بعد قصف مكثف ومتواصل منذ يوم الأربعاء… القوات التركية وفصائل “غصن الزيتون” تسيطر على نحو نصف مدينة عفرين
محافظة حلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تتواصل المعارك بوتيرة عنيفة صباح اليوم الأحد الـ 18 من شهر آذار / مارس الجاري من العام 2018، بين القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية السورية الموالية لها من طرف، وقوات الدفاع الذاتي ووحدات حماية الشعب الكردي من طرف آخر، على محاور داخل مدينة عفرين، في هجوم متواصل من قبل القوات التركية والفصائل للسيطرة على مدينة عفرين بشكل كامل، وذلك بعد أن تمكنت بغطاء جوي وصاروخي مكثف من التوغل داخل المدينة والسيطرة على أحياء داخلها بالقسمين الشمالي والغربي، إذ باتت القوات التركية على نحو نصف المدينة، حيث تواصل محاولتها لتحقيق مزيد من التقدم وبسط سيطرتها الكاملة على المدينة بعد القصف العنيف والمكثف الذي تنفذه القوات التركية وطائراتها منذ يوم الأربعاء، وكان المدينة عفرين شهدت ليل أمس عمليات قصف مدفعي وجوي تطال مناطق فيها، وأماكن أخرى في ريفها، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفاً مدفعياً وجوياً من القوات التركية وطائراتها المسيرة والحربية، طالت عدة مناطق في المدينة وأطرافها، بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة والمستمرة بين قوات الدفاع الذاتي ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة، والقوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، في محاولة من القوات التركية التوغل إلى داخل المدينة وفرض سيطرتها، وسط استمرار المخاوف على حياة آلاف المدنيين المتبقين داخل المدينة، من القصف التركي الذي تسبب اليوم بوقوع مجزرة راح ضحيتها 8 شهداء على الأقل والتي رفعت إلى 289 بينهم 43 طفلاً و28 مواطنة، عدد الشهداء المدنيين من المواطنين الكرد والعرب والأرمن، ممن قضوا في القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وفي إعدامات طالت عدة مواطنين في منطقة عفرين، منذ الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام 2018، كما تسبب القصف بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 1500 من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي قضوا منذ بدء عملية “غصن الزيتون” في الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري، وحتى الآن، فيما تترافق عمليات الاشتباكات مع قصف متجدد خلف المزيد من الخسائر البشرية، حيث ارتفع إلى 496 على الأقل من عناصر القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية بينهم 78 جندياً من القوات التركية، ممن قتلوا وقضوا في الاشتباكات مع القوات الكردية في منطقة عفرين، كما كان قتل 91 على الأقل من عناصر قوات النظام الشعبية في القصف التركي منذ بدء دخولهم في الـ 20 من شباط / فبراير من العام الجاري 2018
المرصد السوري لحقوق الإنسان كانت وردت إليه نسخة من شريط مصور يظهر مقاتلاً من الفصائل العاملة في عملية “غصن الزيتون”، وهو يتحدث إلى سيدة مسنة، في منطقة عفرين، كانت بقيت في قريتها، وتضمن حديث المقاتل استهزاءاً وسخرية من السيدة المسنة، مختتماً حديثاً وموجه إياه إلى السيدة بعد أن توعد بالوصول إلى العراق قائلاً::””انتم بدكم دولة..انتم بدكم ذبح من هون””، في حين كانت وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخ من تسجيلات صوتية لقادة وعناصر في الفصائل العاملة في قوات “غصن الزيتون”، تهدد فيها بالتوجه إلى منبج والجزيرة السورية والوصول إلى معبر اليعربية في مثلث الحدود السورية – التركية – العراقية، في حال الانتهاء من عفرين، كذلك فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان كانت وردت إليه نسخة من شريط مصور قام أحد عناصر عملية “غصن الزيتون” بتصويره، قال في الشريط المصور أنه في بلدة الشيخ حديد، الأمر الذي أكدته مصادر للمرصد السوري، وقال المقاتل في الشريط المصور “”هذه الشيخ حديد محررة بالكامل خالية من الإرهابيين الانفصاليين، والأخوة من تهجروا من الرقة والطبقة والمناطق التي أخذوها الانفصاليين الخونة، كل واحد تهجر ليأتي إلى عفرين ويأخذ أحلى بيت مع أرض زيتون”، وياتي هذا الشريط المصور في أعقاب أشرطة مصورة أخرى، وردت نسخ منها إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان، والتي تظهر مقاتلين من قوات عملية “غصن الزيتون” يتوعدون قاطني عفرين، موجهين رسالتهم عبر أحد المقاتلين الذي قال:: إلى الملاحدة الأكراد نقول لهم والله إن تبتم وعدتم إلى الله فاعلموا أنتم أخواننا، وإن أبيتم إنا نرى رؤوسكم قد أينعت وقد حان لنا قطافها”، وأشارت مصادر للمرصد السوري أن الشريط المصور من المرجح أنه في منطقة الشيخ حديد الواقعة في الريف الغربي لعفرين، من إحدى القرى التي جرى السيطرة عليها من قبل القوات التركية والفصائل الإسلامية والمقاتلة، كذلك كانت شهدت عفرين دعوات مشابهة من آخرين لتوطين النازحين والمهجرين السوريين من المحافظات السورية الأخرى داخل هذه القرى