بعد 72 ساعة من تنفيذ التحالف الدولي مجزرة فيها…قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على قرية الهيشة

36

محافظة الرقة – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدة مصادر موثوقة، أن قوات سوريا الديمقراطية مدعمة بطائرات التحالف الدولي تمكنت من التقدم في الريف الشمالي لمدينة الرقة، معقل تنظيم “الدولة الإسلامية”، وسيطرت على قرية الهيشة الواقعة على بعد نحو 8 كلم من طريق رودكو الواصل بين حلب والقامشلي، وعلى قريتي خنيز فوقاني وخنيز وسطاني اللتين تبعدان نحو 14 كلم عن طريق رودكو، وجاءت السيطرة بعد اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والتنظيم، وقصف للقوات على القرى هذه، ليرتفع إلى 26 عدد المزارع والقرى والمواقع التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية منذ بدء حملة “غضب الفرات” في الـ 6 من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، والتي تهدف لعزل مدينة الرقة عن ريفيها الشمالي والشرقي، تمهيداً للسيطرة على مدينة الرقة التي تعد معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، فيما تستمر الاشتباكات في محيط منطقة خنيز في محاولة من قوات سوريا الديمقراطية تحقيق مزيد من التقدم، في حين استشهد شخص جراء القصف الذي استهدف قرية خنيز من قبل القوات وطائرات التحالف الدولي، بالتزامن مع استمرار حركة النزوح لعشرات العائلات من مناطق الاشتباك والقصف ومن منطقتي الهيشة وخنيز إلى مناطق بعيدة عن العمليات العسكرية.

 

جدير بالذكر أن طائرات التحالف الدولي نفذت مجزرة في قرية الهيشة في الـ 8 من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، راح ضحيتها 20 شهيداً من ضمنهم 9 إناث وطفلان اثنان، قضوا جميعاً في الضربات الجوية التي استهدفت القرية، فيما خلفت هذه الضربات نحو 30 جريحاً أصيبوا بجراح متفاوتة الخطورة، عقبها وصول أكثر من 20 عائلة منهم إلى مدينة الرقة، بعد مسير ساعات تنقلوا فيها عبر قرى وطرقات الريف الشمالي المراقب بطائرات التحالف، وسردَ عدد من الأهالي حينها لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان ونشطاءه داخل مدينة الرقة عن تفاصيل الليلة المرعبة، حيث أكدت مجموعة من المواطنين النازحين، والخوف ظاهر على وجوهها المصبوغة بتراب النزوح الذي أكرهوا عليه، الموت الذي حل عليهم فجأة، قال الرواة:: “”كنا جالسين في منازلنا بقرية الهيشة، وكانت طائرات التحالف كما اعتدنا عليها، تحوم في سماء القرية جيئة وذهاباً، ولم تكن تظهر أي نوع من الاستفزاز لأهالي القرية، وما هي إلا دقائق، حتى أغارت هذه الطائرات بصواريخها على القرية، وبدأت باستهداف وسط القرية بصواريخ أحدثت تفجيرات هزت المنطقة، وسارع أهالي القرية وبخاصة المنازل الواقعة على أطرافها، إلى محاولة الفرار بأطفالهم إلى ملاذ آمن، يقيهم من الموت بصواريخ الطائرات التي اعتادوا أن تحلق فوق رؤوسهم دون أن تستهدفهم””، يضيف أحدهم:: “”الخارجون من القرية لم يتمكنوا من الوصول إلى أي مكان، فما إن خرجوا من منازلهم وهم يحملون أطفالهم، ولا يدرون أي وجهة يقصدون، حتى باغتتهم طائرات التحالف بصعقات كهربائية””. ثم تتابع المجموعة حديثها:: “”بقيت الطائرات تحلق في سماء القرية لنحو 15 دقيقة، بالتزامن مع حصارها للقرية، عبر استهداف محيطها بالرشاشات الثقيلة والصعقات الكهربائية، واستشهدت إحدى العائلات بنيران رشاشات طائرات التحالف””، وختم أحدهم:: “”لم نتمكن من سحب كامل الجثث، والبعض من أقاربنا لا نزال نجهل مكانهم، ولا نعلم إن استشهدوا أو أصيبوا أو تمكنوا من الفرار إلى غير وجهة، وقد تكون لا تزال هناك جثث تحت أنقاض المنازل التي دمرتها الطائرات بقصفها للقرية، ونحن نزحنا خوفاً من استهداف القرية مرة ثانية””.

 

ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في مدينة الرقة، قيام تنظيم “الدولة الإسلامية” بنقل العائلات التي وصلت إلى مدينة الرقة قادمة من قرية الهيشة ومناطق أخرى في ريف الرقة، ومن ثم وزعتهم على مدارس ومراكز أيواء في المدينة، فيما تشهد مدينة الرقة حالة استياء بين المواطنين وسط تخوف من تطورات معركة الرقة التي تهدف لعزل المدينة عن ريفيها، تميهداً للسيطرة عليها وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها، وقال البعض:: “”هيك صارت حالتنا…إذا ما هجرتنا داعش يهجِّرنا التحالف””.

 

صور للمرصد السوري لحقوق الإنسان تظهر سيطرة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية على قريتي الهيشة والحرية بريف الرقة الشمالي، ضمن عملية غضب الفرات، التي تهدف لعزل مدينة الرقة عن ريفيها الشمالي والشرقي.

https://www.facebook.com/syriahro/posts/10154824676308115