بعكس تصريحات الحكومة التركية عن وجود منطقة آمنة لعودة اللاجئين.. مناطق النفوذ التركي تفتقر للأمان ولمقومات الحياة

1٬173

تتحدث الحكومة التركية بشكل مستمر وعلى رأسها “رجب طيب أردوغان” عن وجود منطقة آمنة وبيئة مناسبة لعودة اللاجئين السوريين في تركيا والتوجه إليها تحديداً وهي مناطق “غصن الزيتون” و”درع الفرات” و”نبع السلام”، إلا أن وواقع الحال في تلك للمناطق يؤكد عكس ما تتحدث عنه حكومة أردوغان، حيث تعاني هذه المناطق من عدم وجود أي مقومات للحياة الطبيعية ومن أهمها الأمان.

ولا يكاد يمر يوم واحد دون تسجيل حالات اعتقال واختطاف وانتهاكات على يد مسلحين مجهولين، وغالبية الحالات تكون لاتهامات مسبقة ومدبرة بغية الحصول على فدى مالية.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر آب الفائت، استشهاد 11 مدني، بأساليب وأشكال متعددة ضمن نفوذ القوات التركية وفصائل” الجيش الوطني” بمناطق “درع الفرات” ومحيطها في أرياف حلب الشمالية والشرقية والشمالية الشرقية.

توزعوا على الشكل التالي:

– 4 بينهم سيدة وطفل برصاص عشوائي واقتتال
– 2 بظروف مجهولة
– 2 برصاص مجهولين
– 1 إعدام ميداني
– 1 على يد جندرما تركيا
– 1 بانفجار عبوة ناسفة

كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر آب، استشهاد 9 مدنيين بأساليب وأشكال متعددة ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي.

توزعوا على النحو التالي:

– رجل تعذيب في سجون القصائل
– رجل بجرائم قتل
– 5 بقصف بري للنظام والقوات الكردية
– رجل على يد الفصائل
– رجل برصاص عشوائي واقتتال

كما بلغت حصيلة الخسائر البشرية خلال الشهر الفائت ضمن مناطق نبع السلام 6 شهداء مدنيين وفقاً لتوثيقات المرصد السوري، توزعوا على النحو التالي:

– رجل وزوجته على يد الفصائل
– 3 على يد الجندرما التركية
– شاب تحت التعذيب داخل سجون الفصائل

وتفتقر الكثير من المخيمات العشوائية ضمن تلك المناطق من تردي الواقع المعيشي وغلاء كبير في الأسعار نتيجة الانهيار في قيمة صرف الليرة التركية المتداولة في المنطقة مقابل الدولار الأمريكي، وعدم توفر فرص عمل، فضلاً عن تضييق الفصائل الموالية لتركيا على المدنيين وملاحقتهم في لقمة عيشهم.

وعملت منظمات مدعومة من تركيا وعدة جهات أخرى خلال الفترة الماضية على إنشاء قرى سكنية وتشييدها لاستقبال اللاجئين السوريين في تركيا الذين يمارس بحقهم التضييق لدفعهم للعودة تحت مسمى العودة الطوعية.

وتشهد هذه المناطق بشكل مستمر اقتتالات فصائلية توقع قتلى وجرحى وتنشر الرعب بين المواطنين، كان آخرها التوتر العسكري الذي حصل بين حركة أحرار الشام الإسلامية وفصائل الجيش الوطني.

وأغلقت القوات التركية معبري دير بلوط والغزاوية الواصلين بين إدلب وعفرين، على خلفية توتر الأوضاع بين فصائل حركة أحرار الشام، أحدهما متحالف مع هيئة تحرير الشام، حيث تمكن الأخير من السيطرة على حاجز ثلثانة بريف الباب، قرب معبر الحمران الذي تتصارع عليه الفصائل.

وشن فصيل أحرار عولان المتحالف مع هيئة تحرير الشام هجوماً عنيفاً على مواقع نقاط فصيل حركة أحرار الشام الإسلامية في قرية ثلثانة بريف الباب، وتمكن أحرار عولان من السيطرة على قرية، بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، في حين تحاصر مجموعات أخرى لأحرار عولان قرية عبلة والذي يتمركز فيها مجموعة ابو حيدر مسكنة المتحالف مع الفيلق الثاني في الجيش الوطني.

ومن جانب آخر تعمد قوات حرس الحدود التركية “الجندرما” على التضييق بشكل كبير جداً على السوريين الباحثين عن الأمان والراغبين بدخول الأراضي التركية رغم التصريحات الرسمية، حيث تشهد المناطق الحدودية بدءاً من مناطق ريف إدلب الغربي شمال غربي سوريا وصولاً إلى أقصى شمال شرقي سوريا بشكل مستمر حالات اعتداء بحق السوريين أثناء محاولتهم دخول الأراضي التركية.