تحضيرات لإعلان انتهاء التنظيم بعد خروج 58 ألف شخص بينهم أكثر من 6 آلاف عنصر من التنظيم خلال 95 يوماً ومن ضمنهم 400 عنصر سلموا للسلطات العراقية

48

نهار جديد في الباغوز، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، يجري التحضير فيه لخروج دفعات جديدة من المتبقين في خنادق وفي الأنفاق المحفورة بأيدي سجناء ومعتقلين ومختطفين قد يكون الكثير منهم أعدم أو أبقوا حبيسي الأنفاق هذه، أو أهيل التراب المنقول من الأنفاق على جثثهم المقتولة على جلاديهم من تنظيم “الدولة الإسلامية”، فقوات سوريا الديمقراطية تنتظر عند أطراف خطوط التماس في آخر الطريق الآمن، لنقل آخر من تبقى من مدنيين وعوائل تنظيم “الدولة الإسلامية” وعناصره، نحو مخيمات ريف الحسكة ونقل العناصر لسجون ومعتقلات قوات سوريا الديمقراطية، وذلك في تحضير متزامن للإعلان من قبل قوات سوريا الديمقراطية عن انتهاء العملية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد تسليم عشرات الآلاف من المدنيين وعناصر التنظيم وعوائلهم من جنسيات سورية وعراقية وعربية ومغاربية وآسيوية وغربية لقوات قسد في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ مطلع كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، خروج 57620 شخصاً من مزارع الباغوز والجيب الذي كان يتواجد فيه التنظيم قبيل حصره في المنطقة هذه، من بينهم أكثر من 55620 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم نحو 6040 من عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، القسم الغالب منهم من الجنسية العراقية، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم، كما علم المرصد السوري أن نحو 300 من عناصر التنظيم تمكنوا خلال الأيام والأسابيع الفائتة من التسلل عبر نهر الفرات إلى الجيب الأكبر والأخير المتبقي للتنظيم في البادية السورية ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والروس والإيرانيين في شمال تدمر

في الوقت ذاته وثق المرصد السوري نقل وتسليم المئات من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومقاتليه للسلطات العراقية، وفي التفاصيل التي حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان عليها، فإن نحو 400 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، بينهم عناصر من جنسيات غربية، جرى نقلهم وتسليمهم لقوات الجيش العراقي، حيث نقلوا على متن شاحنات التحالف الدولي ومن ثم جرى تسليمهم للجيش العراقي، فيما كان نشر المرصد السوري في الـ 5 من مارس الجاري أن أعداد الخارجين منذ الـ 16 من آذار / مارس الجاري، ترتفع لتبلغ نحو 17490 شخص ممن خرجوا من مخيم الباغوز والأنفاق والخنادق ضمن الأراضي الزراعية في منطقة الباغوز، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، من ضمنهم نحو 2040 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وآسيوية وغربية، وصلوا لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على متن عشرات الشاحنات التي كانت تدخل لمنطقة التجمع في كل مرة لنقلهم إلى مخيمات الهول وفرز المقاتلين عنهم ونقلهم لمراكز ومعتقلات قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، في حين نشر المرصد السوري في الـ 3 من مارس الجاري أنه في إطار معركة الفرصة الأخيرة التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي على حساب من تبقى من عناصر التنظيم في مزارع الباغوز، رصد تقدماً لقوات سوريا الديمقراطية، الأمر الذي مكنها من تضييق الخناق أكثر فأكثر على عناصر التنظيم المتبقين هناك، في الوقت ذاته تواصل قسد تمشيط المزارع والمناطق التي تقدمت إليها من تفكيك عبوات وألغام والبحث عن متوارين من التنظيم، ورجحت المصادر الموثوقة للمرصد السوري انتهاء قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي من العملية خلال مدة من 48 ساعة إلى 96 ساعة قادمة.