بعد 27 يوماً من العطش في ثاني كبرى المدن السورية…تنظيم “الدولة الإسلامية” يعيد ضخ المياه من محطة الخفسة إلى مدينة حلب العطشى بعد استياء كبير سادها

أبلغت عدد من المصادر الموثوقة والأهلية في مدينة حلب، المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه من المنتظر أن تصل المياه إلى مدينة حلب خلال الساعات القادمة، حيث أكدت المصادر أنه تنظيم “الدولة الإسلامية” أعاد ضخ المياه إلى مدينة حلب، من محطة الخفسة التي يسيطر عليها، والواقعة بريف حلب الشرقي، ويتم عبرها ضخ المياه التي يتم استجرارها من نهر الفرات، حيث من المفترض أن تصل هذه المياه عبر أنابيب الاستجرار، خلال ساعات إلى مدينة حلب، لبدء ضخها إلى أحياء المدينة.

 

بدء عملية الضخ هذه للمياه من محطة الخفسة بالريف الشرقي لحلب، جاء بعد 27 يوماً من انقطاع المياه عن مدينة حلب، التي شهدت خلال الأسابيع الفائتة لانقطاع المياه، استياءاً متصاعداً من العطش الذي تسبب به قطع تنظيم “الدولة الإسلامية” للمياه من المحطة التي يسيطر عليها، وما زاد الاستياء لدى مواطني المدينة، هو قيام المسؤولين الحكوميين في المدينة بتبرير قطع التنظيم للمياه، وعزوا الأمر لانقطاع التيار الكهربائي المغذي للمحطة ولباقي محطات معالجة المياه في ريف حلب الشرقي، واتهم الأهالي سلطات النظام بالتذرع بهذه الأسباب، لعدم إثارة الرأي العام وخلق استياء جديد لدى المواطنين في المدينة تجاهها، بعد الاستياء العام الذي شهدته مدينة حلب، ولا تزال تشهده جراء عمليات “التعفيش” المتواصلة من قبل المسلحين الموالين للنظام لمنازل المواطنين ومتاجرهم وممتلكاتهم في المدينة وأطرافها، فيما يعتمد المواطنون على مياه الآبار والمياه التي يتم توزيعها عبر الصهاريج في أحياء المدينة وعلى خزاناتها.

 

وتزامن انقطاع المياه من محطة الخفسة عن مدينة حلب مع عملية عسكرية أطلقتها قوات النظام في الريفين الشرقي والشمالي الشرقي لمدينة حلب، في الـ 17 من كانون الثاني / يناير الفائت من العام 2017، تمكنت خلالها من تحقيق تقدم في عشرات القرى والمزارع على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”، ووصلت إلى الأطراف الجنوبية لبلدة تادف بريف الباب الجنوبي في ريف حلب الشمالي الشرقي، بالتوازي مع عملية “درع الفرات” والقوات التركية وتقدمها نحو مدينة الباب وسيطرتها على ضواحي المدينة الغربية ومزرعة في أطرافها الشمالية، ونفذت طائرات الطرفين -النظام و”درع الفرات”- عشرات الغارات الجوية إضافة لقصف بمئات القذائف على مناطق سيطرة التنظيم المتبقية بريف حلب الشمالي الشرقي.

 

جدير بالذكر أن مدينة حلب شهدت منذ مطلع ديسمبر / كانون الأول من العام 2015 وحتى مطلع آذار / مارس من العام 2016، انقطاعاً للمياه القادمة من نهر الفرات عبر الخفسة وصولاً إلى مدينة حلب، ولم يتم إعادة ضخ المياه إلا بعد أن نفذت قوات النظام تعهدها للهلال الأحمر، بإصلاح محطة ضخ المياه في عين البيضا، والواقعة بريف حلب الشرقي، والتي تضخ المياه إلى مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مقابل سماح التنظيم بضخ مياه نهر الفرات نحو أحياء مدينة حلب، حيث اعتمد المواطنون حينها على الآبار التي تم حفرها في أحياء بالمدينة، والتي جف الكثير منها، نتيجة لاستخدامها بشكل مستمر من قبل المواطنين آنذاك.