بعشرات آلاف الدولارات عوائل من تنظيم “الدولة الإسلامية” تصل الأراضي التركية قادمة من شرق الفرات
حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أن العشرات من عوائل عناصر تنظيم “الدول الإسلامية” تمكنت من الخروج من جيب التنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن أكثر من 85 عائلة تمكنت من الوصول إلى الأراضي التركية بعد رحلة على يد مهربين تلقوا مبالغ طائلة لإيصال هذه العوائل إلى الجانب التركي من الشريط الحدودي، عبر مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ومناطق سيطرة قوات عملية “درع الفرات”، وأكدت المصادر الموثوقة كذلك للمرصد أن العوائل حتى يوم أمس الأول الـ 22 من شباط / فبراير الجاري بلغت أكثر من 85 عائلة ممن دفعوا مبالغ مالية كبيرة تراوحت بين 10 آلاف دولار للفرد الواحد وحتى 50 ألف دولار، إذ دفعت عائلة أوزبكية مؤلفة من مقاتل في التنظيم وزوجته و4 من أطفالهما المبلغ الأكبر وهو 50000 دولار، للوصول من جيب التنظيم في شرق الفرات نحو الجانب التركي، فيما كان المرصد السوري وثق خروج نحو 46050 منذ الأول من ديسمبر الفائت من العام 2019، من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية والغربية منذ مطلع شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، من بينهم أكثر من 44050 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم نحو 4800 من عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، القسم الغالب منهم من الجنسية العراقية، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم، كما علم المرصد السوري أن نحو 300 من عناصر التنظيم تمكنوا خلال الأيام والأسابيع الفائتة من التسلل عبر نهر الفرات إلى الجيب الأكبر والأخير المتبقي للتنظيم في البادية السورية ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والروس والإيرانيين في شمال تدمر
كما كان نشر المرصد السوري سابقاً أنه مع اقتراب إسدال الستارة الأخيرة على المشهد الطويل لتواجد تنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق الفرات، تتالى السيناريوهات المستقبلية لتقف أمام العالم، غير الآبه بمستقبل المنطقة، فمع انتظار من تبقى من عناصر وقادة التنظيم لتسليم أنفسهم أو القضاء عليهم في حال استمرار تعنتهم في الاستسلام، لا تزال الكثير من الفرضيات والتساؤلات تطرح نفسها على الساحة، فمع الإصرار الأمريكي على مغادرة منطقة شرق الفرات وسحب قواتها العسكرية منها، لا يزال مصير عناصر وقادة التنظيم البالغ عددهم أكثر من 8 آلاف عنصر وقيادي، ممن يتواجدون لدى قوات سوريا الديمقراطية في سجونها ومعتقلاتها، من جنسيات سورية وعربية وإقليمية ومغاربية وآسيوية وغربية، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن رفض دولهم استعادتهم أو استقبالهم يضع القضية في خانة مغلقة، فقوات سوريا الديمقراطية ليست لديها القدرة على استصدار أحكام إعدام أو أحكام طويلة، في الوقت الذي لا تتواجد فيه سجون كافية ومجهزة لقضاء العقوبات التي تقرها، كما أن عدم استقرار المنطقة يزيد الطين بلة، نتيجة التهديدات التركية المستمرة بعملية عسكرية في شرق الفرات، وفي الوقت الذي يتحدث فيه الرأي العام عن العناصر الأجانب يتناسى الإعلام والمتداولون للأحداث أكثر من 5000 عنصر من القوات السورية، حيث أن الإفراج عنهم قد يحولم معظمهم إلى خلايا نائمة، كما أن إبقاءهم في المعتقلات سيجعل منهم قنبلة موقوتة
في حين كان علم المرصد السوري أن بعض الفارين من جيب التنظيم، وخلال نقلهم إلى حقل العمر النفطي، وقبيل فرزهم إلى مخيمات، يعمدون لدفع مبالغ مالية كبيرة، للخروج نحو مناطق كالبصيرة وذيبان والغرانيج، حيث يجري دفع مبالغ تصل لأكثر من 10 آلاف دولار، خشية اعتقالهم عند وصولهم إلى المخيمات التي يجري فرزهم إليها، ورجحت المصادر أن من يدفع هم في الغالب عناصر في التنظيم أو عوائل عناصر من التنظيم، يعمدون لدفسعها للجهات المسؤولة عن عملية النقل إلى المخيمات من حقل العمر النفطي، كما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن قسم من المتواجدين في جيب التنظيم عند ضفاف الفرات الشرقية، فروا نحو غرب نهر الفرات، أيضاً كانت المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن الخارجين والفارين من جيب التنظيم، منذ مطلع كانون الأول / ديسمبر الفائت، حملوا معهم مبالغ مالية بعشرات ملايين الدولارات، إذ نشر المرصد السوري أمس الأربعاء، أنه حصل على معلومات من عدد من المصادر المتقاطعة، أكدت أن الغالبية الساحقة من الفارين من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن وصلوا إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور، حملوا معهم مبالغ مالية ضخمة، تفاوتت وفقاً للأشخاص، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن الغالبية من الأشخاص الي خرجوا من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية”، والذي بلغوا بالآلاف خلال الـ 40 يوم الأخيرة، كانت بحوزتهم مبالغ مالية خيالية، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن المبالغ المالية كانت معظمها بالدولار الأمريكي، وبلغت قيمتها في حوزة كل شخص من 100 ألف دولار أمريكي إلى 500 ألف دولار، في حين أن الفارِّين العراقيين، عثر بحوزتهم على مبالغ لا تقل عن 300 ألف دولار أمريكي، في حين لم يعثر بحوزتهم سوى على مبالغ قليلة بالعملة السورية، تقدر بعشرات آلاف الليرات السورية، بحيث لم تتجاوز في كثير من الأحيان حاجز الـ 50 ألف ليرة سورية، كما أكدت المصادر الموثوقة أن غالبية من تبقى من العائلة هي عوائل عراقية ومن جنسيات مختلفة غير سورية