بعد دعوتها لحوار جديد.. هل تنجح روسيا بتحقيق تفاهمات بين الإدارة الذاتية والنظام السوري

20

لم تنجح المحادثات التي جرت بين وفد من “مجلس سورية الديمقراطية” (مسد) (وهو الذراع السياسية لقوات سورية الديمقراطية) وبين النظام السوري، في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث تقول الإدارة الذاتية إنّ التفاهمات العسكرية مع النظام مرتبطة بالتفاهمات مع الجانب الروسي الذي يعتبر طرفا ضامنا لها، حيث تتّهم الإدارة النظامَ بالتهرّب من التزاماته، وعدم قبوله أي تنازلات تؤدي إلى بناء الثقة بين الطرفين، وتفسح المجال للانتقال من التفاهمات العسكرية إلى إطلاق حوار سياسي وطني.

ومؤخرا، أعلنت الإدارة الذاتية استعدادها للدخول في مفاوضاتٍ مع النظام السوري برعاية روسية، بشروط محددة.

وتقول سهام داوود أمينة عامة حزب سورية المستقبل، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن أي مبادرة من هذا القبيل يجب أن تجد قبولا واسعا من قبل كافة الأطراف للبدء بخطوات جادة لحل الأزمة السورية بعد عقد من الزمن وبعد الآلام العسيرة التي عانى منها الشعب السوري من قتل وتهجير وتشريد وفقر واحتلال تركي للأراضي السورية إلى جانب ضياع وتشرذم المعارضة السورية وارتهانها لأجندات خارجية وعدم امتلاكها مشروعا حقيقيا من شأنه أن يجسد تطلعات الشعب السوري في إحداث التغيير الديمقراطي المنشود في سورية.

ولفتت إلى أن موسكو كانت قد دعت أكثر من مرة إلى فتح باب الحوار بين الإدارة الذاتية الديمقراطية والنظام، ولكن الأمر يتوقف على مدى جدية هذه الدعوات ومدى تطبيقها على أرض الواقع مع العلم أن الإدارة الذاتية ومع بداية الحراك الثوري في سورية دعت ولاتزال تدعو إلى الحوار السوري -السوري من أجل حلّ الأزمة، وقد أبدت هذه الإدارة استعدادها للدخول في الحوار والتفاوض مع النظام مع الأخذ بعين الاعتبار المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سورية.. هذه هي وجهة نظرنا كحزب مشارك في الإدارة الذاتية، ومنذ تأسيسه ندعو إلى الحوار السوري- السوري وبناء سورية ديمقراطية تعددية لامركزية تحترم كافة الثقافات والأديان والقوميات والمذاهب والأطياف التي يتكون منها المجتمع السوري وتقف على مسافة واحدة منها جميعا دون إنكار أو إقصاء أو تهميش لها في الحياة السياسية والاجتماعية في سورية، وهدفنا الأساسي هو وحدة الأراضي السورية والحفاظ على سورية موحّدة أرضا وشعبا ونرفض كافة المفاهيم التي تدعو إلى الانفصال والتقسيم وهذه هي استراتيجيتنا الأساسية في عملنا الحزبي، علما أنه وعلى أرض الواقع سورية الآن مقسمة إلا أن النظام لم يتقرب بجدية من هذه النداءات ولايزال يأمل في العودة إلى ما كان عليه قبل أعوام 2011..

وأضافت: لقد كان خطاب لافروف دبلوماسيا إلى حد ما ونأمل أن يلقى هذا الحوار تطبيقا على أرض الواقع وأن لا يبقى ضمن الخطاب الدبلوماسي الذي تنتهجه روسيا ما من شأنه أن يزيد تعقيد الأزمة السورية أكثر فأكثر ويطيل عمرها “.

واستطردت قائلة: ” لربما كانت دعوة لافروف هذه ورقة ضغط على المعارضة السورية من أجل الحصول على تنازلات ومكتسبات أكثر لصالح النظام”.

وبخصوص التفاهم الروسي- الأمريكي في الآونة الأخيرة علّقت محدثتنا بالقول: إنه لم يقتصر على الأزمة السورية فقط وإنّما شمل الكثير من المواضيع الأخرى ولا يوجد تغيير جدي على الساحة السورية وربما كانت هناك تفاهمات بالشأن السوري في الكواليس ولكن لم تظهر بشكل واضح وصريح في الإعلام واقتصرت على آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية ..ونحن كحزب نسعى إلى حل الأزمة السورية عبر الحوار السوري- السوري وفق مقررات الأمم المتحدة ذات الصلة ومنها القرار 2254 وبعيدا عن الحل العسكري الذي يصر عليه النظام.

ومن أجل حل الأزمة وجب وضع حدّ للتدخل التركي وإنهاء احتلاله للأراضي السورية ووقف عمليات التغيير الديمغرافي في مناطق عفرين وتل أبيض ورأس العين و اعزاز وجرابلس والباب .

وعبّرت عن أملها في أن تشهد المرحلة القادمة تطورات جدية لحل الأزمة السورية ووضع حد لمعاناة السوريين وأن تكون هناك في الأفق بوادر للحل وفق تطلعات السوريين و أهدافهم في بناء سورية المستقبل بهوية وطنية جامعة على أسس ديمقراطية تعددية لامركزية

بدوره يعلّق سيهانوك ديبو، عضو المجلس الرئاسي بمسد، في حديث مع المرصد، بخصوص وجود ترتيبات سبقت دعوات موسكو إلى جولة جديدة من المفاوضات بين النظام والادارة الذاتية، ومدى نضج الظروف لاستئناف الحوار بين الطرفين تمهيدا لتخفيف الاحتقان والأزمة في سورية، قائلا: “من ناحيتنا في مجلس سورية الديمقراطية نجد أن تكريس واقع التقسيم ليس لصالح أية قوة سوريّة، ومن الأجدى أن يتم الدخول في عملية المفاوضات البناءة وفق أطر ومعايير تعد بمثابة الرؤى الفعلية الواقعية للقرار الدولي 2254، وكل تأخير في حل الأزمة السورية يعني المزيد من تثبيت العراقيل في وجه العملية السلمية وحلها المستدام”.

وأشار إلى أنه بعيدا عن أي تحليل وأي استشراف فإن اجتماع مجلس الأمن يوم 11 يوليو الحالي سيكون بمثابة امتحان يختبر القمم التي جرت مؤخراً وفي مقدمتها قمة بايدن -بوتين المنعقدة في منتصف الشهر الماضي، ومن المؤكد أن أعضاء المجموعة المصغرة مع روسيا هم ضامنون فعليون لأي حل قادم في سورية، لكننا نرى أن العوامل الذاتية السورية هي الحاسمة في الحل، أي أن كل حل سوري- سوري/ حوار/ مفاوضة حقيقية، يقوده السوريون من أجل حق تقرير مصيرهم يكتب له النجاح أكثر من الحلول الأخرى”.

وفي سؤال المرصد عن أهم شروط المطالب الكردية، يقول محدثنا،”من المهم القول بأن لا مجلس سورية الديمقراطية ولا الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية يكتفيان بحل القضية الكردية فقط.. إننا طرف سوري مهم ومناطق الإدارة الذاتية جزء مهم من سورية، ولدينا مبدأ ثابت: لا انفصال عن سورية ولا تنازل عن الإدارة الذاتية كنموذج حل للأزمة السورية وتكريس واقع سياسي ديمقراطي .. مطالبنا متداخلة ومتوحّدة.