بوتين وأردوغان ناقشا الملف السوري “بالتفصيل” وقاعدة بحرية روسية دائمة في طرطوس

33

أعلنت موسكو أنها ستنشئ قاعدة بحرية دائمة في سوريا لتوسيع وجودها العسكري في أوثق حليفة لها بالشرق الأوسط وذلك بعد أسبوع من اعلانها أنها تدرس إعادة فتح قواعدها خلال الحقبة السوفياتية في فيتنام وكوبا. واجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على هامش مؤتمر للطاقة في اسطنبول كان الملف السوري من أبرز مواضيعها.

لكن في مقابل الاندفاع الروسي العسكري السياسي، صرّح وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك أيرولت بأن باريس تعكف على إيجاد سبيل يمكن ممثلة الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية من فتح تحقيق في جرائم حرب ترى أن القوات السورية والروسية ارتكبتها في شرق حلب.
كذلك حض الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون مجلس الامن مجدداً على ان يطلب رسميا من المحكمة الجنائية الدولية بدء تحقيقات بي جرائم حرب في سوريا، وقت تتواصل المعارك بين فصائل المعارضة وقوات النظام في حلب. 

قمة روسية – تركية

وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد اجتماع في اسطنبول، صرح إردوغان وبوتين بأنهما اتفقا على أهمية ايصال المساعدات الى حلب التي تحاصر القوات السورية مدعومة بالقوات الروسية القطاع الشمالي منها الخاضع لسيطرة المعارضة منذ تموز.
وأعرب إردوغان عن ثقته بأن إعادة العلاقات مع روسيا، التي توترت بعدما أسقطت تركيا طائرة حربية روسية العام الماضي، الى طبيعتها ستكون سريعة. وقال: “أمضيت اليوم كاملاً في البحث في العلاقات الروسية – التركية مع الرئيس بوتين… أتيحت لنا الفرصة للبحث في (ملف) سوريا بالتفصيل”. وأضاف: “بحثنا… كيف يمكننا التعاون في هذا الأمر وخصوصاً المساعدات الإنسانية لحلب وما هي الاستراتيجية التي يمكننا تطبيقها كي يجد الناس في حلب السلام. سنجتمع مع وزيري خارجيتنا وكبار القادة العسكريين ومسؤولي الاستخبارات”.
أما بوتين، فقال :”لدينا موقف مشترك أنه يجب القيام بكل شيء ممكن لتسليم المساعدات الإنسانية الى حلب. القضية الوحيدة هي… ضمان سلامة ايصال المساعدات”. وأعلن أن الجانبين اتفقا على تفعيل التنسيق العسكري والاستخباري بينهما، أما في ما يتعلق بالتعاون في المجال العسكري التقني، فنحن مستعدون لمواصلة مثل هذا التعاون وتكثيفه بمشاريع جدية ذات اهتمام مشترك”.
وأفاد أن الجانبين كرسا كثيراً من الوقت للبحث في الأوضاع في سوريا، مشدداً على أن بلاده وتركيا تريان ضرورة وقف إراقة الدماء في هذا البلد في أقرب وقت. كما شدد على وجوب الانتقال إلى التسوية السياسية في سوريا في أسرع ما يمكن، وأن كل من يرغب في إحلال السلام هناك يجب أن يدعم العملية السلمية.
وأكد توافق موقفي روسيا وتركيا، على تأييد مقترحات المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دو ميستورا في شأن إخراج المسلحين من حلب.
وكشف أنه أبلغ أردوغان اقتراح روسيا إبعاد جميع القوى من طريق “الكاستيلو” في حلب، وأمل أن يصير الاقتراح موضوعا للمناقشة السبت في سويسرا.

الميدان
ميدانياً، تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن اشتباكات عنيفة بين الطرفين في محيط دوار الجندول في حلب، ترافقت مع قصف لقوات النظام لمناطق الاشتباك.
واشار مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” الى اشتباكات على محاور عدة تركزت خصوصاً على حي بستان الباشا في وسط المدينة وحي الشيخ سعيد في جنوبها وحيي الصاخور وكرم الجبل في شرقها.

المعارضة
وانتقدت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم أطيافاً واسعة من المعارضة السياسة والعسكرية، اثر اجتماع استمر يومين في الرياض، “سياسة الارض المحروقة” التي اتهمت النظام وحلفاءه باعتمادها.
وصرح الناطق باسمها سالم المسلط رداً على سؤال بان “المعارضة لم تتلق أي مضادات للطيران والا لما كانت هذه الحال في سوريا”، في اشارة الى التفوق الجوي للنظام المدعوم بقوة من سلاح الجو الروسي.
ونقل رئيس بعثة منظمة “أطباء بلا حدود” في سوريا كارلوس فرانسيسكو في بيان معاناة القلة المتبقية من الاطباء في الاحياء الشرقية في حلب. وقال: “يشعرون كأن العالم تخلى عنهم، العالم كله يشهد على المدينة وهي تدمر، لكن أحداً لا يفعل اي شيء لوقف ذلك”.

بان كي – مون
وعن الوضع في حلب، قال الامين العام للامم المتحدة للصحافيين في نيويورك: “أحض مجلس الامن على نقل هذه المشكلة (جرائم حرب) الى المحكمة الجنائية الدولية، وأنا أحض الاعضاء على ذلك مرة جديدة”.
ووصف الوضع في مدينة حلب بانه “مقلق جداً”، داعياً مجلس الامن الى “العمل على حماية الارواح البشرية”.
وتقدمت فرنسا في ايار 2014 بمشروع قرار يطالب بفتح تحقيق في ارتكاب جرائم حرب في سوريا، الا ان موسكو وبيجينغ استخدمتا حق النقض لعرقلة الامر.
ولم يستبعد المندوب الفرنسي الدائم لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر تقديم الطلب مجددا، داعيا الديبلوماسيين الى ابداء بعض “الابداع” في طريقة دفع المحكمة الجنائية الدولية الى التحقيق في جرائم حرب في سوريا.

 

المصدر : النهار