بعد اغتيال نحو 190 شخصاً…ريف إدلب الشرقي يشهد توتراً متزامناً مع مداهمات واعتقالات من قبل تحرير الشام لـ “خلايا نائمة تابع للتنظيم” في سرمين ومحيطها
محافظة إدلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: يسود توتر في بلدة سرمين وفي بلدات قريبة منها في الريف الشرقي لإدلب، نتيجة العملية الأمنية التي قامت بها هيئة تحرير الشام في المنطقة، ضد “خلايا نائمة” لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن عناصر هيئة تحرير الشام انتشروا في بلدة النيرب وفي منطقة مصيبين، بالتزامن مع انتشارهم داخل بلدة سرمين وتنفيذهم لحملة مداهمات وتفتيش واعتقالات طالت عدة أشخاص، لتندلع على إثره المداهمات هذه اشتباكات بين عناصر تحرير الشام وعناصر من الخلايا النائمة، الأمر الذي دفع أحد عناصر الأخير لتفجير نفسه لمنع القبض عليه من قبل هيئة تحرير الشام، التي اقتادت المعتقلين والأسرى إلى مقار تابعة لها في مناطق أخرى، فيما يسود هدوء حذر مرفقاً بتوتر في البلدات التي شهدت عملية أمنية لهيئة تحرير الشام، بعد سلسلة الاغتيالات التي تعرض لها عشرات المقاتلين والمدنيين
المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أن هيئة تحرير الشام ترجح وجود خلايا تابعة للتنظيم في منطقة سرمين، ووجود أمكنة لتحضير العبوات الناسفة، وأن الإعدامات التي نفذت بحق عناصرها سابقاً كانت في المنطقة القريبة من سرمين، حيث تعمد الهيئة للبحث عنهم، بغية اعتقالهم بعد الفلتان الأمني الواسع والمستمر الذي تشهده محافظة إدلب وريفي حلب الغربي وحماة الشمالي، حيث شهدت المناطق الأخيرة عمليات اغتيال طالت عشرات المدنيين والمقاتلين السوريين وغير السوريين، حيث وثق المرصد السوري 189 عدد الذين من قضوا في ريف إدلب وريفي حلب وحماة، هم 46 مدنياً بينهم 8 أطفال و3 مواطنات، اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و120 مقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و23 مقاتلاً من جنسيات أوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم “الدولة الإسلامية”، كما كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل 6 أيام تمكن هيئة تحرير الشام من اعتقال قيادي منشق في تنظيم “الدولة الإسلامية”، وهو قيادي من الجنسية الأردنية، كان انتقل إلى صفوف التنظيمات الجهادية داخل سوريا قبل نحو 5 سنوات، حيث وردت في الأسابيع الأخيرة معلومات عن اختفائه بعد إعلانه الانشقاق عن التنظيم، بسبب اتهامه للتنظيم بمطالبة الناس بتحكيم شرع الله وعدم تطبيق ذلك على نفسه، وبسبب فساد القضاة والمسؤولين في التنظيم، وعدم حكمهم بشرع الله نتيجة خضوعهم لسلطة الأجهزة الأمنية في التنظيم، وأكدت المصادر أنه جرى اعتقال القيادي في منطقة الدانا بالقطاع الشمالي من ريف إدلب، قرب الحدود السورية – العراقية.
يشار إلى المرصد السوري رصد في الـ 13 من حزيران الجاري، تفجير عرب مفخخة في منطقة معمل الكونسروة، بأطراف مدينة إدلب، حيث يتواجد تجمع لمقاتلين تابعين لهيئة تحرير الشام، في غرب مدينة إدلب، ما تسبب بقتل 6 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين بجراح، وتبنى التفجير حينها مجموعة تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في “ولاية إدلب”، حيث استهدفوا المنطقة بعربة مفخخة تسببت بإحداث دمار كبير، أيام من هجوم هيئة تحرير الشام في ريف سلقين قبل عدة أيام، والذي جرى قتل عدد كبير من عناصر التنظيم العراقيين، وقتلها لـ 22 عنصراً من المسلحين العراقيين المتهمين بانتمائهم لتنظيم “الدولة الإسلامية”، خلال العملية الأمنية في قرية كفرهند بريف مدينة سلقين، فيما تمكنت تحرير الشام من أسر مسلحين آخرين ينحدرون من العائلة ذاتها كذلك قضى 5 عناصر على الأقل من القوة الأمنية لهيئة تحرير الشام، كما كان نشر المرصد السوري صباح يوم الأحد الـ 10 من حزيران / يونيو الجاري، أنه عثر على جثتين اثنتين في مدينة أريحا، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري، فإن جثتين اثنتين يرجح أنهما لعنصرين من هيئة تحرير الشام، جرى إلباسهما اللباس البرتقالي، عثر عليهما مقتولين عند جسر الحديد في مدينة أريحا الواقعة في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، حيث جرى تعليق إحدى الجثتين، كما كُتب على الجثتين عبارة “الدولة الإسلامية ولاية إدلب..جزاءاً ووفاقا”، حيث تأتي عملية القتل هذه عقب ساعات من إعدام تنظيم “الدولة الإسلامية” 3 عناصر من هيئة تحرير الشام، حيث نشر المرصد السوري ليل أمس السبت، أنه رصد قيام تنظيم “الدولة الإسلامية”، بتنفيذ عملية إعدام بحق 3 أشخاص قالت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أنهم من عناصر هيئة تحرير الشام، حيث عمد التنظيم تحت اسم “ولاية إدلب”، بإعدام الأشخاص الثلاثة عبر ذبحهم وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، بعد أن عمد لإلباسهم اللباس البرتقالي، حيث جاءت عملية الإعدام هذه رداً على المداهمة والاشتباك الدامي المرافق لها في قرية كفر هند، بريف مدينة سلقين، في ريف إدلب الشمالي الغربي، والتي استهدفت عناصر سابقين في التنظيم، بتهمة أنهم “خلايا نائمة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية”، بالإضافة لإعدام 6 أشخاص آخرين من قبل هيئة تحرير الشام، بتهمة “الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية وتشكيل خلايا نائمة”