بعد فقدان الخدمات الطبية في جبل الزاوية.. عائلات “الجبل” تنزح إلى الشمال و نحو 8 آلاف عائلة لاتزال تحت القصف

62

شهدت بلدات وقرى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي حركة نزوح بفعل القصف البري والجوي الذي استهدف مناطق مدنية استثنى المقرات والأماكن العسكرية، ما دفع عشرات العائلات للنزوح  إلى مناطق أكثر أمنًا، بينما لاتزال مئات العائلات من تلك القرى، تقطعت بها السبل لا ملجئ لها، تصعب عليها تكاليف النزوح الكبيرة.
ولا تزال تلك العائلات متشبثة في منازلها، رغم من انعدام مقومات الحياة، خصوصاً الجانب الطبي، حيث تفتقد تلك القرى لنقطة طبية تقدم أدنى الخدمات والإسعافات الأولية بعد قصف نقطة مرعيان في 8 أيلول الجاري.
ويتحدث لـ”المرصد السوري” أحد النشطاء في سكان ريف إدلب، قائلاً، بأن حركة النزوح من قرى ريف إدلب الجنوبي مستمرة منذ عدة أسابيع نحو الشمال السوري، في حين لا تتوفر أماكن ينزحون إليها أو مراكز للإيواء، في ظل اكتظاظ المخيمات الحدودية.
مضيفاً، أن منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي يتواجد فيها أعداد كبيرة من المدنيين لا زالوا مصرين على التمسك بمنازلهم وأراضيهم رغم التصعيد.
ويبلغ عدد سكان ريف إدلب الجنوبي في الوقت الحالي، ما لا يقل عن 30 ألف نسمة، أي معدل نحو 8  آلاف عائلة، يعانون صعوبة التأقلم مع التصعيد العسكري على مناطقهم، وفقدان الخدمات الطبية في المنطقة.
وفي حديثه لـ”المرصد السوري” يقول أحد المتطوعين في فريق طبي، بأن الأوضاع تزداد خطورة على المدنيين وعلى العاملين ضمن فرق الإنقاذ والإسعاف، حيث تتعمد قوات النظام على تكرار قصفها للمنطقة، تزامنًا مع رصد الأماكن المستهدفة بطائرات الاستطلاع التي لا تفارق الأجواء، وغالبًا ما يقتل أبرياء ومتطوعين في الفرق الطبية جراء الضربات المتكررة والغارات المزدوجة.
وتفتقد قرى جبل الزاوية لنقطة طبية بعد خروج النقطة الطبية في قرية مرعيان، فيما يفتتح متطوعون نقطة طبية ذات إمكانيات بسيطة في قرية بزابور قرب جبل الأربعين، حيث يتم نقل الجرحى إلى مدينة أريحا التي تبتعد ما لايقل عن 20 كيلو متر، أو إلى مدينة إدلب، على بعد مسافة 35 كيلو متر.
ويقول أحد العاملين في فرق الإسعاف في شهادته لـ”المرصد السوري”، بأن مستشفيات إدلب هي وجهة سيارات فرق الإسعاف رغم بعدها عن جبل الزاوية، بسبب توفر الإمكانيات والخدمات الطبية، خلافًا مستشفى مدينة أريحا، حيث لا يتواجد فيها اختصاصات متعددة وينحصر عملها في إجراء الإسعافات الأولية.
ويشتكي سكان قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي التي تتعرض للقصف من عدم قدرتهم على النزوح بحسب ما أفاد به السيد (م.م) وهو أحد سكان بلدة أريحا في شهادته لـ”المرصد السوري”، ويقول، أن فكرة النزوح نحو الشمال السوري في الوقت الراهن أشبه بالانتقال من سيء لأسوأ بسبب الغلاء الفاحش بأسعار إيجارات المنازل واستغلال للنازحين من قبل بعض المدنيين وأصحاب المكاتب العقارية
ويؤكد بأنه ورغم وجوده في مدينة أريحا التي تتعرض للقصف لكن يبقى أفضل من خيار النزوح وتحمله أعباء وتكاليف إضافية تفوق قدرته.
ويشير (م.م) إلى وجود مسؤولية تقع على عاتق المنظمات الإنسانية التي يجب عليها تأمين أماكن إيواء ليتمكن النازحون من الخروج إلى منازل سكنية وعدم دفع إيجارات منازل أو السكن في الخيام خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء.
ويجدر الذكر أن منطقة ريف إدلب الجنوبي تقع ضمن اتفاقية”خفض التصعيد” أو مايعرف “منطقة بوتين-أردوغان” التي ضمنتها كل من روسيا وتركيا، وتنتشر فيها الكثير من نقاط المراقبة التركية وتتنقل فيها الأرتال التركية بشكل مستمر بينما تتعرض للقصف المتكرر جوياً وبرياً ويكتفي الجانب التركي بمراقبة القصف والمجازر.