بعد توطينهم في عفرين وتهجير سكانها…مهجرو عفرين يتعرضون لابتزاز وفرض أتاوات من قبل الفصائل المدعومة من السلطات التركية للتضييق عليهم
يبدو أن فصائل “غصن الزيتون” المدعومة من تركيا والعاملة في مدينة عفرين بالقطاع الشمالي الغربي من ريف حلب، لم تكتفِ من سرقة أملاك وأرزاق أهالي مدينة عفرين، الذين جرى تهجيرهم منها إبان عملية السيطرة على عفرين من قبل هذه الفصائل وتركيا، بل عمدت إلى تضييق الخناق أكثر على قاطني مدينة عفرين، من مهجري الغوطة، وممن جرى توطينهم فيها سابقاً، بإشراف من السلطات التركية، وهذه المرة عبر فرض “أتاوات” على المنازل التي سكنها مهجرو الغوطة الشرقية، وتعود ملكيتها لأهالي عفرين الأصليين الذين هُجروا قسراً منها، حيث علم المرصد السوري أن الفصائل العاملة في مدينة عفرين، بدأت منذ أيام بفرض “آجار” على المنازل التي يقطنها المهجرون الذين قطنوا عفرين من دمشق وريفها ومناطق أخرى، حيث أجبرتهم على دفع مبلغ شهري مقابل إقامتهم في هذه المنازل يتراوح بين الـ 10 إلى 20 ألف ليرة سورية، الأمر الذي أثار استياء مهجري الغوطة وباقي المهجرين الذين جرى توطينهم في مدينة عفرين، وذلك في سلسلة تضييق الخناق أكثر عليهم للدفع بهم إلى مغادرة عفرين إلى مناطق أخرى في الشمال السوري، على غرار الذي جرى في الـ 20 من سبتمبر / أيلول الفائت من العام الجاري 2018.
المرصد السوري كان نشر في الـ 18 من شهر أكتوبر / تشرين الأول الفائت من العام الجاري، أنه علم على معلومات من مصادر موثوقة، أكدت أن مجموعات من القوات التركية وعناصر من فصائل تابعة لقوات عملية “غصن الزيتون” وعناصر من الشرطة الحرة، اقتحمت مخيم المحمدية في منطقة دير بلوط الواقعة بريف مدينة عفرين، في القطاع الشمالي الغربي من ريف محافظة حلب، وأكدت المصادر أن الاقتحام جاء على خلفية إقامة قاطنين في المخيم لأبنية سكنية بشكل غير نظامي ما دفع الأهالي للاحتجاج، وأكدت المصادر للمرصد السوري أن الاعتقال طال أحد قاطني المخيم، وسط استمرار التوتر في المنطقة، كذلك نشر المرصد السوري في الـ 3 من اكتوبر الفائت من العام الجاري، أنه رصد قيام فصيل يعرف باسم “فيلق المجد”، بمحاولة الاستيلاء على 4 منازل في حي المحمودية بمدينة عفرين، والتي يسكنها عوائل مهجرة من مدينة عربين بالغوطة الشرقية، وتم توطينهم في المنازل من قبل “المجلس المحلي لمدينة عفرين”، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن فيلق المجد حاول الاستيلاء على المنازل بالقوة، بغية تحويلها لمقرات له، إلا أن تدخل مجموعة من فصيل السلطان مراد المدعومة تركياً، والشرطة العسكرية حال دون ذلك، الأمر الذي تسبب في استياء، كما كان حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، قبل أيام حول أسلوب مستحدث في عملية التغيير الديموغرافي، أمام أنظار رعاة الاتفاقات وأمام أنظار المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي تتشدق بالحديث عن الدفاع عن حقوق الإنسان في كل مكان في العالم، فقد أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أن قائداً عسكرياً في فيلق الرحمن المهجر من غوطة دمشق الشرقية، أجرى اتفاقاً مع المجلس المحلي في مدينة عفرين، يقوم على أخذ القائد العسكري، لمساحة من أرض جبلية تقع في منطقة بين الباسوطة ومدينة عفرين، على اعتبار أنها “أرض مشاع”، ولا تعود ملكيتها لأحد، ومن ثم منح المهجرين من غوطة دمشق الشرقية مساحة 400 متر، لقاء مقابل مادي قدره 100 دولار، وأكدت المصادر الموثوقة أن الاتفاق جرى بين الجانبين، فيما لم تجرِ إلى الآن أية عملية تسليم للمهجرين.
