بعد نشر المرصد السوري صباح اليوم عن المفاوضات بينهما ..جند الأقصى يعلن “بيعته” لجبهة فتح الشام

35

أعلن تنظيم جند الأقصى “بيعته” لجبهة فتح الشام، بعد أقل من 4 أيام على اندلاع الاشتباكات بينه وبين حركة أحرار الشام الإسلامية، وقال جند الأقصى أن بيعتهم “حرصاً منه على حقن دماء المسلمين وتجاوزاً للاقتتال الداخلي الحاصل بينه وبين “احرار الشام” والذي لا يستفيد منه إلا النظام وحلفاؤه”.

 

جدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر صباح اليوم أنه حصل من عدة مصادر موثوقة، على معلومات تفيد بأن مفاوضات غير معلنة تجري بين تنظيم جند الأقصى وجبهة فتح الشام، يحاول فيها الأخير إقناع جند الأقصى بحل نفسه، والانضمام بعناصره وعتاده إلى صفوف جبهة فتح الشام، وأكدت المصادر ذاتها للمرصد، أن جبهة فتح الشام سعت إلى هذا الخيار، بعد فشل المساعي الأولية لوقف الاقتتال الدائر بين حركة أحرار الشام الإسلامية وتنظيم جند الأقصى منذ ليل الـ 6 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري من العام 2016، واستمرار التوتر بين الجانبين، وتطوره إلى اشتباكات عنيفة جرت بينهما، قضى وجرح فيها العشرات من عناصر الجانبين، فيما أسر آخرون في هذه الاشتباكات، من ضمنهم قيادات ميدانية، حيث وجهت حينها جبهة فتح الشام رتلاً من مقاتليها نحو منطقة كفر سجنة التي شهدت معارك طاحنة في الـ 24 ساعة الأولى من الاقتتال بين جند الأقصى وحركة أحرار الشام الإسلامية.

 

كما دعا قائد حركة أحرار الشام الإسلامية الفصائل في الشمال إلى مساندة الحركة في قتال جند الأقصى، ووجه نداءاً للأخير لإلقاء السلاح أو انشقاق العناصر عن قيادتهم في جند الأقصى، وأن من كان يتمركز في ريف حماة على الجبهات مع النظام فليقاتل في صفوف فصيل أبناء الشام، وكان تنظيم جند الأقصى أصدر أمس بياناً وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة منه، اتهم فيه حركة أحرار الشام الإسلامية بالتنصل من “التحاكم إلى شرع الله والوقوف عنده”، ودعوا العلماء والفصائل للضغط على قيادة أحرار الشام من أجل قبول التفاوض ووقف الاقتتال.

 

في حين شهدت الـ 24 ساعة الفائتة، اشتباكات محتدمة بين الجانبين، جرى في تبادل السيطرة على عدة مدن وبلدات وقرى بريف إدلب، حيث سيطر تنظيم جند الأقصى بشكل كامل على مدينة خان شيخون التي تعد أكبر مدن الريف الإدلبي الجنوبي، المتاخم للريف الحموي الشمالي، في حين سيطرت حركة أحرار الشام على قرى وبلدات البارة ومشون وكفرشلايا وحرش بسنقول بجبل الزاوية وقرى وبلدات أخرى وفيلون وكورين وعين شيب وكفرجالس وجدار القريبة من مدينة إدلب، ومدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي الغربي.

 

وشهد ريف محافظة إدلب، العشرات من عمليات الاغتيال التي طالت مقاتلين وقياديين في فصائل مقاتلة وإسلامية، حيث طالت أغلب العمليات، عناصر وقيادات ميدانية وعسكرية في حركة أحرار الشام الإسلامية، ووجهت أصابع الاتهام بشكل متكرر لتنظيم جند الأقصى، وأنه ينفذ هكذا اغتيالات لصلة جند الأقصى بتنظيم “الدولة الإسلامية” الذي كان يتواجد في مناطق بريف إدلب خلال الأعوام الفائتة، بينما ألقي القبض على بعض الأشخاص متلبسين خلال زرع العبوات الناسفة والألغام في مناطق بريف إدلب، تمهيداً لاغتيال عنصر أو قيادي، وقالت الفصائل حينها، أن العناصر الذين ألقي القبض عليهم هم من تنظيم جند الأقصى.

 

جدير بالذكر أن تنظيم جند الأقصى تأسس من قبل أبو عبد العزيز القطري القيادي “الجهادي العالمي” والذي عثرت جبهة النصرة في تشرين الثاني / نوفمبر من العام 2014، على جثته في أحد الآبار بمنطقة دير سنبل المعقل السابق لجبهة ثوار سوريا ومسقط رأس قائدها جمال معروف، وذلك بعد اختفائه لنحو 10 أشهر، وكانت مصادر متقاطعة أبلغت المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جمال معروف قائد جبهة ثوار سوريا قتل في مطلع العام 2014 بعد مشادة جرت بين أبو عبد العزيز وجمال معروف، خلال توسط القطري بين تنظيم “الدولة الإسلامية” وجبهة ثوار سوريا.

 

كما يشار إلى أن أبو عبد العزيز القطري دخل إلى سوريا بعد أشهر من انطلاقة الثورة السورية في العام 2011، برفقة ابنه، الذي لقي مصرعه في اشتباكات مع قوات النظام، وأسس أبو عبد العزيز القطري حينها مع أبو محمد الجولاني اللذان قَدِما من العراق، “جبهة النصرة لبلاد الشام”، لينشق بعد ذلك عن جبهة النصرة ويشكل تنظيم جند الأقصى، إلى حين اختفاء ومن ثم العثور على جثته مقتولاً بعدها، وهو -أي عبد العزيز القطري- من مواليد العراق وعرف بأسماء مختلفة، تغيرت وفقاً لانتقاله من دولة إلى أخرى، حيث كان يقاتل في صفوف تنظيم القاعدة في أفغانستان، كما كان مقرباً من زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ومن زعيمها الحالي أيمن الظاهري ومن الشيخ عبد الله عزام، بينما قاتل أبو عبد العزيز القطري في الشيشان ضد القوات الروسية، وبعد عودته من الشيشان إلى العراق شكل مجموعة تقوم بتنفيذ التفجيرات، تستهدف الفنادق ومحلات بيع الخمور في العراق، ليتم اعتقاله والحكم عليه بالسجن المؤبد، إبان فترة حكم الرئيس العراقي صدام حسين، حيث أفرج عنه قبل دخول القوات الأمريكية إلى العراق، ليقوم أبو عبد العزيز القطري بعدها بتأسيس كتائب التوحيد والجهاد في العراق مع أبو مصعب الزرقاوي للقتال ضد القوات الأمريكية، بينما قضى شقيق القطري – القيادي في دولة العراق الإسلامية- في اشتباكات مع القوات الأمريكية في العراق.