تركيا تواجه صمودا كرديا في سوريا

13

قتل عشرة مدنيين السبت في قصف جوي ومدفعي وإطلاق نار في اليوم الرابع من الهجوم التركي ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “المدنيين قتلوا بنيران القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها” في ثلاث مناطق متفرقة، مشيراً إلى أن بينهم من قتل في قصف مدفعي وجوي وآخرين في إطلاق نار.
ونفت قوات سوريا الديموقراطية السبت ما أعلنته وزارة الدفاع التركية بأن قواتها سيطرت على بلدة رأس العين الحدودية، وفق ما قال مسؤول كردي.
وقال المسؤول “رأس العين لا تزال تقاوم، والاشتباكات مستمرة”. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها دخلت البلدة من دون أن تسيطر عليها، مع استمرار للمعارك داخلها.

وتطرح القوات الموالية لتركيا والمعروفة “بالجيش الوطني السوري” جدلا فهو يشكل رأس حربة في الهجوم التركي على القوات الكردية في شمال سوريا، ويضم في صفوفه مقاتلين انخرطوا في الحرب في السنوات الأولى من النزاع بهدف إسقاط النظام السوري.
وكان “الجيش السوري الحر” في طليعة الحراك ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لكن مع تشعب النزاع وتعقده، انفرط عقد هذا الجيش الذي كان مدعوما من المعارضة السياسية وبعض الدول الإقليمية والغربية.
وبدأ دور “الجيش السوري الحر” يتراجع منذ العام 2012 مع بروز فصائل جهادية مثل جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وتنظيم الدولة الإسلامية، لم يتمكن من منافستها لافتقاره إلى الدعم والتمويل.
وبعدما غاب كليا عن المشهد السوري لسنوات، عاد “الجيش السوري الحر” إلى الظهور بمشاركته في آب/أغسطس 2016 في أول هجوم نفذته أنقرة على مناطق في شمال سوريا قرب الحدود التركية وأتاح طرد تنظيم الدولة الإسلامية من عدة بلدات وخصوصا جرابلس.
وبعد ذلك شاركت هذه الفصائل في عملية “غصن الزيتون” التي شنتها القوات التركية على وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين.
غير أن مشاهد لعناصر من الجيش السوري الحر قرب جثة مقاتلة كردية تم التمثيل بها قرب عفرين أو يقومون بأعمال نهب في البلدة بعد السيطرة عليها، ساهمت في ضرب صورته كقوة غير منضبطة.
وبعدما كان “الجيش السوري الحر” يعتبر الذراع العسكرية للمعارضة السورية في المنفى، تتبنى “الحكومة السورية المؤقتة” التي تتخذ من تركيا مقرا لها اليوم “الجيش الوطني السوري” المشارك في الهجوم الذي باشرته أنقرة الأربعاء لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية من شريط واسع في شمال شرق سوريا.