تجمع مخيمات كفرلوسين..مأساة عصفت بـ 3350 عائلة على مرأى المنظمات الإغاثية المتقاعسة عن واجبها تجاه 27 مخيماً يعاني أهلها من أسوأ الأوضاع المعيشية
تعد تجمع مخيمات كفرلوسين من ضمن أبرز وأكبر التجمعات، التي تأوي نازحين من مناطق مختلفة من سوريا، حيث ينتشر 27 مخيماً في محيط قرية كفرلوسين الحدودية مع لواء إسكندرون، في ريف محافظة إدلب الشمالي، فيما تعاني جميعها من حالة مأساوية يعيشها قاطنو هذه المخيمات العشوائية، التي مضى على إقامتها أكثر من 4 سنوات، إذ علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن آلاف العوائل تقطن في هذه المخيمات ضمن ظروف يرثى لها، في ظل فصل الشتاء القاسي، وعلى الرغم من ضخامة هذا التجمع وعدد العوائل الكبير فيه إلا أنه كغيره من التجمعات لم يحظى باهتمام كبير من قبل المنظمات الإنسانية، والمؤسسات الخيرية العاملة في الشمال السوري، فمئآت العائلات شردت وخرجت من خيامها أثناء العاصفة المطرية، التي ضربت المخيمات السورية شمالاً، فكانت المساعدات التي تبرعت بها تلك المنظمات لهذا التجمع الكبير هي مساعدات خجولة جداً، ولا تكفي لسد حاجة مخيم واحد فقط.
المرصد السوري لحقوق الإنسان علم من مصادر قائمة على المخيم، أن 11 مخيماً من تجمع مخيمات كفرلوسين، لحقها الضرر أثناء العاصفة المطرية، التي وقعت في تاريخ الــ 27 من الشهر الأخير من العام 2018، وخرجت من هذه المخيمات مئات العائلات، دون تمكنها من إخراج أي شيء منها، وهم بحالة إنسانية صعبة للغاية، فيما رصد المرصد السوري عدم اكتراث أي جهة كانت من منظمات وجهات رسمية، لهذه المخيمات، في الوقت الذي مرت حادثة العاصفة المطرية، دونما أي رد فعل من قبل الجهات الإنسانية والإغاثية، ما أجبر السكان على تدبر أمورهم بأنفسهم والمساهمة في إعادة بعض الأمل، وبعث الروح بهذه المخيمات، التي جرفها السيل، والعمل وإعادة ترميمها من جديد ومواصلة العيش بها
كذلك علم المرصد السوري أن غالبية السكان في تجمع مخيمات كفرلوسين هم مهجرون من المناطق الجنوبية في سوريا ومناطق وسط البلاد، ممن جرى تهجيرهم في العام 2018 ضمن سياسة التهجير القسري التي طبقها النظام السوري وحليفته روسيا، بحق أبناء المحافظات الجنوبية مثل ريف دمشق ودرعا ومحافظات وسط سوريا وريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، وتحدث قائمون على المخيم للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن اوضاعه وما تعرضه له، حيث أكد أنه نظراً للحاجة المحلة قام بعض الأهالي، وبالتعاون مع بعض المنظمات الإنسانية، ببناء تجمع كفرلوسين، منذ ما يقارب الـ 4 سنوات، لإيواء نازحين من ريف محافظة إدلب الجنوبي والغربي بالإضافة لإيواء عائلات من ريفي حماة الغربي والشمالي، وعدد آخر من العائلات من مناطق اخرى، ثم وبعد مضي عدة سنوات بدأت تزداد أعداد العائلات، خصوصاً بعد تهجير مقاتلي وسكان الغوطة الشرقية ومناطق أخرى من ريف دمشق ودرعا وحمص الشمالي وحماة الجنوبي، وقبله نزوح الآلاف من ريف محافظة حماة الشرقي، حتى بات تجمع كفرلوسين يعد من أضخم التجمعات الحاضنة لمخيمات في الشمالي السوري، إذ يضم التجمع 27 مخيماً وهي:: “”أفاميا، الأمل، بوابة الرحمة، البناء الأخضر، الجهاد، السلطان، الغفران، الفرجة، القلعة، المنصورة، النصر، بدر الحص، حلب لبيه، خطاب، دار حمود للأيتام، دمعة نازح،ساعد، سرجيلا، سنابل الخير، سواعد الإخاء، قنيطرات، كفرلوسين، لستم وحدكم، البيت، البركة، نحن أمة، نحن معاً”، وأكدت المصادر للمرصد السوري أنه يقطن في هذه المخيمات حوالي الــ 5200 عائلة، أما عن المخيمات التي شملها الضرر أثناء العاصفة المطرية الأخيرة التي ضربت المنطقة، في أواخر العام 2018، فهي 11 مخيماً من أصل هذه المخيمات التي يقطنها مئآت العائلات، وتوزعت على الشكل التالي:: مخيم الأمل تضررت به 650 عائة، مخيم الجهاد تضررت به 186 عائلة، مخيم الفرجة تضررت 525 عائلة، مخيم المنصورة تضررت به 60 عائلة، مخيم النصر تضررت به 106 عائلات، مخيم بدر الحص تضرر به 195 عائلة، مخيم كفرلوسين تضررت به 106 عائلات، مخيم لستم وحدكم 1100 عائلة، مخيم نحن معاً 120 عائلة، مخيم نحن أمة 116 عائلة، مخيم حلب لبيه تضررت به 185 عائلة، في حين يقدر عدد العوائل المتضررة بشكل عام حوالي الــ 3350 عائلة، جميعها خرجت أثناء العاصفة المطرية، بعد أن جرفت السيول والأمطار خيامها، في حين عمدت الكثير من العائلات للتوجه إلى مخيمات أقل تضرراً، فيما بقي البعض الآخر في العراء حتى مساء اليوم التالي.
