بعد إخراج عشرات ملايين الدولارات عقب تسليم الغوطة الشرقية….جيش الإسلام يلجأ لغسيل أمواله في عفرين وشمال سوريا عبر مشاريع متنوعة
حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر عن قيام جيش الإسلام، بمحاولة غسيل أمواله التي خرج بها من غوطة دمشق الشرقية، عبر إنشاء مشاريع مختلفة، في منطقة عفرين والشمال السوري، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن العشرات من أبناء غوطة دمشق الشرقية المهجرين إلى الشمال السوري، شوهدوا وهم يعملون في مشاريع إنتاجية، وعند الاستفسار منهم، أرجأوا الموضوع إلى جيش الإسلام وقائد عصام البويضاني، حيث أكدت المصادر الموثوقة، أن جيش الإسلام وبعد خروجه من غوطة دمشق الشرقية، ومعه عشرات ملايين الدولارات، عمد لإقامة مشاريع مختلفة في الشمال السوري، ورصد المرصد السوري أن هذه المشاريع يكون فيها مدنيون مهجرون من الغوطة في الواجهة، بتمويل من قيادة جيش الإسلام، وأولى هذه المشاريع هي أرض واسعة تحتوي على أغنام وأبقار وإبل وحتى الخيول العربية الأصيلة، إذ يبلغ سعر الواحدة من الأخيرة أكثر من 15 ألف دولار، كما عمد جيش الإسلام لافتتاح معملين للأجبان والألبان، قرب بلدة بزاعة في القطاع الشمالي الشرقي من ريف محافظة حلب، بالإضافة لمعمل لتنقية وتصفية مياه الشرب، في منطقة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي.
المرصد السوري لحقوق الإنسان علم من المصادر الموثوقة أنه بالإضافة لعمليات فتح المعامل والمصانع وشراء الأراضي، فقد عمد جيش الإسلام لشراء 100 ألف تنكة من زيت الزيتون من مزارعي عفرين، بنصف قيمتها، حيث ـجبر جيش الإسلام المزراعين على بيع التنكة الواحد بقيمة 8500 ليرة سورية في حين يبلغ ثمن الواحد منها 16 ألف ليرة سورية، وجرت عملية الشراء من سكان منطقة معبطلي التي يقطنها غالبية من المواطنين الكرد من أبناء الطائفة العلوية، وأكدت المصادر أن المعترضين على قثرار البيع بالسعر الذي حدده جيش الإسلام عبر أذرعه العسكرية والاقتصادية، تعرض لانتهاكات حيث عمد جيش الإسلام لاعتقال أحد الرافضين وزجه منذ 5 أسابيع في سجن البستان الذي يشبه سجن التوبة الذي كان افتتحه جيش الإسلام في الغوطة الشرقية، ويعمد لسجن معارضيه والمعترضين على قراراته، حيث جرى اعتقال ابن أحد المزارعين الرافضين للاتفاق وتلفيق تهمة له “التعاون مع القوات الكردية والانتماء لها”، وفرض جيش الإسلام شرطاً للإفراج عنه وهو الحصول على نحو 45% من إنتاج المزرعة التي يملكها والد المعتقل، كذلك علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جيش الإسلام كرر العملية مع شخص آخر، وعمد لاعتقال ابنته البالغة من العمر 17 عاماً، حيث اعتقلها لمدة 8 أيام ومن ثم أفرج عنها، وأكدت المصادر الأهلية أن الإفراج لم يكن بسبب تقديم الأب لتنازلات لجيش الإسلام، وإنما بسبب اعتداء أحد العناصر على الفتاة جسدياً و”اغتصابها”، فحاول جيش الإسلام استيعاب الموقف والتوضيح لوالدها بأنه عمل فردي، إلا أن الأب لم يتقبل الأمر وأمعن جيش الإسلام في إذلال الرجل بمحاولة لإقناعه بتزويج ابنته للمعتدي، لحين تمكن الرجل مع عائلته من الفرار من عفرين إلى منطقة منبج، ليعمد جيش الإسلام للسيطرة على منزل المواطن المهجَّر والاستيلاء على مزرعته وممتلكاته بذريعة “تعاملهم مع القوات الكردية”.
