تركيا تبدأ دوريات مشتركة مع أمريكا في منبج السورية
– بدأت القوات التركية والأمريكية دوريات مشتركة يوم الخميس في منطقة منبج بشمال سوريا بهدف تجنب وقوع مواجهات بين تركيا والأكراد حلفاء واشنطن لكن تركيا واصلت التهديد بشن هجوم جديد في منطقة قريبة لسحق الأكراد.
ووضع تقدم الجيش التركي في شمال سوريا على مدى العامين المنصرمين القوات الأمريكية في طريقه مباشرة.
ويعمل البلدان على تجنب وقوع مواجهة مباشرة بين قواتهما فيما تسعى تركيا لسحق وحدات حماية الشعب الكردية السورية. وتشكل الوحدات المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها واشنطن بالأسلحة والدعم الجوي ونحو ألفين من القوات الخاصة على الأرض في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ولتجنب نشوب المزيد من المعارك اتفقت الولايات المتحدة وتركيا قبل ثلاثة أشهر على تسيير دوريات مشتركة حول مدينة منبج على الضفة الغربية لنهر الفرات في إطار اتفاق انسحب بموجبه أيضا المقاتلون الأكراد من المدينة.
وعلى الرغم من تحديد موعد بدء الدوريات المشتركة هذا الأسبوع أعلنت تركيا شن هجوم جديد ضد الأكراد على الضفة المقابلة للنهر داخل أراض تدعم فيها الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية في قتالها ضد الدولة الإسلامية.
وأكد وزير الدفاع التركي والتحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا بدء الدوريات المشتركة في منبج التي تقع على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود التركية. وكانت القوات التركية والأمريكية تنفذ من قبل دوريات منسقة ولكن مستقلة قرب منبج.
ورأى صحفي من رويترز قافلة مؤلفة من ست مركبات عسكرية يرفع بعضها العلم الأمريكي والبعض الآخر يرفع العلم التركي تتحرك يوم الخميس على بعد 20 كيلومترا من مدينة منبج.
وتنفذ الدوريات على طول الخط الفاصل بين المنطقة التي يسيطر عليها مجلس منبج العسكري، المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية التي تغلب عليها الوحدات وتدعمها الولايات المتحدة، والمنطقة الخاضعة للسيطرة التركية في الشمال السوري.
لكن يبدو أن التعاون الأمريكي التركي في منبج لم ينجح في تجنب شن هجوم تركي سيصبح الأول على الضفة الأخرى من الفرات.
وتطلق تركيا النيران عبر الحدود منذ خمسة أيام في استعداد لما وصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه هجوم سيشن قريبا لسحق القوات الكردية على طول المنطقة المحاذية للحدود التركية.
* الحملة ضد الدولة الإسلامية
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وكينو جابرييل المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن القوات التركية قصفت منطقة قرب مدينة تل أبيض على الحدود التركية مما أسفر عن مقتل طفلة.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية يوم الأربعاء إن الهجمات التركية أجبرتها على تعليق حملتها التي تدعمها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية قرب الحدود العراقية.
وقال الكولونيل شون ريان المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوم الخميس في تصريحات عبر البريد الإلكتروني إن تعليق العمليات لا يزال ساريا فيما تتواصل المحادثات بشأن الموقف.
وتمكنت أطراف عدة من طرد مسلحي الدولة الإسلامية من كل المناطق التي أعلنت فيها دولة ”الخلافة“ تقريبا في سوريا والعراق ومن بين تلك الأطراف التحالف بقيادة الولايات المتحدة والحكومة العراقية وقوات الحكومة السورية بدعم روسي وجماعات مسلحة تدعمها إيران.
لكن الدولة الإسلامية شنت الأسبوع الماضي أحد أعنف هجماتها هذا العام على قوات سوريا الديمقراطية. وتقول قوات سوريا الديمقراطية إن الهجوم أسفر عن سقوط 14 قتيلا من مقاتليها لكن المرصد يقول إن عدد القتلى أعلى من ذلك بكثير.
وعلى مدى العامين المنصرمين اجتاحت القوات التركية مناطق في شمال سوريا لطرد مسلحي وحدات حماية الشعب من غرب نهر الفرات في حملتين عسكريتين منفصلتين.
وتوقفت الحملتان السابقتان عند ضفاف النهر لأسباب من بينها تجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة.
وتدهورت العلاقات الأمريكية التركية لمرحلة خطرة في الأشهر الماضية بسبب خلافات بشأن سوريا وعدد من القضايا الأخرى.
وتحدث أردوغان يوم الخميس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال مكتب الرئاسة التركية إنهما أكدا على عزمهما تعزيز العلاقات بين البلدين.
المصدر: رويترز