كذلك نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 20 من أيلول / سبتمبر الفائت من العام الجاري 2018، أن المئات من مهجري الغوطة الشرقية غادروا منطقة عفرين، في القطاع الشمالي من ريف حلب، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن أكثر من 200 عائلة من مهجري الغوطة الشرقية، غادروا مدينة عفرين وريفها، متجهين نحو محافظة إدلب، كما أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن الأسباب التي دفعت المهجرين للنزوح مجدداً نحو محافظة إدلب، هو النقلة الجديدة في التغيير الديموغرافي من قبل فصائل عملية “غصن الزيتون”، حيث تعمد الفصائل للتضييق على قاطني مدينة عفرين من مهجري الغوطة وممن جرى توطينهم فيها سابقاً بإشراف من السلطات التركية، ودفع هؤلاء إلى ترك مساكنهم والنزوح نحو مناطق أخرى، كما تعمد الفصائل إلى طردهم بشكل مباشر، بذريعة استقدام عوائل مقاتلي فصائل عملية “غصن الزيتون” وتوطينهم في المنطقة، كما دعم أسباب النزوح آنفة الذكر، سريان هدوء نسبي في محافظة إدلب، في أعقاب الاتفاق التركي – الروسي القاضي بتشكيل منطقة منزوعة السلاح، المرصد السوري نشر صباح اليوم الخميس الـ 20 من أيلول الجاري، أنه لا تزال موجة عودة النازحين مستمرة في محافظة إدلب ومحيطها، هذه الموجة التي رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان لليوم العاشر على التوالي، من شمال إدلب ومنطقة عفرين نحو مناطق في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي والقطاع الغربي من ريف المحافظة، ومناطق أخرى من ريف حماة الشمالي، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن ما لا يقل عن 20 ألف شخص عادوا من القطاع الشمالي لإدلب ومناطق أخرى من الشمال السوري، إلى مساكنهم التي نزحوا عنها جراء الهجوم البري والجوي بالقذائف المدفعية والصاروخية من قبل قوات النظام والروس، حيث بدأت هذه الأعداد في العودة في الـ 11 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، فيما من المرتقب أن يعود آلاف النازحين عن مدنهم وبلداتهم وقراهم ومنازلهم في المناطق القريبة من خطوط التماس مع النظام خلال الأيام المقبلة، ومع اقتراب موعد تطبيق الاتفاق التركي – الروسي الجديد بخصوص إدلب ومحيطها، أيضاً كان رصد المرصد السوري في الـ 13 من أيلول الفائت، أن توتراً جديد في مدينة عفرين، نتيجة الانتهاكات التي تطال مهجرين من غوطة دمشق الشرقية، من قبل الفصائل العاملة في عملية “غصن الزيتون”، والتي تعمدت بعد توطين المهجرين القادمين من الغوطة الشرقية في المنطقة، إلى ممارسة الانتهاكات والتجاوزات بحقهم، حيث رصد المرصد السوري خلال الساعات الفائتة، قيام فصيل الجبهة الشامية بطرد 15 عائلة مهجرة من غوطة دمشق الشرقية، من منازل جرى توطينهم فيها بمدينة عفرين، من قبل المجلس المحلي في المدينة، وأكدت المصادر أن عملية الطرد جرت من قبل مقاتلين في الجبهة الشامية المنضوية تحت راية عملية “غصن الزيتون”، المدعومة تركياً، والتي تقودها القوات التركية، حيث جرى توطين عائلات مقاتلين يتبعون للجبهة الشامية، في هذه المنازل التي جرى طرد المهجرين منها، فعملية الطرد ليست المرة الأولى التي تجري في مدينة عفرين، فعلى الرغم من قيام القوات التركية بتوطين مهجرين في عفرين وريفها، سواء ضمن منازل المهجرين من سكان عفرين، أو ضمن