المصادر الأهلية والخدمية القائمة على المخيمات هذه، أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن كل ما جرى من عاصفة مطرية وأضرار ناجمة عنها، جرى تحت مرأى ومسمع المنظمات الإنسانية الكثيرة العاملة في الشمال السوري، والتي اكتفت معظمها بالصمت حيال ما جرى ويجري إلى الآن، من حالة مأساوية صعبة يعيشها قاطنو هذا التجمع الكبير، أما بعض المنظمات فكانت مساعداتها ضعيفة جداً وخجولة للغاية، وأكد القائمون على التجمع، أنه تم إجراء إحصاء للمساعدات المقدمة حتى نكشف حجم تجاهل هذه المنظمات، فكانت المساعدات المقدمة على الشكل التالي:: تقديم 20 لتر مازوت لكل عائلة من العائلات المتضررة في مخيم حلب لبيه، بالإضافة لتقديم سجادة صغيرة واسفنجية + غطاء، لكل عائلة من العائلات المتضررة في مخيمي الفرجة وبدر الحص، أما الـ 9 مخيمات الأخرى المتضررة، فلم تشهد أي مساعدات إنسانية، كما جرى إيواء معظم المتضررين من أبناء هذه المخيمات، بمبادرة فردية من قبلهم، دون أي مساعدة تذكر، حيث قام الأهالي بترميم المخيمات وشراء خيم جديدة، وإعادة تركيبها من جديد، وإصلاح الأضرار الناجمة عن العاصفة المطرية، في الوقت الذي يعاني فيه تجمع كفرلوسين يعاني من سوء كبير في الخدمات، من نقص في المسلتزمات الطبية والمواد الغذائية، وشح في مياه الشرب، وضعف الناحية التعليمية في التجمع، الذي يضم مئات الأطفال، بالإضافة إلى ضرورة إصلاح الصرف الصحي وتعبيد الطرقات وأرضية المخيمات، وغيرها الكثير من الخدمات التي بات التجمع بأمس الحاجة.
نازحون من قاطني المخيم تحدثوا للمرصد السوري قائلين:: “”لم نعلم أن الموت الذي فررنا منه عن طريق القصف والدمار، سيلاحقنا إلى المخيم الذي يرمز في طبيعة الحال إلى الإيواء والأمان، حيث نواجه ذلك الموت يومياً وبصور وأوضاع مختلفة، فمن المطر الشديد الذي أغرقنا إلى البرد والجوع والنقص في الحاجيات الأساسية، هذا ما نعانيه وأكثر في مخيم “لستم وحدكم”، الذي لم يأخذ من اسمه نصيب، فنحن بالفعل وحدنا وتخلى عنا دعاة الإنسانية، فالحالة المادية الضعيفة التي نعاني منها، أنا وباقي أهالي المخيمات، لم تمكننا من إعادة الحال إلى ما كان عليه سابقاً، ولكننا مع تقاعس المنظمات الإغاثية عن أداء واجبها، بدأنا نحاول تركيب الخيم، وتصليح أرضية المخيم، وتصريف مياه الأمطار بعيداً، ونأمل في الأيام القادمة أن يتم تزويد المخيمات المتضررة بخيم جديدة وعوازل، فهي مهمة جداً كعلاج سريع لأوضاعنا، بالإضافة إلى تزويد المخيمات بمواد تدفئة ومواد غذائية، وفرش أرضية المخيمات بشكل عام، حتى تصبح هذه المخيمات على الأقل قابلة للسكن، فلا وجود لبوادر حل قريب لأزمة النازحين داخلياً، ومكوثنا في هذه المخيمات وعلى هذا الحال يبدو أنه سيطول””
النازحون المقيمون في مخيمات كفرلوسين والقائمون على هذه المخيمات، وجهوا لومهم عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان للمنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، بسبب تقاعسها عن أداء واجبها الإنساني، تجاه مخيمخم وجميع المخيمات في الشمال السوري، مطالبين بضرورة تقديم خدمات للمخيمات خصوصاً تجمع كفرلوسين، الذي يعاني من سوء خدمات كبير من نقص في المسلتزمات الطبية والمواد الغذائية، كما يعاني من شح مياه الشرب وضعف الناحية التعليمية في التجمع الذي يضم مئات الأطفال، بالإضافة إلى ضرورة إصلاح الصرف الصحي وتعبيد الطرقات وأرضية المخيمات وغيرها الكثير من الخدمات التي بات التجمع بأمس الحاجة إليها لضمان إستمرار وجود الآلاف من النازحين والمهجرين فيه، فهم لم يعد بقدورهم تحمل أعباء أخرى نظراً لأوضاعهم المادية المتردية.