بعد تحصين مواقعها في رحبة الإشارة قوات النظام تحاول تحقيق تقدم في مزارع محيطة بها

29

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلي جيش الإسلام من طرف آخر، في المزارع المحيطة برحبة الإشارة من الجهة الغربية، قرب بلدة الريحان في غوطة دمشق الشرقية، حيث تحاول قوات النظام التقدم في هذه المزارع، وتوسيع نطاق سيطرتها، وسط قصف مكثف لقوات النظام على مناطق الاشتباك.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 29 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت من العام الجاري، أن قوات النظام تستمر في تحصين مواقعها في رحبة الإشارة والمزارع المحيطة بها، والتي سيطرت عليها قبل 4 أيام، عقب اشتباكات استمرت لأيام، تمكنت فيها قوات النظام من بسط سيطرتها على الرحبة الاستراتيجية، التي تعد أحد التحصينات الهامة لجيش الإسلام، للدفاع عن بلدة الريحان ومدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، فيما استقدمت قوات النظام تعزيزات من عناصرها والمسلحين الموالين لها إلى المنطقة، بعد أن باتت تفصلها عن مدينة دوما نحو 3 كيلومترات، حيث تعد مدينة دوما معقل جيش الإسلام في غوطة دمشق الشرقية.

 

السيطرة هذه أتت بعد نحو 5 أشهر على بدء العمليات العسكرية العنيفة في غوطة دمشق الشرقية، والتي جاءت عقب اغتيال مصطفى بدر الدين القائد العسكري والمسؤول عن قوات حزب الله اللبناني في سوريا، والذي تذرع حزب الله حينها باغتياله “”بقذيفة أطلقتها الفصائل على منطقة تواجده في منطقة مطار دمشق الدولي””، حيث تقدم حزب الله اللبناني مسنوداً بقوات النظام والمسلحين الموالين لها وبتغطية نارية مكثفة، في القطاع الجنوبي لغوطة دمشق الشرقية، متبعاً تكتيك قضم البلدات والمناطق واحدة تلو الاخرى، ومستغلاً الاقتتال الدائر بين جيش الإسلام من طرف، وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط الذي تشكل جبهة النصرة عماده من طرف آخر، والذي اندلع في أواخر نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري، وقضى فيه مئات المقاتلين من الطرفين، بالإضافة لمئات الأسرى والجرحى في صفوفهما، حيث سيطر حزب الله وقوات النظام على كامل القطاع الجنوبي من ضمنها بلدات دير العصافير وزبدين ونولة وبزينة وحرستا القنطرة وحوش الحمصي وحوش الدوير وبالا والركابية والبياض ليتقدم بعدها نحوحوش الفارة وحوش نصري وصولاً إلى رحبة الإشارة عند بلدة الريحان، الأمر الذي تسبب في تضييق الخناق أكثر على مدينة دوما بعد قضم مزيد من المزارع والمناطق الواقعة على بعد نحو 3 كيلومترات إلى الشرق منها، وهذا ما قد يتسبب في اشتباكات عنيفة خلال الأيام القادمة، بين قوات النظام وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من طرف، وجيش الإسلام من طرف آخر، حيث كان المرصد حذر في منتصف أيار / مايو وقبل بدء العملية العسكرية التي اوصلت النظام إلى مسافة 3 كلم عن دوما -معقل جيش الإسلام، كان قد حذر من أن حزب الله اللبناني قام بإقحام قضية مقتل مصطفى بدر الدين القائد العسكري لقواته في سوريا، تمهيداً لعمل عسكري في غوطة دمشق الشرقية، من أجل رفع معنويات جمهوره والقول بأنه رد على “اغتيال” مصطفى بدر الدين.