بعد بيان حراس الدين…أنصار الدين تصدر بياناً معارضاً لاتفاق أردوغان – بوتين وتعتبره “وأداً للثورة الشامية وتتويجاً لمسار آستانة المشؤوم”

47

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الفصائل الجهادية والعاملة في محافظة إدلب والشمال السوري والتي تسيطر على نحو 70% من المنطقة الروسية – التركية المقرر إنشاؤها ونزع السلاح منها، رصد استمرارها بإصدار البيانات التي تعارض وترفض الاتفاق الروسي – التركية بإنشاء منطقة مشتركة منزوعة السلاح، الممتدة من جبال اللاذقية وريف حلب الجنوبي الغربي، فبعد بيان الجبهة الوطنية للتحرير الذي رحب بالاتفاق معتبراً إياه “نصراً للدبلوماسية التركية”، وبيان تنظيم حراس الدين الذي اعتبره “تآمراً من قوى الكفر والشر العالمي للقضاء على المشروع الجهادي”، وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان أصدرته جبهة أنصار الدين، معتبرة إياه “وأد للثورة الشامية وتتويجاً لمسار آستانة المشؤومة”، وجاء في البيان:: “”بيان اتفاق سوتشي واستكمال وأد الثورة الشامية، لم يكن الاتفاق الروسي التركي في سوتشي، إلا استكمالاَ وتتويجاً لمسار آستانة المشؤوم والهادف، هو وغيره من المسارات المتعلقة بالثورة الشامية، إلى وأد الثورة وجهاد أهلها المبارك ، عبر  حل استسلامي يمهد له بـ :: واقع ميداني ساهمت في خدعة مناطق خفض التصعيد، بالاستفراد بالمناطق وتصفية الجهاد والثورة فيها، وتقاسم مناطق النفوذ والمصالح بين القوى المحتلة وأدواتها، وواقع سياسي متمثل بكتابة الدستور على أيدي المحتلين وأدواتهم وصولا إلى انتخابات تعيد إنتاج دولة البعث وتشرعن الإحتلال””.

وأضاف البيان:: “”إننا في جبهة أنصار الدين، كنا أكدنا مراراً وتكراراً على رفضنا، لمسار أستانة وغيره، وحذرنا من نتائجها الخطيرة على ثورتنا، وجهادنا وبينا، أن الشمال السوري كونه معقل الثورة الأخير، لن يكون استثناء الأمر الذي يفرض على الجميع خوض معركة وجودية، تتطلب تصحيحاً للمسار واستعادة للقرار، عبر حراك ثوري اجتماعي سياسي وأمني وعسكري يرفض الحلول الاستسلامية، وينقي الصف الثوري من العملاء والمتسلقين ويقاوم المحتلين وأدواتهم حتى نيل إحدى الحسنيين ومهما كانت لوازم هذا الطريق وضريبته فهي لا تقارن بضريبة الذل والاستسلام والإنتقام الذي لم تسلم منه حتى الأجيال القادمة، وبناءاَ عليه فإننا:: نؤكد رفضنا لمخرجات اتفاق سوتشي ونحذر من الركون لوهم التفاهمات الدولية والجريان وراء سراب حلول سياسية ووعود المحتلين أثبت الواقع كذبها وهذا تجلى واضحا في ريف حمص والغوطة والجنوب السوري، وندعو جميع إخواننا ليكونو على قدر المسؤولية في هذه المرحلة الحرجة وأن يتجاوزوا خلافاتهم فالمعركة وجودية وعدونا لا يفرق بيننا فالله الله في ثورتنا وجهادنا ودماء شهدائنا ومعاناة أسرانا ومهجرينا ولتكن صفحة عز جديدة في تاريخ ثورة عظيمة وجهاد مبارك بإذن الله و آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين””.

وكان المرصد السوري نشر أمس أنه رصد تبايناً في المواقف، تجاه الاتفاق الروسي – التركي الذي جرى التوصل إليه، لإنشاء منطقة منزوعة السلاح، تمتد من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي مروراً بريفي إدلب وحماة وصولاً إلى ريف حلب الغربي، ففي خضم ترحيب الجبهة الوطنية للتحرير بالاتفاق والإثناء عليه واعتباره “جهداً كبيراً وانتصاراً واضحاً للدبلوماسية التركية”، سارع تنظيم حراس الدين الذي أحد التنظيمات “الجهادية” العاملة في أرياف إدلب وحماة واللاذقية إلى إظهار موقفه من الاتفاق عبر رفضه التام واعتباره “تآمراً من قوى الكفر والشر العالمي للقضاء على المشروع الجهادي”.