مخيمات أقيمت في منطقة عفرين، حيث نشر المرصد السوري في الـ 29 من تموز / يوليو الفائت من العام الجاري، أن مناوشات جرت في مدينة عفرين، بين مهجرين من غوطة دمشق الشرقية، وبين عناصر من الشرطة العسكرية، على خلفية طلب الأخيرة في مدينة عفرين، من مهجرين من الغوطة الشرقية جرى توطينهم في وقت سابق، بوجوب ترك منازلهم ومغادرتها، وأكدت المصادر المتقاطعة للمرصد السوري أن العوائل التي طُلب منها الخروج ومغادرة المنازل، رفضت هذه الأوامر من الشرطة العسكرية، ما تسبب بمشادة كلامية تطورت إلى اقتتال وإطلاق نار متبادل بني عناصر الشطرة العسكرية وبين أفراد من هذه العوائل ينتمون لفصيل فيلق الرحمن المهجر من غوطة دمشق الشرقية، كذلك نشر المرصد السوري في الـ 12 من حزيران / يونيو من العام 2018، أن توتراً يسود مدينة عفرين بين حركة إسلامية من جهة، ومهجرين من غوطة دمشق الشرقية من جهة أخرى، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدة مصادر موثوقة، أن حركة أحرار الشام الإسلامية أجبرت 7 عوائل من مهجري الغوطة الشرقية، على إخلاء المنازل التي يقطنونها في مدينة عفرين، حيث جرى طردهم من المنازل تحت تهديد السلاح، مع تحذيرهم من مغبة العودة إلى هذه المنازل، كما أكدت المصادر أنه في حال عودتهم جرى تهديدهم بأنه سيصار إلى “سجنهم بتهمة التعامل مع القوات الكردية”، وأكدت المصادر الموثوقة حينها للمرصد أن سبب هذا الخلاف يعود إلى رفض بعض العوائل السكن في منازل المهجرين من أهالي عفرين على يد القوات التركية وفصائل المعارضة السورية، وقيامهم بالتواصل مع أصحاب المنازل لاستئجارها منهم، والتوقيع على عقود رسمية، الأمر الذي استفز حركة أحرار الشام الإسلامية في مدينة عفرين، لتعمد إلى طرد سكان المنازل القادمين من غوطة دمشق الشرقية ضمن قافلات التهجير، متذرعة بأن المنطقة التي تسيطر عليها هي من “حررتها” وأنها تريد إسكان عوائل مقاتليها في هذه المنازل، وكانت عملية الطرد تلك لعوائل من مهجري غوطة دمشق الشرقية، ممن جرى توطينهم في عفرين، جاءت في أعقاب استياء مهجري العاصمة دمشق وريفها، من الوضع المزري في المناطق التي وصلوا إليها من مخيمات ومنازل جرى توطينهم فيها، نتيجة ما أسموه بسوء المعاملة من قبل مقاتلي الفصائل العاملة في عملية “غصن الزيتون” وقلة المساعدات الغذائية والإنسانية”، إذ كان حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات موثوقة من عدة مصادر متقاطعة، في نهاية أيار / مايو الفائت من العام الجاري 2018، أكدت أن مئات العوائل في الشمال السوري تتحضر للعودة من المناطق التي هجرت إليها، إلى مدنها وبلداتها التي جرى تهجيرها منها، وفي التفاصيل التي وثقها المرصد السوري فإن نحو 400 عائلة من غوطة دمشق الشرقية، ممن وصلوا خلال الأسابيع الفائتة إلى الشمال السوري، تتحضر للعودة إلى مدنها وبلداتها التي هجرتها منها قوات النظام والقوات الروسية خلال الأسابيع المنصرمة، وعدلت هذه العوائل عن فكرة البقاء في الشمال السوري، وفضَّلت العودة نتيجة لما قالت أنه “تجاهل لمأساتهم من قبل المنظمات الإنسانية والأغاثية والطبية، وعدم وجود خدمات مناسبة، والمعاملة السيئة تجاههم من قبل الفصائل المحلية العاملة في الشمال السوري، بالإضافة لإقناعهم من قبل ذويهم بالعودة إلى الغوطة الشرقية بسبب ادعاءات الأخير بان الوضع بات آمناً”