“م.ف”، ربة منزل من أبناء مدينة البوكمال، لديها 3 أولاد وتعيش في المدينة، تحدثت لنشطاء المرصد السوري حول معاناة الأهالي من وجود الميليشيات التابعة لإيران بالبوكمال والمنطقة عموماً قائلة: “ننتظر بفارغ الصبر اليوم الذي نصحى به ونرى منطقتنا خالية كلياً من الميليشيات بعد أن عاثوا فساداً بأملاكنا واستحلوا أراضينا ومنازلنا، وباتت الكلمة العليا لهم في المنطقة، فنشاهد الباكستانين والأفغان والعراقيين واللبنانيين والإيرانيين لدينا، ماذا يفعلوا لدينا هؤلاء، نريد منهم المغادرة بالحال لكي نعيش بسلام بعيداً عن هاجس الخوف من الاستهدافات التي تتم بسببهم، في السابق تنظيم “الدولة الإسلامية” وبعدها الميليشيات، لقد تعبنا بالفعل وآن لنا أن نعيش بسلام.”
وتقول أم أحمد وهي مهجرة من منطقة الميادين بفعل الميليشيات الإيرانية، وأم لخمسة أولاد، في حديث مصور للمرصد السوري ” لم يبقى لدينا أمان إطلاقاً مع وجود الميليشيات الإيرانية، فالقصف مستمر عليهم وهم -أي الميليشيات- يستحلون منازل المدنيين ويحولنها إلى مقرات عسكرية ومستودعات للسلاح، لم نعد قادرين على البقاء في منازلنا حتى النوم حُرمنا منه، وقد سئمنا من المليشيات ونطالب بالأمان وإخراج المليشيات التابعة لإيران من منطقتنا ومن كافة الأراضي السورية، نريد أن نعيش براحة وسلامة”.
عبد الكريم شاب من البوكمال هُجر من منطقته بفعل الميليشيات التابعة لإيران، وفقد عمله هناك بفعلهم أيضاً، يقول في حديث مصور للمرصد السوري: “الميليشيات الإيرانية استحلوا منازلنا وحولوها إلى مقرات عسكرية ووضعوا السلاح فيها، كيف لنا أن نبقى هناك وهم متواجدين نحن فقدنا الأمان، ونطالب بإخراجهم وطردهم من بلادنا لنعود لمناطقنا، الميليشيات الإيرانية مارسوا الانتهاكات وهتكوا الأعراض ونشروا السلاح والفساد والمخدرات بكل مكان، وحان الوقت لإخراجهم من بلادنا، وطيلة وجود الميليشيات في مناطقنا لن نعود إليها، نلجأ للخيام والجبال أهون لنا من أن نعود لمكان فيه ميليشيات تابعة لإيران.”
يذكر أن الميليشيات التابعة لإيران يقدر عدد أفرادها في دير الزور بمنطقة غرب الفرات بما يزيد عن 20 ألف مقاتل، جلهم من جنسيات غير سورية، كالإيرانية والعراقية واللبنانية والأفغانية والباكستانية، وينتشرون بالمدن الرئيسية والبلدات وقرى التابعة لها.
وعليه إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يجدد مطالبته بالعمل الجاد على إخراج الميليشيات التابعة لإيران من عموم الأراضي السورية، بشتى الطرق والوسائل الممكنة، شريطة ألا تهدد تلك الوسائل حياة المدنيين وتلحق الضرر بالممتلكات العامة التي هي لأبناء الشعب السوري، كما يدعو المرصد السوري المدنيين إلى كسر حاجز الخوف والتصدي لممارسات الميليشيات في دير الزور.