وورد إلى المرصد السوري نسخة من بيان الجبهة الوطنية للتحرير والذي أوردت فيه قائلة:: “”تلقى أهلنا في الشمال السوري بارتياح واسع حصول اتفاق تركي روسي في سوتشي اوقف عدوانا روسيا وشيكا كان سيؤدي إلى أكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث، وإننا في الجبهة الوطنية لنثمن هذا الجهد الكبير والانتصار الواضح للدبلوماسية التركية، التي دافعت عن قضيتنا وجعلتنا جزءاً من أمنها القومي، في الوقت الذي تخاذل فيه المجتمع الدولي عن نصرة الشعب السوري، كما نخص بالشكر السيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على جهده البالغ وعمله الدؤوب لمنع هذه الحرب الظالمة””، وأضاف البيان قائلاً:: “”نعلن في الوقت ذاته عدم ثقتنا بالعدو الروسي الذي ثبت للجميع عدم احترامه لأي تعهدات أو اتفاقيات سابقة ، ونقضه لها في باقي المناطق تباعا وارتكابه لمجازر وجرائم حرب وتهجير قسري ضد أهلنا المدنيين هناك بدعاوى وذرائع واهية، وقد تجلى في المظاهرات الشعبية المتوالية تمسك شعبنا بثورته وثوابته وإصراره على الصمود والثبات، وإننا في الجبهة الوطنية لنؤكد لشعبنا اولا وللعالم أجمع ان اصابعنا ستبقى على الزناد واننا لن نتخلى عن سلاحنا ولا عن أرضنا ولا عن ثورتنا التي بذلنا فيها دماء اغلى احبابنا حتى تحقيق هذه الثورة العظيمة اهدافها وفي مقدمتها إسقاط النظام الدموي وكافة رموزه ونيل شعبنا لحريته وكرامته، كما أننا ومع تعاوننا التام مع الحليف التركي في انجاح مسعاهم لتجنيب المدنيين ويلات الحرب إلا أننا سنبقى حذرين ومتيقظين لأي غدر من طرف الروس والنظام والإيرانيين، خصوصاً مع صدور تصريحات من قبلهم، تدل على أن  هذا الاتفاق مؤقت ولن نسمح لهم بأن يستغلوه لصالحهم عسكرياً وميدانياً، وسوف تتضافر جهودنا مع الجميع لمنع ذلك””.

على صعيد متصل فقد وردت نسخة من بيان تنظيم حراس الدين والذي جاء فيه:: “”تمر ساحة الجهاد في بلاد الشام هذه الأيام، بمرحلة حاسمة وخطيرة، اجتمعت فيها قوى الشر والكفر العالمي، للقضاء على المشروع الجهادي فيها، فوزعوا الأدوار وتقاسموا مناطق النفوذ والسيطرة، حتى أصبح أهل السنة في الشام، كالايتام على موائد اللئام، فبعد انتهائهم من مكرهم الكبار الذي حيدوا فيه مناطق الصراع، ليستفرد النظام والروس والروافض بمناطق أهل السنة منطقة تلو الأخرى، ثم يحصروهم أخيراً في مناطق ضيقة ومحصورة في الشمال. كل ذلك جرى تحت مسمى خفض التصعيد ثم بدأوا بخطوات متتالية بداية بما يسمونه محاربة الإرهاب، وفصل المعارضة المعتدلة عن المعارضة الإرهابية، والمطالبة بالمنطقة العازلة، ونزع السلاح في خطوات مدروسة، للقضاء على هذا الجهاد المبارك””.

