تركيا ترحّب بتصريح بومبيو عن حقّها في مواجهة «الإرهابيين» في سورية
رحّبت تركيا السبت بالتصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي قال إن من حق أنقرة الدفاع عن نفسها في مواجهة «الإرهابيين» بعد انسحاب الولايات المتحدة من سورية.
فيما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، بأن الطيران الإسرائيلي شنّ الجمعة غارة استهدفت «مستودعات أسلحة» إيرانية في مطار دمشق الدولي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في خطاب ألقاه في محافظة أنطاليا في جنوب تركيا: «نعتبر تصريحاته حول إزالة العناصر التي تثير قلق تركيا صائبة».
وتحادث جاويش أوغلو أول من أمس مع نظيره الأميركي بومبيو الذي يزور أبوظبي في إطار جولة إقليمية، وبحث معه «الخطوات الواجب اتّخاذها» في سورية.
ويأتي ذلك بعد توترات بين الولايات المتحدة وتركيا حول مصير حلفاء واشنطن السوريين الأكراد الذين يقاتلون، بدعم أميركي، تنظيم «داعش».
وجاءت تصريحات أوغلو بعد إعلان بومبيو أن الولايات المتحدة تعترف بـ«حق الشعب التركي و(الرئيس التركي رجب طيب إردوغان) بالدفاع عن بلدهما بوجه الإرهابيين»، قبل أن يضيف مستطرداً: «لكننا نعلم أيضاً بأن هؤلاء الذين قاتلوا معنا طوال هذا الوقت يستحقون بدورهم الحماية».
وكانت تركيا نفت أن يكون قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواته مشروطاً بضمان سلامة «وحدات حماية الشعب الكردية» المدعومة من الولايات المتحدة.
وتعتبر أنقرة «الوحدات الكردية» فرعاً لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض منذ عقود تمرّداً في جنوب شرقي تركيا.
في المقابل تعتبر واشنطن «الوحدات الكردية» العمود الفقري لـ«قوات سورية الديموقراطية» التي تقاتل تنظيم «داعش» في سورية.
وكان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جون بولتون زار تركيا هذا الأسبوع لكن لقاءه مع المسؤولين الأتراك في أنقرة شابه التوتر.
وكرر أوغلو «رفض وإدانة» تصريحات بولتون حول الانسحاب المشروط، وقال إنه على رغم التصريحات المختلفة الصادرة من واشنطن، إلا أن من يحاور الرئيس التركي هو ترامب. وجدد تهديد بلاده بشن هجوم للقضاء على المقاتلين الأكراد في سورية. وقال: «سنقوم بكل ما يقتضيه الأمر لإزالة الإرهاب من على حدودنا»، مضيفاً: «لا يشّككن أحد في ذلك».
في المقابل، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس بأن الطيران الإسرائيلي شنّ الجمعة غارة استهدفت «مستودعات أسلحة» إيرانية في مطار دمشق الدولي، في تأكيد نادر يصدر عن مسؤول اسرائيلي.
وقال نتانياهو خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء وفق مكتبه: «منذ 36 ساعة فقط، هاجم سلاحنا الجوي مستودعات إيرانية تحتوي على أسلحة إيرانية في مطار دمشق الدولي». وأضاف أن «تكثيف الهجمات الأخيرة يُثبت أننا أكثر تصميماً من أي وقت مضى على التحرّك ضد إيران في سورية، كما تعهدنا».
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي ايسنكوت الذي تنتهي ولايته في الأيام المقبلة في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»: «ضربنا آلاف الأهداف من دون إعلان مسؤوليتنا عن ذلك أو نطلب شكراً من أحد».
على صعيد آخر، أجلي أكثر من 600 مدني من آخر معقل لتنظيم «داعش» في محافظة دير الزور شرق سورية، فيما تستعد «قوات سورية الديموقراطية» لشن هجومها الأخير على هذا القطاع، وفق ما نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال «المرصد»: «أخرجت أول دفعة على متن أكثر من 25 حافلة، حيث خرج أكثر من 600 شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء» قرب بلدة سوسة، من «قوات سورية الديموقراطية» والتحالف الدولي ضد التنظيم.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لـ«فرانس برس»، إن عشرات المسلحين بين الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، ونقلوا إلى مناطق خاضعة لـ«قوات سورية الديموقراطية».
وأوضح أنه بذلك يرتفع إلى 16 ألفاً عدد الأشخاص الذين تركوا مناطق سيطرة تنظيم «داعش» منذ مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بينهم 760 مقاتلاً. وأشار إلى «أنها المرة الأولى التي تقوم بها قوات سورية الديموقراطية وقوات التحالف بتأمين حافلات لنقل المدنيين»، لافتاً إلى إمكان أن يكون تم التوصل إلى اتفاق بهذا الصدد بين الطرفين.
وخلال الأشهر الستة الماضية فر نحو 25 ألف شخص من المعارك في شرق سورية، وفق ما أعلنت المفوضية العليا للاجئين الجمعة.
وأوضحت المفوضية أن بعضهم أمضى بضع ليالٍ في العراء قبل أن يتم إيواؤهم في مخيمات.
وتمكنت «قوات سورية الديموقراطية» خلال الأسابيع القليلة الماضية من استعادة بعض البلدات والقرى التي كانت بأيدي التنظيم الجهادي بينها هجين والشعفة، في حين لا يزال يمسك ببعض القرى مثل سوسة والباغوز، وفق المرصد.
وأعلنت قوات التحالف أول من أمس، أنها أطلقت أكثر من 20 صاروخاً ضد آخر مواقع المسلحين، بمعزل عن ضربات مماثلة قام بها الجيش العراقي أيضاً، وفق ما نقل «المرصد».
المصدر: الحياة