تركيا تستعد لعملية عسكرية واسعة في شمالي سوريا

4
تتوالى تبعات القرار الأمريكي بالانسحاب من شمال شرق سوريا، الذي وضع قوات سوريا الديمقراطية في مأزق، خصوصا أن المؤشرات تدل على أن القوات الأمريكية ستخلي معسكراتها في المنطقة الشمالية، التي كانت حصنا للأكراد ضد تهديدات تركيا التي بدأت تخطو بشكل متسارع نحو عملية عسكرية جديدة لإنهاء الوجود الكردي بالمنطقة، إلا أن الأخيرة هددت بانسحاب مقاتليها من مواجهة تنظيم “داعش” في دير الزور، حال انطلاق أي عملية عسكرية ضدهم نتيجة الانسحاب الأمريكي، وهو الأمر الذي لم يشغل أنقرة، ودفعها إلى تعزيز قواتها.

المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن قيام تركيا بإرسال تعزيزات عسكرية إلى شمالي سوريا قرب منطقة تسيطر عليها القوات الكردية التي تتوعّدها أنقرة بهجوم عسكري جديد بهدف القضاء عليها.

ويأتي إرسال هذه القوات التركية بعيد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ، أنه سيسحب القوات الأمريكية المتمركزة في شمال شرق سوريا إلى جانب المقاتلين الأكراد الذين لطالما سعت تركيا للقضاء عليهم.

وقال المرصد: إن “نحو 35 دبابة وغيرها من الأسلحة الثقيلة على متن ناقلات مدرّعات عبرت معبر جرابلس الحدودي”، وفقا لفرانس برس.وأضاف أن التعزيزات العسكرية توجّهت إلى منطقة تقع قرب نهر الساجور بين جرابلس ومنبج، ولا تبعد كثيرا عن الخطوط الأمامية، حيث يتمركز مقاتلو مجلس منبج العسكري “الأكراد”.

بدوره، أكد مسؤول في فصيل محلي مسلح موال لتركيا وصول هذه التعزيزات، موضحا أن القوات التركية طلبت أيضا من الفصائل الموالية لها “إعلان حالة التأهّب، لكن من دون أن تطلب منها التوجّه إلى المنطقة التي أرسلت إليها التعزيزات”.

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هدد في وقت سابق بشن عملية عسكرية جديدة ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا خلال أيام قليلة”.

وقال مصدر في قوات درع الفرات التابع للجيش السوري الحرك إن “أكثر من 50 آلية عسكرية تحمل مدافع وعربات نقل جنود دخلت الأراضي السورية من معبر حوار كلس مع بلدة الراعي في ريف حلب الشرقي، في طريقها إلى نقاط تجمع الجيش التركي مع فصائل المعارضة على خط الساجور شمال غرب مدينة منبج”.وأكد المصدر أن الرتل العسكري الذي وصل أمس إلى ريف حلب الشرقي يعد من أهم ألوية المدفعية الثقيلة للجيش التركي”، وفقا لـ”د.ب.أ”.

من جانبه نفى عضو في مجلس سورية الديمقراطي في مدينة منبج، صدام الحمد، عقد اتفاق مع القوات الحكومية ودخولها مدينة منبج خلال الساعات القادمة.

وأوضح الحمد أن هناك حشدا للقوات الحكومية في منطقة التايه نحو 15 كيلومترا جنوب غرب مدينة منبج، ولا نعلم إن كانت ستدخل المدينة، لأن تطورات الملف السوري أصبحت تتغير بين ساعة وأخرى، مشيرا إلى إمكانية الاتفاق مع الحكومة السورية لدخول الجيش السوري إلى منبج.

في المقابل، حذّر المسؤولون الأكراد من أن أي هجوم تركي سيعني انسحاب المقاتلين الأكراد من جبهة القتال الأخيرة ضد تنظيم داعش في محافظة دير الزور.واعتبر القيادي البارز في الإدارة الذاتية الكردية ألدار خليل أنه من واجب واشنطن بعد سحب قواتها من شمالي سوريا ضمان منع أي هجوم تركي على المنطقة، داعيا إلى اتخاذ قرار دولي بهذا الشأن، وفقا لـ”فرانس برس”.

وقال خليل، أحد أبرز القياديين الأكراد في سوريا: “عندما تكون أمريكا والدول الأخرى هنا فعليها الوفاء بالتزاماتها، وحتى وإن رحلوا من هنا باستطاعتهم على الأقل إصدار قرار دولي من واجبهم عدم إفساح المجال لأي هجوم على هذه المناطق وإيقاف التهديدات التركية”.

وتابع: “في حال رحلت أمريكا فكأنها تقول لتركيا إنه الآن بات بإمكانك الهجوم، لأن وجود القوات الأمريكية، يعني أن أنقرة غير قادرة على الهجوم، كونها لا تريد الاشتباك مع الأمريكيين”.

المصدر: السياسة