بوتين يصادق على اتفاق بقاء القوات الروسية في قاعدة حميميم بسوريا

32

صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الجمعة)، على اتفاق بين دمشق وموسكو بشأن انتشار قوات جوية روسية في قاعدة حميميم العسكرية في سوريا «لفترة غير محددة»، كما أعلن الكرملين اليوم.
وهذا الاتفاق الذي وقع في 26 أغسطس (آب) 2015، يتيح نشر قوات جوية روسية بشكل دائم في هذه القاعدة التي تستخدمها موسكو لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وينص الاتفاق أيضًا على إعفاء القوات الجوية الروسية في حميميم من الضرائب والرسوم الجمركية. ويستفيد العسكريون الروس وعائلاتهم من حصانة دبلوماسية.
وبعد أكثر من سنة على بدء تدخلها العسكري، تواصل روسيا تعزيز وجودها العسكري وترسانتها في سوريا لشن غارات جوية خصوصًا في حلب، على الرغم من انتقادات الغربيين الذين يتهمونها بالمشاركة في جرائم حرب.
ونشر نحو 4300 عسكري روسي في سوريا وتقيم غالبيتهم في قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، معقل الأسد.
واستقبلت قاعدة حميميم على مدى 12 شهرًا قاذفات وطائرات هجومية فيما نشر الجيش الروسي أيضًا عشرات المروحيات القتالية وأنظمة الدفاع الجوي من نوع «إس – 400» في نوفمبر (تشرين الثاني).
ولروسيا أيضًا منشآت في طرطوس بشمال غربي سوريا، وتعتزم تحويلها قريبًا إلى «قاعدة بحرية روسية دائمة»، كما أعلن نائب وزير الدفاع الروسي نيكولاي بانكوف، الاثنين.
ميدانيًا، قال شاهدان إنّ 20 شخصًا على الاقل قتلوا أغلبهم من مقاتلي المعارضة السورية في تفجير سيارة ملغومة اليوم (الجمعة)، قرب نقطة تفتيش قريبة من معبر باب السلام على الحدود السورية مع تركيا في شمال سوريا. وأفادا أنّ الانفجار وقع قرب نقطة التفتيش التي تحرسها جماعة الجبهة الشامية التابعة للجيش السوري الحر بالقرب من موقف للسيارات على بعد كيلومترين من المعبر الحدودي وهو ممر أساسي بين شمال سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة وتركيا.
ومن بين 25 مصابا على الاقل هناك ثمانية حالتهم خطيرة ونقلوا إلى مستشفيات تركية على الجانب الاخر من الحدود.
ويقع معبر باب السلام بالقرب من مدينة أعزاز وهي معقل أساسي للمعارضة السورية المسلحة المعتدلة التي تدعمها تركيا والمشاركة في عملية كبرى إلى الشمال الشرقي من تلك المنطقة للتصدي لما تبقى من وجود لتنظيم “داعش” على الحدود. وطوقت عدة فصائل تابعة للجيش السوري الحر المنطقة بعد انتشار أخبار عن احتمال وقوع تفجير آخر.
ويأتي الهجوم بعد أسبوع من تفجير متشدد من تنظيم “داعش” نفسه في معبر أطمة الحدودي بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا وتركيا.
وشن طيران قوات الأسد وحليفه الروسي ليلا عشرات الغارات المكثفة على الأحياء الشرقية التي تخضع لسيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، حسبما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية صباح اليوم: «تستهدف ضربات جوية مكثفة مناطق تقع في الأحياء الشرقية لمدينة حلب منذ فجر اليوم وحتى الآن». من دون أن يتمكن من إعطاء حصيلة للضحايا بعد.
وأشار عبد الرحمن إلى أن «كثافة الغارات تظهر نية الروس باستعادة الأحياء الشرقية بأي ثمن».
وأعلن الجيش الروسي أمس، استعداده لضمان «انسحاب آمن» للمسلحين المعارضين من أحياء شرق حلب مع أسلحتهم قبل يومين من استئناف المباحثات الروسية الأميركية بشأن سوريا.
ويرى محللون أن هذا الاقتراح هو مناورة من أجل تخفيف الضغط والتظاهر بتقديم بدائل دبلوماسية.
ويقول المختص بالقضية السورية توماس بييريه: «ليس هناك تغيير في الاستراتيجية الروسية حيث يبقى الهدف إنهاء وجود المسلحين في حلب».
ومنذ هجوم قوات النظام في 22 سبتمبر (أيلول) وثق المرصد مقتل أكثر من 370 شخصًا بينهم 68 طفلا في القصف الروسي والسوري على الأحياء الشرقية التي يعيش فيها نحو 250 ألف شخص.
وأعلنت الولايات المتحدة وروسيا، اللتان «علقتا» في مطلع الشهر الحالي حوارهما بشأن سوريا، أنّهما سيجريان لقاءين دوليين تشارك فيهما عدة دول أساسية عربية وغربية الأول السبت في لوزان بسويسرا، والآخر في لندن، الأحد.

 

المصدر : الشرق الاوسط