وتابع البيان قائلاً:: “”كنا في بيانات لنا سابقة وفي جلستنا مع الفصائل، قد حذرنا من هذا المصير الذي وصلت إليه الساحة، ورفضنا ذلك رفضاً قاطعاً بالسر والإعلان، وحولنا حسب ماعندنا من امكانيات وحسب المستطاع الخروج من هذا الحال ولكن لم نستطيع أن نفعل أكثر مما فعلناه والله المستعان، وإننا في تنظيم حراس الدين، نعلن رفضنا من جديد لهذه المؤامرات، وهذه الخطوات كلها، فنحن نقول بقول قادة الجهاد الأحياء منهم والأموات، إننا لم نجاهد ونحمل السلاح ليزول طاغوت فيحل محله طاغوت آخر وإنما جاهدنا في سبيل الله وليكون الدين كله لله، ونحذر من هذه المؤامرة الكبرى ونذكر بما حصل في البوسنة باتفاقية نزع السلاح فبعد أن سلم المسلمون اسلحتهم قتلهم الصرب تحت أعين قوات الأمم المتحدة واغتصبوا النساء، وإننا ننصح أخواننا المجاهدين في هذه المرحلة الحاسمة والخطيرة بالعودة الى الله ومحاسبة النفس والتوبة الصادقة، ثم اعادة ترتيب ماتبقى من قوة وامكانيات والتعاون على البر والتقوى والبدء بعملية عسكرية على اعداء الدين بما يفسد مخططاتهم ويرد كيدهم في نحرهم، فالمجاهدون ماضون في دربهم لن يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم””، وختم البيان قائلاً:: “” ندعو المجاهدين الصادقين الى عدم التفريط بجهادهم ولا بأرضهم ولا بسلاحهم ولياخذوا حذرهم من مكر عدوهم فلن يقبل منهم الا الانسلاخ من دينهم وجهادهم، وندعو الأخوة الصادقين في كل البلاد الاسلامية للنفير إلى أرض الشام ونصرة أهل الشام، وندعو أصحاب الأموال إلى البذل في سبيل الله ودعم الجهاد الشامي فهذا واجب عليهم نصرة لله ورسوله وللمستضعفين في الأرض، فالشام عقر دار المؤمنين، ونرجو من علمائنا الكرام وشيوخنا الافاضل واصحاب السبق والخبرة والحكمة ممن عركتهم التجارب واختلط الجهاد ومقارعة الطواغيت والكفار بلحمهم ودمهم أن يرشدونا ويرشدوا ابنائهم واخوانهم المجاهدين في هذه المرحلة العصيبة فاننا نستشيرهم ونرفع الامر اليهم فهم أولي  الأمر وأهل الذكر الذين أوجب ربنا الرجوع إليهم وسؤالهم، وقد أوجب الله عليهم القيام بتبليغ وبيان أحكام دينه””.

المرصد السوري نشر قبل أيام قليلة، ما أكدته له مصادر موثوقة، من أن الجهادي المصري أبو اليقظان المصري يعمل على تحريض الفصائل الجهادية الرافضة للاتفاق الروسي – التركي، والذي جرى عقب اجتماع بوتين بأردوغان يوم الاثنين الـ17 من شهر أيلول / سبتمبر الجاري، والذي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، وأبلغت المصادر المرصد السوري أن أبو اليقظان الذي يقود مجموعات العصائب الحمراء، وهي أحد أقسام قوات النخبة في هيئة تحرير الشام، ويتميزون بوضع عصائب حمراء اللون، “أشرطة حمراء”، بات المحرض الأول والرئيسي، ضد هذا الاتفاق، حيث يعمل المصري على التحريض في مجالسه مع قادة أبرز الفصائل “الجهادية” في الشمال السوري، على عدم تسليم سلاحهم، ومجابهة “الكفار الروس والنصيرية”، حيث جرت عدة لقاءات واجتماعات في مجالس بين المصري و”أمراء وقادة” الفصائل “الجهادية”، التي نشر المرصد السوري تقريراً مطولاً يوم أمس الأربعاء، جاء فيه أنه علم من مصادر متقاطعة أن عدة فصائل جهادية رفضت الاتفاق التركي – الروسي الذي جرى عقب اجتماع أردوغان وبوتين يوم أمس الأول الاثنين الـ 17 من شهر أيلول / الجاري، وأبلغت المصادر المرصد السوري أن كل من فصائل ( حراس الدين وأنصار التوحيد وأنصار الدين وأنصار الله وتجمع الفرقان وجند القوقاز) رفقة فصائل جهادية أخرى عاملة ضمن هيئة تحرير الشام، رفضت الانسحاب من خطوط التماس مع قوات النظام الممتدة من جسر الشغور إلى ريف إدلب الشرقي مروراً بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، الفصائل هذه أبدت استعدادها لمجابهة أي طرف يسعى لسحب سلاحها وإجبارها على الانسحاب من نقاطها الواقعة بل على النقيض من ذلك، ستبقى على نقاطها لقتال “الجيش النصيري والكفار الروس”، فيما لم يعلم حتى اللحظة فيما إذا كانت الجبهة الوطنية ستتولى قتال هذه الفصائل وخاصة بعد الشحنات الكبيرة التي أدخلت لها من تركيا على مدار 3 أيام متواصلة بدءاً من العاشر من أيلول الجاري، حيث كانت دخلتها خلال الأيام الثلاث تلك أكثر من 183 شحنة من السلاح.