وكان المرصد السوري نشر في الـ 24 من أكتوبر الفائت أنه حصل على معلومات من مصادر موثوقة أكدت للمرصد السوري أن جيش الإسلام الذي عاود هيكلة صفوفه وإقامة مقار عسكرية له في الشمال السوري، بعد خروج الآلاف من قادته وعناصر من الغوطة الشرقية قبل أشهر ضمن حملة تهجير بعد اتفاق بينه وبين قوات النظام والروس، عمد إلى شراء كميات جديدة من الأسلحة والذخائر، وأكدت المصادر للمرصد السوري أن جيش الإسلام اشترى خلال الأيام الأخيرة في منطقة الباب بالقطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، أسلحة خفيفة وذخائر متنوعة، من فصيل ينحدر معظم مقاتليه من محافظة دير الزور، ويعمل ضمن قوات عملية “درع الفرات”، حيث تأتي هذه التحركات الجديدة لجيش الإسلام، بعد المستجدات في وضعه والتي نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 9 من أيلول / سبتمبر الفائت من العام الجاري 2018، والتي تقوم على إعادة إحياء جيش الإسلام لتواجده ضمن الأراضي السورية بشكل عسكري منظم، بعد أن عمد لشراء أسلحة وتأسيس مقرات في الشمال السوري، عقب وصوله على متن حافلات التهجير التي حملت الآلاف من عناصر جيش الإسلام وقادته وعوائلهم والمدنيين المتواجدين ضمن مناطق سيطرتهم السابقة في غوطة دمشق الشرقية، وأفادت المعلومات الواردة إلى المرصد االسوري، أن جيش الإسلام استلم نقاط تماس مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، وبلغ تعداد النقاط أكثر من 10 نقاط، في منطقة تادف ومحيطها، عقب اجتماع جرى بين قيادة جيش الإسلام وقيادة أحرار الشرقية، حول طلب الأول باستلام نقاط الرباط، ليعمد بعد موافقة تجمع أحرار الشرقية، على تحصين النقاط ونشر مقاتليه فيها، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان حصل في الثالث من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أكدت أن جيش الإسلام الذي كان عاملاً في غوطة دمشق الشرقية، وخرج منها بعد اتفاق بينه وبين قوات النظام والروس، على متن مئات الحافلات التي حملت آلاف المهجرين من مقاتلين ومدنيين وعوائلهما، إلى الشمال السوري، عمد إلى فتح مقر كبير له في مدينة عفرين، الواقعة تحت سيطرة قوات عملية “غصن الزيتون”، المدعومة تركيا، حيث أكدت المصادر أن جيش الإسلام عمد لتحويل المبنى الذي استولى عليه إلى مقار عسكرية وعمد لنشر مقاتلين وحرس في محيط المبنى الكبير، فيما يأتي ذلك في إطار عملية إعادة إحياء جيش الإسلام لنفسه بعد خسارته لوجوده بالكامل في الغوطة الشرقية قبل أشهر، بعد عملية عسكرية انتهت باتفاق تهجير و”مصالحة”
كما أن المرصد السوري كان رصد في مطلع آب / أغسطس الفائت من العام الجاري 2018، بدء جيش الإسلام العمل على إعادة تنظيم صفوفه، وإحياء نفسه من رماد التهجير، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام جيش الإسلام في منطقة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، ببناء مهاجع ومقار عسكرية ومعسكرات، بعد استئجاره لمساحات واسعة من الأراضي في المنطقة، وتزامن تحضير المقار والمهاجع والمعسكرات، مع شراء جيش الإسلام لكميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بالإضافة لشراء رشاشات ثقيلة وعشرات الآليات، ضمن عملية إعادة ضبط وتجهيز صفوف قواته، كذلك فإن المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن جيش الإسلام اتبع خطوة متزامنة مع ذلك، تمثلت بتوزيع 50 دولار على مقاتليه، وتوزيع 150 دولار للجرحى من عناصره، بالتزامن مع إرساله دعوات إلى مقاتليه للتحضر والالتحاق بالدورات العسكرية، فور الانتهاء من تجهيز المعسكرات في منطقة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، كما أرسل دعوات للانضمام إلى صفوفه، للمهجرين من غوطة دمشق الشرقية ومن مناطق أخرى من العاصمة دمشق وريفها، أيضاً أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن عملية شراء جيش الأسلحة تمت عبر شرائها من تجمع أحرار الشرقية، الذي ينحدر غالبية مقاتليه من محافظة دير الزور، والذي يعد أحد أهم الفصائل العسكرية المشاركة في العمليات العسكرية في سوريا إلى جانب القوات التركية، كما عمد تجمع أحرار الشرقية إلى منح تلة في منطقة راجو الواقعة في الريف الغربي لمدينة عفرين، لجيش الإسلام، حيث باشر الأخير بعمليات تجهيز معسكر له في هذه المنطقة، إلى جانب قيام أحرار الشرقية، بتوزيع أكثر من 100 من منازل مهجري عفرين، على قادات الصف الثاني والثالث في جيش الإسلام في منطقة عفرين، ضمن المناطق التي يحكم أحرار الشرقية سيرتهم عليها من منطقة عفرين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من ريف حلب.