بعد مقتل نحو 690 من عناصر الطرفين..تنظيم “الدولة الإسلامية” يهاجم قوات النظام وحلفائها مجدداً في غرب الفرات بريف دير الزور
هزت انفجارات خلال ساعات المساء، مناطق في بادية دير الزور الشرقية، في غرب نهر الفرات، ناجمة عن هجوم جديد من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” استهدف قوات النظام وحلفائها من جنسيات سورية وغير سورية، في بادية بلدة البوليل، ما أدى لاشتباكات بين الطرفين بشكل عنيف، وسط قصف من قبل قوات النظام على المنطقة، وإلقائها قنابل ضوئية فوق مناطق الاشتباك، بالتزامن مع استهدافات متبادلة على محاور القتال بين الطرفين، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال
المرصد السوري لحقوق الإنسان كان نشر في الـ 7 من أيار / مايو عن تصاعد، متجدد لأعداد الخسائر البشرية من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومن عناصر التنظيم في الهجمات التي جرت قرب الضفاف الغربية لنهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، وفي بادية البوكمال الجنوبية وعلى الحدود الإدارية بين دير الزور وشرق حمص، وفي البادية الشرقية لمحافظة حمص والقسم الجنوبي من العاصمة دمشق، حيث ارتفع إلى 686 عدد قتلى الطرفين، في المحافظات الثلاث، إذ وثق المرصد السوري ارتفاع أعداد قتلى النظام إلى 446 على الأقل ممن قتلوا خلال 55 يوماً من المعارك في بادية البوكمال وريف دير الزور وجنوب العاصمة دمشق، كذلك ارتفع إلى 240 على الأقل عدد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين قتلوا في المعارك ذاتها، منذ انتعاش التنظيم في الـ 13 من شهر آذار / مارس الفائت، كما أصيب العشرات من الطرفين، بعضهم لا تزال جراحهم خطرة، إضافة لوجود مفقودين وأسرى من الطرفين.
يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد منذ الـ 13 من آذار / مارس من العام الجاري 2018، بدء تنظيم “الدولة الإسلامية” لهجماته، والتي استهلها بهجوم في العاصمة دمشق، مكنه من التوسع في حي القدم بالقسم الجنوبي من العاصمة، تبعته هجمات استهدفت المحطة الثانية التي سيطر عليها التنظيم كذلك في جنوب البوكمال وهجمات أخرى في منطقة حميمة وبادية الميادين، وسط استهدافات لمواقع تابعة لقوات النظام وحلفائها، في غرب نهر الفرات، ضمن بادية دير الزور الشرقية والجنوبية الشرقية، حيث أن هذه الهجمات المتتالية أوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفي صفوف عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، أيضاً فإن هذا الهجوم العنيف من قبل التنظيم جاء بعد أسابيع من انحسار سيطرته في الضفة الشرقية لنهر الفرات، ضمن بلدات أبو الحسن، الشعفة، السوسة، الباغوز، البوبدران وضواحيهم، عقب انتهاء وجود بشكل كامل في ضفة الفرات الغربية، وتمكن قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على معظم شرق الفرات باستثناء الجيب آنف الذكر، حيث أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أن التنظيم عمد في الفترة السابقة إلى إعادة ترتيب صفوف عناصره المتبقين لتنفيذ محاولة توسع في السيطرة على حساب خصومه في مختلف المناطق التي يتواجد فيها، وكان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل أشهر، أنه على الرغم من انتهاء وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” في غرب نهر الفرات، في الـ 6 من كانون الأول / ديسمبر من العام 2017، إلا أن مجموعات من مقاتليه، تعمدت إرباك النظام وحلفائه، عبر تنفيذ عمليات تسلل وهجمات مباغتة، ضمن بادية دير الزور وفي محيط منطقة حميمة الواقعة في أقصى ريف حمص الشمالي الشرقي، بالتزامن مع الهجمات على محاور في بادية السخنة الشرقية وهجمات في مناطق أخرى قريبة من تواجد عناصر التنظيم، الذين ينفذون هذه الهجمات بهدف التأكيد على قوة التنظيم والإيحاء بأنه لا يزال قادراً على تنفيذ هجمات والمبادرة بها، وإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية الممكنة في صفوف قوات النظام وحلفائه من جنسيات غير سورية.