تجنيد مستمر يرفع لنحو 34 ألف عدد من جرى تجنيدهم في الجنوب السوري وترفع بدورها لنحو 54 ألفاً ممن جندوا في مناطق التهجير و”المصالحة”

39

تتواصل عمليات التجنيد من قبل قوات النظام في ريفي درعا والقنيطرة اللذين  شهدا مصالحات وتسويات مع قوات النظام بضمانات روسية، هجر بموجبها  مقاتلون رافضون للتسوية إلى الشمال السوري، وبقي الراغبون بالتسوية، فيها لينضموا إلى قوات النظام ويشكلون عمادها في مناطقهم، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار ضم قوات النظام لمتخلفين عن الخدمة العسكرية أو مقاتلين راغبين في الانضمام إليها، كانوا بقوا في مناطقهم بعد إجراء “مصالحات” مع النظام، حيث أضحى مقاتلو هذه الفصائل يشكلون أغلبية عناصر حواجز قوات النظام المنتشرة في بلدات اليادودة والمزيريب وتل شهاب والعجمي وحوض اليرموك بالكامل في القطاع الغربي من ريف درعا، حيث ارتفع لأكثر من 34 ألف عدد من انضموا من محافظتي درعا والقنيطرة منذ بدء عمليات السيطرة و”المصالحة” في المحافظتين

 

ومع عمليات التجنيد المستمرة هذه فقد ارتفع رفعت لنحو 53500 عدد من جرى تجنيدهم منذ مطلع شهر نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، من المناطق التي شهدت صفقات تغيير ديموغرافي عبر تهجير الرافضين للاتفاقات التي جرت بين الفصائل وممثلين عن المنطقة والنظام، بضمانات روسية كاملة، في محافظتي درعا والقنيطرة ومن جنوب العاصمة دمشق، ومدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية وريف دمشق الجنوبي والقلمون الشرقي وسهل الزبداني ومضايا ووادي بردى وريف دمشق الغربي ومنطقة التل في ريف العاصمة دمشق، حيث أبلغت مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه عملية التجنيد في المناطق آنفة الذكر، جرت بطلب من القوات الروسية، وسط تخوفات من ضباط ومجموعات داخل قوات النظام، من الهدف الروسي من عمليات التهجير، وكسب ود السكان المتبقين ضمن المناطق “التسوية والمصالحات”، والتقرب منهم، لجعل هذه القوات المشكلة من أبناء المناطق التي جرى تهجيرها.

 

كذلك فإن عملية التجنيد المتواصلة للشهر الخامس على التوالي، تلت القرار الذي أصدرته قوات النظام بتسريح الدورة 102 من قواتها، وتنفيذها لعملية تسريحهم، إضافة لسعي النظام لاستصدار قرار بحل القوات الرديفة التابعة للنظام، حيث كان حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان سابقاً على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أكدت أن أعداد عناصر الدورة 102 المجندين في قوات النظام، والذين جرى الاحتفاظ بهم، وجرى تسريحهم، بلغ نحو 15000 عنصر مجند، ممن سرحوا من خدمة التجنيد الإجباري في صفوف قوات النظام، في حين أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات الآلاف من عناصر هذه الدورة التي جرى التحاقها بالخدمة الإلزامية في العام 2010، قتلوا وأصيبوا، بينما انشق الآلاف منهم، خلال الثورة السورية، والتحق معظمهم بصفوف الفصائل المقاتلة والإسلامية في المعارضة السورية، كذلك فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان نشر حينها أن الدورة 102، من المجندين في قوات النظام، جرى التحاقها بخدمة التجنيد الإجباري، في العام 2010، وكان من المفترض أن يجري تسريحها من الخدمة، في مطلع العام 2012، إلا أن قوات النظام تعمدت الاحتفاظ بهم في الخدمة، لمدة نحو 6 أعوام ونصف إضافية على خدمتهم الرسمية في جيش النظام، مستخدمة إياهم في المعارك والعمليات العسكرية التي نفذتها في الأراضي السورية، والتي تمكنت قوات النظام بموجبها، من استعادة السيطرة على عشرات آلاف الكيلومترات المربعة، بعد خسارتها سابقاً على يد الفصائل المعارضة والإسلامية وتنظيم “الدولة الإسلامية