تأكيد لما نشره المرصد السوري قبل سنوات.. خلافات داخلية في أروقة فيلق الرحمن “سارق كنوز جوبر” ونسخ مسروقة من “التوراة” و”مخطوطات أثرية ثمينة” في قبضة السلطات التركية

210

عادت قضية آثار حي جوبر الدمشقي التي سرقها “فيلق الرحمن” إلى الواجهة مجددًا بعد قيام السلطات التركية قبل أيام بضبط خمس نسخ من التوراة مطرزة بالذهب في ولاية ماردين التركية، كانت بحوزة شخص وجرى إدخالها عبر طرق غير شرعية إلى تركيا، وفي سياق ذلك، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن نسخ التوراة التي صادرتها السلطات التركية مصدرها “فيلق الرحمن” الذي كان يعمل في الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي والمتواجد حاليًا في عفرين شمال غربي حلب، وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن النسخ الخمسة كانت بيد قائد فيلق الرحمن وتحديداً المدعو “عبد الناصر شمير”، وفي الآونة الأخيرة تجددت خلافات كبيرة في أروقة الفيلق بعد مطالبة أعيان ووجهاء وقادات عسكرية من أبناء حي جوبر متواجدين في عفرين بتلك النسخ وبعض المخطوطات الأثرية التي سرقها “فيلق الرحمن” من “الكنيس اليهودي” في جوبر إبان تواجده وسيطرته على الحي.

الخلافات تجددت بسبب نكران قائد الفيلق مرارًا وتكرارًا عن وجود تلك المخطوطات والقطع الأثرية لديه وأنه قام بتركها في الغوطة الشرقية قبيل خروجه إلى الشمال السوري واستقراره في عفرين عقب سيطرة النظام على الغوطة في آذار/مارس من العام 2018، حيث تصاعدت حدة الخلافات التي كانت موجودة أساسًا بعد وصولهم في قوافل التهجير إلى الشمال السوري، وسبق للحكومة التركية في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2019 أن قامت بإلقاء القبض على أشخاص كان بحوزتهم مجموعة نادرة جدًا من كتب العقيدة اليهودية “التوراة” في مدينة بولو شمال غرب البلاد، كما تم ضبط نسختين قديمتين من التوراة في العام المنصرم، منقوشتين على جلد غزال ومطرزتين بالذهب وأحجار الزمرد والياقوت، في ولاية بلجيك شمال غربي تركيا، وبحسب تقاطع المعلومات المؤكدة لدى المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن جميع النسخ التي صادرتها السلطات التركية، مصدرها “فيلق الرحمن” الذي حاول إدخالها إلى تركيا وبيعها طوال الفترات السابقة، حيث أن النسخ “التوارة” التي سرقها من “الكنيس اليهودي” في جوبر عددها مماثل للعدد التي صادرته الحكومة التركية، بالإضافة إلى وجود قطع أثرية أُخرى لاتقدر بثمن لا تزال بحوزة الفصيل حتى اللحظة.

و في الثامن من أيار / مايو من العام 2018 نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن خلافات ظهرت في الشمال السوري بين مجلس جوبر المحلي وفيلق الرحمن، على مخطوطات قديمة وآثار كانت في عهدة قيادة فيلق الرحمن في جوبر، وفي التفاصيل التي تمكن المرصد السوري من توثيقها، فإن المجلس المحلي لحي جوبر قبل عملية التهجير، استأمن فيلق الرحمن على آثار ومخطوطات يهودية، كانت متواجدة في الكنيس اليهودي ضمن الحي الدمشقي، الواقع في القسم الشرقي من العاصمة، وعند تنفيذ عملية التهجير في أواخر آذار / مارس ، ومطلع نيسان / أبريل الفائت من العام 2018، عمد فيلق الرحمن لنقل الآثار والمخطوطات معه إلى وجهته في الشمال السوري، وعند مطالبة المجلس بعد الوصول إلى الشمال السوري، لقيادة الفيلق بتسليمها “الأمانات”، أنكر الأخير توجدها لديه، الأمر الذي خلق توتراً كبيراً بين الطرفين، كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان إجراء الطرفين المعنيين بالمشكلة، لقاءات متتالية، بهدف التوصل إلى حل، فيما أصر فيلق الرحمن على إنكاره لوجود الآثار والمخطوطات لديه، ما دفع المجلس وبعض المقاتلين المنحدرين من حي جوبر، والمنضوين تحت قيادة الفيلق، إلى اتهام فيلق الرحمن متمثلاً بقائده عبد الناصر شمير، بـ “سرقة المخطوطات والآثار التي كانت موجود في الكنيس اليهودي”، ما صعَّد الوتر بين الطرفين بشكل أكبر، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن الآثار المتواجدة ثمينة جداً.